رواية "أشرقت بقلبه" بقلم ډفنا عمر الجزء الحادي عشر
المحتويات
الأمر كله لله حتي لو أظهر رضا نقمته عليها سوف تلتمس له العذر وتتحمل
كده يا جلال ماتفكرش تزور أختك كل الوقت ده
هكذا استقبلته بنبرتها العاتبة ليتفهم جلال عتابها وهو يعانقها بحنان حقك عليا يا أشرقت كنت بمر بظروف صعبة ربنا أعلم بيها منعتني اجي واعمل الواجب معاكي
صاحت بلوم وعيناها مترقرقة واجب ايه أنا مكنتش عايزة غير إنك تزورني وتسأل عليا ولا خلاص يا جلال قلت لنفسك أهي اتجوزت وخلصت من همها وهتنساني زي ما
_حقك عليا يا أشرقت والله ڠصب عني وأوعدك مش هتتكرر تاني وهسأل عليكي دايما مسمحاني بقا
لانت نظرتها وهي تبتسم له بحنان مجففة دموعها لتجذبه كي يجلس مع زوجته رباب التي رحبت بها أشرقت بما يليق حتي تعجبت زوجة أخيها من استقبالها وحفاوتها
_ بيجيب اخواته من المدرسة وجاي
جلال أيوة هو اتصل عليا وقالي انه مش هيتأخر
_ وأديني جيت
الټفت جميعهم لرضا الذي ولج بصحبه صغاره مرحبا بجلال وزوجته وعند رؤية الأخيرة تذكر رضا ما علمه من العم سلامة عن معاملتها لأشرقت وكم عذبتها في بيتها شعر بالضيق نحوها ليجد نفسه دون أن يخطط لذلك يضع ذراعه بعفوية علي كتف زوجته مازحا طبعا يا ست أشرقت الدنيا مش سايعاكي انهاردة واخوكي عندك وأنا هتركن علي الرف
لينظر جلال للصغار رحمة ومازن ملتقطا من جيبه مغلفان كبيران الحجم من الشيكولاته الفاخرة قائلا بحنان اتفضلوا يا ولاد أكيد بتحبوها
تبادلا الصغار نظرة ذات مغزي لرضا الذي أومأ لهم كي يقبلوا هدية جلال بكلمات شكر مهذبة كما علمهم
بوسط كل هذا لم يغب عن ناظري رباب تعامل زوج أشرقت معها عيناه تقطر عاطفة لا تغفل عنها إمرأة مثلها بعين رجل كما لاحظث نظرات أشرقت المحبة نحو زوجها يبدو أن القدر كان سخي معها بأكثر مما تصورت
تبعتها لينال المطبخ نصيبا من إعجابها وهي تشمله بنظرة فاحصة مع قولها مطبخك جميل وبيتك كله الله أكبر عليه كامل من كله يا أشرقت وأحلي حاجة بقا انه ملكك لوحدك محدش شريكك فيه
_ ومين قالك ماليش شريك
لتلتفت نحوها بنظرة مباشرة والمفارقة العجيبة تفرض نفسها علي الموقف بأكمله مع صوتها الذي بدا عميقا وعيناها تزداد غيوم سبحان الله كأن الزمن بيعيد نفسه تاني يا رباب الوضع اللي كنت فيه معاكي دارت الأيام واتحطيت أنا فيه الشقة دي والمطعم كمان اللي بناكل منه عيش ملك لرضا وأخواته رحمة ومازن ورثهم من أبوهم الله يرحمه ورغم اني لسه مش قريبة منهم ومش بيحبوني من قلبهم وبحاول بكل طاقتي أقوي علاقتي بيهم بس عمري ما هنكر حقهم ده لما يكبروا ويحتاجوه في يوم من الأيام
أحنت رباب رأسها بخزي بعد حديث أشرقت وإشاراتها الواضحة لظلمها السابق لها لترفع عيناها تواجهها بكسرة شديدة وعين دامعة
أنا عارفة يا بنت الناس اني ظلمتك وأذيتك واستغليتك كتير لما كنتي عايشة معايا وعمري ما اعترفت بحقك بالعكس كنت بعتبرك عبء علينا وبستخسر حتي اللقمة اللي كنتي بتاكليها من عرق أخوكي مش بس كده أنا حتي دلوقت فكرت استحل حقك تاني لما جلال قال هيديكي نصيبك من تمن الشقة اللي وقعت فوق دماغنا وكان ليكي ورث فيها
جحظت عين أشرقت وهي تدري لأول مرة عن وقوع
متابعة القراءة