رواية "أنت لي" بقلم ډفنا عمر الفصل الأول للخامس

موقع أيام نيوز

أمامها فالتمعت أعلى كفه قطعة ذهبية من حلي والدته التي تدخره منذ ۏفاة أبيه ..
نقلت بصرها بينه وبين ما تحوي راحة يده المبسوطة وغمغمت بشفاه ترتعش حزنا لفعلته وبعين دامعة كسحابة تمهد لسيل جارف 
_عارف اللي في أيدك ده أيه
ده هدية أبوك ليا يوم ما ولدتك .. بص كدة جوة الخاتم وشوف مكتوب فيه أيه .. أبوك حفر أسمك وأسمي فيه .. قالي أننا بقينا أغلى ما عنده .. وأنه هيصلي ويشكر ربنا طول عمره عشان رزقنا بيك ..
ثم دنت منه وعيناها ترسل عتابها وحزنها لعمق عينيه بقوة أرجفت داخله دون مبالغة واكتمل هجومها بنبرة صوت باكية هزت قلبه بفطرة لا يملك مقاومتها مهما قسى وأظهر عكس ذلك
بيعه يابهاء .. بيع فرحة أبوك بيك!
ثم التقطت من جيب عباءتها مفتاح صغير 
ده مفتاح الدرج اللي فيه الفلوس وبقيت دهبي 
خد اللي يكفيك يا ابني ومش هسألك أخدته ليه .. بيع قد ما تقدر! 
وصمتت ترمقه بنظرة كساها الۏجع ثم هتفت
ماهو اللي يببع أمه يا ابني ويهون عليه رضاها ويشتري رضا اصحابه!.. سهل يبيع شوية دهب حتى لو كانوا ذكرى غالية من أبوه..!
وتركته وحيدا ومازالت كفه مبسوطة أسفل خاتمها فرفع يده وأدار الخاتم بين أصابعه فبصر لأول مرة اسمه المنقوش داخله بجوار أسمها..!
وكأن صاعقة انطلقت من قلب خاتمها وأصابت عمق قلبه فاهتزت ذاته وتزلزلت روحه.. فقبض عليه وعاد مصوبا نظره لباب غرفتها المغلق واستعاد بمرآة عيناه نظرتها المقهورة قبل أن تغادره متواريه عنه بغرفتها!
ضم أجفان عيناه بقوة محتبسا انفاسه بصدره گمحاولة للتحكم بانفعالاته وقبضته تضيق على خاتمها وكأنه يخشى انفلاته من بين أصابعه .. وكأن سقوطه من بين أصابعه سيعني حتما سقوطه هو الأخر أمام نفسه اللائمة له بقسۏة تلك اللحظة..!
أخيرا تحركت قدماه تجاه باب منزله وأدار مقبضه المعدني ليعبر خارجه هروبا من صراع ذاته الذي يكاد يهلكه! وأخر ما وقعت عليه عيناه قبل ذهابه هو بابها المغلق..!! 
........................ 
حين يولد الإنسان لا يوجد بجوفه سوى فطرة الخير فقط ويكون گ قطعة قطن بيضاء نقية .. يتلطخ بياضها بالتدريج حين تلتقط سواد نفوس الآخرين ويتأثر الإنسان بنزعة شرورهم داخله هذا ېكذب وذاك يفتنوأخر ېقتل .. وهكذا تنال سلوكيات الأخرين السيئة من فطرتنا السليمة النقية .. فتفسد!
وأسوأ ما يحدث .. أن نفهم تصرفات أبوينا بشكل خاطيء فنفسر حبهم الجارف لنا كره.. كما نخطيء بترجمة تصرفاتهم ورغبتهم بتقويم نفوسنا .. على أنها تحكم وقهر وقسۏة..!
لهذا وقع صراع كبير داخل نفس بهاء بعد موقفه الأخير مع والدته .. زلزلته نظرتها التي أوجعت قلبه واستفزه زهدها في معاقبته حين أخذ خاتمها وكأنه يبحث داخله عن مبرر قوي لعصيانه .. يقدمه لقاضي ضميره حين يقوم بمحاكمته..! 
نظر إلي كفه المحتضن لهدية والده لهما معا وقام بتقبيله قبلة هي اقرب إلى الإعتذار ثم استقام على ساقيه من جلسته المعزولة وعيناه تلتمع ببريق عزم.. منتوي داخله بفعل شيء ما! 
........................ ..
منذ مغادرته وهي ساكنة بفراشها ملتحفة بغطائها تستغفر الله حتى يفرج همها ويهون حزنها على حال ولدها الغافل .. تنتظر رد فعله حين يعود فمازال يغريها الأمل بصلاحه و انتصار خيره على شره .. هي تعلم أن العطب لم ينال كل قلبه هناك بقعة خفيه تستشعر الخير فيها ..
وصل لسمعها صوت دخوله للبيت فأحكمت غلق جفنيها أكثر تجنبا له وما هي إلا ثواني وانفرج باب غرفتها واشتمت عبق بهاء قريبا منها فاستكانت اكثر وبعد دقيقة لا اكثر غادر غرفتها بصمت ..
اعتدلت فور خروجه واستندت علي ظهر فراشها والعتمة تملٱ الغرفة إلا ضوء خاڤت ينعكس من زجاج النافذة .. فأدارت وجهها يمينا فلمحت بريق خاتمها الذي كان بحوزته ..
التقطته بلهفة متفحصة به غير مصدقة أنه أعاده إليها ثانيا .. بكت ودموعها تمتزج بنكهة أمل و فرحة أرتسمت بثنايا وجهها المجعد..! 
ليس بعودة خاتمها بل لانتصار فطرته السليمة التي أبت أن تفرط بذكرى أبيه .. والتي هى دلالة أكيدة أن قبضة الخير بجوفه هي من ستسحق كل شړ داخله يوما وهي من ستعيده لها كما تتمنى له أن يعود..! 
.....................
الحالة دي يقاس ليها الضغط كل ساعة وتمشي على النظام الغذائي المسموح لحالتها واي تطور أتصلي بيا فورا.. 
الممرضة المختصة بإحترام 
تحت امرك يا دكتور معاذ هنفذ تعليمات حضرتك..
هم معاذ بالذهاب ولكنه توقف متسائلا 
هي فين مدام بيسان مختفية من يومين
الممرضة 
فعلا حضرتك مدام بيسان أخدت أجازة يومين لأن والدتها تعبانة شوية وجالها غيبوبة سكر عشان كدة طلبت أجازة واحتمال تمدها لأكتر من يومين لحد ما تطمن عليها..
معاذ محاولا اخفاء قلقه وهو يعدل وضع عويناته الطبيه على أنفه 
تمام .. ربنا يعافيها ان شاء الله عموما امشي على تعليماتي بخصوص المرضى وأي جديد كلمينى! 
........................ .
أصابه القلق بعد علمه بغيابها وحالة والدتها الصحية! حاول الاتصال على شقيقتها الصغري أروى لم ترد
تم نسخ الرابط