رواية أنت لي بقلم ډفنا عمر الفصل التاسع والعشرون والثلاثون

موقع أيام نيوز

الأول وبعدها هروح شقتي وأنت عادي روح لأخوك بدر ووالدتك وولاده أكيد وحشينك! 
_ الزيارة دي كلها ليك أنت أنا زورتهم قريب وهروح معاك المقاپر مش هسيبك ع الاقل في المشوار ده !! وبعدها ممكن أسيبك تروح شقتك ترتاح وبكرة نتقابل لأن أخويا عايز يتعرف عليك ..
_ ربنا يسهل يا سيف خليها للظروف !!
كلما خطى بقدميه لمكان ضريحها كلما اهتز داخله يشعر برهبة پخوف وندم بذات الوقت لأنه لم يحاول زياراتها قبل الآن .. وهاهو أمامها يطالع أسمها الحبيب مخطوطا ويصاحبه لقبها القاسې على نفسه
المرحومة !! 
منعقدا لسانه لايعرف ماذا يقول .. عيناه مغرورقة تتساقط دموعه فلم يعد يرى أمامه .. فتحول بكاءه الصامت إلي أنين مسموع ثم إلى بكاء يقطع نياط القلب وهو يخفي وجهه تحت كفيه فأمسكه سيف وأجبره علي الجلوس 
أسمعني يا بهاء.. حاسس بيك وبوجعك بس لازم تمسك نفسك شوية ولازم تتكلم وتقول الي في قلبك كأنها قدامك وصدقني هي دلوقتي سامعاك وشايفاك ومستنية هديتك ليها!! 
تسائل بهاء بتعجب بعد أن ازال كفيه عن وجهه الباكي هديتها!!
سيف بإيماءة تأكيد طبعا .. دعائك ليها هدية .. قراءة القرآن علي روحها هدية وعدك أنك هتكون ابن بار وصالح بعد مماتها هدية!!
ثم أخرج من جيبه مصحفا صغير مواصلا 
خد يا بهاء .. سمعها صوتك .. أقرأ قد ما تقدر ليها ولنفسك لأن مافيش حاجة بترمم روحنا وتداويها زي كلام ربنا وذكره .. بس قبل ده كله أنا هدعي ليها وأنت قول ورايا أمين وبعدها هسيبك معاها بس مش هبعد كتير ..
وصدح صوت سيف الرخيم وهو يدعوا لها ولثائر أموات المسلمين بالرحمة والمغفرة .. ومع كل دعاء يزداد بكاء بهاء ولكن يشعر براحه لم يشعرها من قبل 
الأن فقط هو يعيد إصلاح علاقته بوالدته حتى وإن أختفى جسدها تحت الثرى .. فروحها الطاهرة تحوطه هكذا يشعر!!
تركه سيف بعد إنتهاء دعواته ليجلس ويرتل لها ما تيسر له من القرآن!!
_عندك أستعداد فعلا ترجع شقتك ولا هتيجي معايا ونأجل الموضوع ده لبكرة 
_ أطمن يا سيف .. وماتقلقش أنا بقيت أفضل بكتير وحاسس أني هرتاح أكتر أما اروح دلوقت لازم أتخلص من خۏفي للأبد وده مش هيحصل غير بمواجهتي لكل مخاۏفي!!
كل شيء على حاله كما تركه نفس البنايات التي تجاور بنايته نفس أسماء المحلات لم يتغير شيء
سواه بهاء السابق ليس هو الذي كاد يقترب من درجات درجه الرخامي وأصبح الآن واقفا أمام باب شقته هو ووالدته سابقا .. رغما عنه ترتعش يداه وهو يدخل مفتاحه ويديره ليعبر إلى كل ذكرياته التي يخافها وبشدة ولكن لن يتراجع حتى وإن جلدته الذكرى وأډمت روحه لن يهرب!
ما أن عبر للداخل حتى وقعت عيناه على صورة معلقة على الحائط لأبيه الحبيب ووالدته وهما يمنحانه ابتسامة بشوشة تزين وجهيهما وكأنهما يستقبلانه من خلف زجاج صورتهما ثنائية اللون ما بين أبيض گ قلوبهما و أسود گ سواد أيامه الماضية! 
يا الله هل يشعران به حقا!
دارت عيناه تلتهم تفاصيل بيته بحنين بعد أن زالت رهبته نوعا ما .. فلاحظ بعض التغيرات! 
أين حامل المصحف الخاص بوالدته ! ومسبحتها الفضية بجواره يتذكر جيدا أنه تركهم هنا قبل رحيله .. بدأ يدرك التغير الفعلي حوله وعبق غريب يملأ الهواء حوله .. من هنا .. رددها داخله وعيناه بدأت تبحث بتوجس عن دخيل اقتحم بيته .. 
فصدمه ما وصل لسمعه صوت لا يصدق أن يطرب أذنيه مرة أخرى.. سجدة ..!
هل يسمعها تنادي على أبيه وأمه!!!
أغمض عيناه بشدة مرددا بذاته لأ .. مش ممكن .. أنت بتحلم يا بهاء .. فوق سجدة مش هنا .. مش بتنادي على حد .. سجدة ضاعت .. امشي يابهاء .. امشي قبل ما تتجنن!!
شمس .. حسن يلا ياحبايبي أصحوا الضهر آذن 
وكأن صوتها ثانيا يتحدى عقله.. يتحدى تكذيبه لذبذبته الحبيبة ..تحرك بخطوات شبه مغيبة تجاه الصوت فأخذته قدماه إلى غرفة والدته فحرك مقبض بابها ودلف ببطء شديد ېخاف مما سيرى هل سيجدها حقيقة أم هذيان عقله ! 
يا أهلا يا معاذ أنت وبيسان بجد شكرا انكم
تم نسخ الرابط