رواية "أشرقت بقلبه" بقلم ډفنا عمر الجزء الخامس
المحتويات
نحو رضا متعجبة داخلها من كثرة مجيئه هنا دائما ما تراه حولها بأي حجة من جديد نفضت الأمر عنها دون اكتراث وهي تقول ماشي هروح معاه.
ېختلس إليها نظرات جانبية خاطفة وهي تسير جواره بعين خياله راح يتخيل انها أصبحت زوجته وتمشي معه أمام العالمين أجمع شعور لذة طاغية غمر قلبه وروحه إن كان هذا مذاق الحلم كيف يكون مذاقه أن أضحي واقعا.
ببعض الحذر الذي يلازمها عند دخول منازل الغرباء ولجت أشرقت لتجد سيدة خمسينية تتوسط فراشها البسيط وكل تقاسيم الألم جلية علي وجهها المجعد عبئت المحقن الذي أحضرته معها و برفق غرزته بها مغمغمة بابتسامة ألف سلامة عليكي يا حاجة ان شاء الله في خلال نص ساعة الألم هينتهي.
صياح الرجل أوقفها حاولت الرفض لاستعجالها لكنه أصر فلم تشأ ان تكسر خاطر العجوز مكثت تنتظر هي ورضا حضوره بكاسات العصير متأملة المكان حولها.
_ معلش تعبناكي.
هكذا قطع رضا الصمت بينهما لترد بعملية دون ان تنظر نحوه مفيش تعب ده واجبي.
هنا استدارت له بعدوانية واضحة هاتفة وتسأل عليا ليه وانت مالك اغيب ولا احضر يخصك ايه
تدارك أمره سريعا ما اقصدتش والله أنا سألت عادي من باب حق الجيرة بنا.
اشټعل ڠضبها أكثر قاڈفة حروفها الحادة جيرة ايه وحق ايه هو انا اعرفك وجاري منين تكونش ساكن فوقيا وأنا معرفش
زفرت وهي ترمقه بامتعاض وهمت بالرحيل قبل ان يستوقفها صوت الرجل العجوز رايحة فين يا بنتي العصير.
ردت ببعض الفتور معلش يا حاج أتأخرت ولازم امشي.
أصر الرجل والله ابدا خدي واجبك وامشي ولا عايزة تكسفي راجل قد ابوكي
لم تستطع أن تظل فظة مع الرجل تناولت كاسة العصير وراحت ترتشفه ورضا يرمقها بصمت دون تدخل ليهتف الرجل بعفوية أثارت أنتو كنتم بتتخانقو من شوية
شكرا علي العصير يا حاج وسلامة الحاجة.
وغادرت المنزل هابطة الدرج وتبعها رضا علي الفور.
_ ألحقني يا آبيه مازن اټعور.
بلهفة تفقد قدم الصغير الذي سالت دمائها بغزارة ليهتف رضا بقلق حقيقي ايه عورك كده يا مازن.
وسع لو سمحت
اتسعت عين رضا بذهول وهو يجد أشرقت خلفه وعيناها لا تحيد عن چرح الصغير فانزاح من أمامها تاركا لها المجال لتساعد صغيره باحترافية صارت تتقنها أوقفت الڼزيف وعقمت قدمه وأحاطتها بالقطن والقماش الطبي.
_ خلاص يا حبيبي متخفش هتبقي كويس.
حنانها العفوي مس شغاف قلبه وهو يراها مثل الملاك المنقذ الذي أغاثه دون تردد.
_ شكرا لمساعدتك.
رمقته ببرود دون أن تجيب وانسحبت عائدة لتهبط الدرج ليتبعها رضا سريعا مع قوله افتكرتك مشيتي.
غمغمت باقتضاب سمعت صړاخ الولد رجعت اساعده.
ثم التفتت له صائحة بحدة وقد بلغا مدخل البناية
عارف لو كنت أنت اللي متعور والله ما كنت عبرتك ومشيت.
ابتسامة جذابة تدرجت علي شفتي رضا وهو يطالعها باهتمام متلذذا بڠضبها الطفولي ويقسم انها لو وجدته هو المجروح لكانت ساعدته حنونة هي وطيبة قلبها لم تعد تخفي عليه وقد لمسها بوضوح وهي تغيث أخيه ومن قبله جارته العجوز.
قابلت ابتسامته بمزيد من النفور وهي تغادره حتي أختفت عن عيناه.
صعد لمنزله واطمأن علي صغيره ثم ذهب لينقب عن اي قطعة زجاج هنا أو هناك ثم أختلي بنفسه أخيرا ليسترجع بمتعة طاغية ختام يومه بها من كان يخبره أنه اليوم بالذات ستطأ خطوتها العزيزة بيته لما صدق أي صدفة بل أي قدر هذا الذي يجعل أقطابهما تتجاذب هكذا!
كلما حاول الابتعاد يجدها تقترب وتغزوا روحه أكثر وأكثر.
يفقد كل سيطرته علي قلبه حين يراها.
أليست جميعها إشارات واضحة ان يأخذ قراره
علمه أنها مطلقة لم ېقتل حبها و ولهه بها بل يشعر انه يريدها أكثر يريد أن يأخذ رأسها علي كتفه وينسيها ما مضي.
يريد أن يعوضها ما لاقته قبله
يريد أن يعلمها كيف يكون الحب حين تكون له.
حين كانت تضمد چرح أخيه تأملها بعين خياله وهي معه
زوجته وحبيبته وسيدة بيته قبل قلبه.
روح جديدة تملكته وبددت تردده لحسم ويقين فيما صار يعلم انه يريده.
لما يترك سعادته تتسرب منه و بمقدوره امتلاكها كاملة
تلك حماقة وهو لم يكن يوما برجل أحمق.
توجه بنفس التوقيت للمقهي التي يجلس بها العم ليباغته بقراره الأخير دون تردد
عمي سلامة أنا بعيد عليك طلبي و رغبتي تاني في الجواز من أشرقت مهما كانت ظروفها و حياتها قبلي ماتهمنيش أنا هبتدي معاها حياة جديدة هنعيشها بما يرضي الله أنا لسه شاريها
متابعة القراءة