رواية "أشرقت بقلبه" بقلم ډفنا عمر الجزء الحادي عشر

موقع أيام نيوز

الأمر كله لله حتي لو أظهر رضا نقمته عليها سوف تلتمس له العذر وتتحمل

كده يا جلال ماتفكرش تزور أختك كل الوقت ده
هكذا استقبلته بنبرتها العاتبة ليتفهم جلال عتابها وهو يعانقها بحنان حقك عليا يا أشرقت كنت بمر بظروف صعبة ربنا أعلم بيها منعتني اجي واعمل الواجب معاكي
صاحت بلوم وعيناها مترقرقة واجب ايه أنا مكنتش عايزة غير إنك تزورني وتسأل عليا ولا خلاص يا جلال قلت لنفسك أهي اتجوزت وخلصت من همها وهتنساني زي ما 
أوقفتها غصة جعلتها تبكي ليضمها برفق دون أن يسوءه ظنها به ألم يفعلها من قبل حين زوجها لعزت ألم يهملها ويقصر بحقها ما العجب إذا ان قالت ما قالته!
_حقك عليا يا أشرقت والله ڠصب عني وأوعدك مش هتتكرر تاني وهسأل عليكي دايما مسمحاني بقا
لانت نظرتها وهي تبتسم له بحنان مجففة دموعها لتجذبه كي يجلس مع زوجته رباب التي رحبت بها أشرقت بما يليق حتي تعجبت زوجة أخيها من استقبالها وحفاوتها
تبادلت رباب وأشرقت ثرثرة القصيرة ثم تركتها لتحضر ضيافتهما لتشرد عين الأولى بواد أخر وهي تتفحص كل ما تطاله عيناها المنزل يبدو شديد الأناقة أحصت سريعا الأبواب المغلقة أمام ناظريها لتدرك عدد الغرف الثلاث مساحة الشقة تبدو واسعة يرمح بها الخيل راحت بضميرها تتحسر علي حالها وهما الأن بلا مآوي حقيقي بعد أن كانت تمتلك شقة تمليك كبيرة تستند عليها تبدلت الأدوار الأن وأصبحت أشرقت هي من تعيش بمسكن يملكه زوجها وايضا سوف يصير لها حساب بنكي كما أخبرها جلال بنيته سابقا ولم تعد تحمل للدنيا هما أنصفها القدر بعد أن ظلمها الكثيرين وهي أولهم لم تراعي الله بها حين عاشت معها قبل وبعد زواجها بعض الخزي ينتابها وهي تري ترحيب أشرقت الحافل بها ظنت انها ستقابلها بفتور لكن الدفء والكرم كان عنوان لقائهما
_ أمال فين جوزك يا أشرقت 
_ بيجيب اخواته من المدرسة وجاي 
جلال أيوة هو اتصل عليا وقالي انه مش هيتأخر 
_ وأديني جيت
الټفت جميعهم لرضا الذي ولج بصحبه صغاره مرحبا بجلال وزوجته وعند رؤية الأخيرة تذكر رضا ما علمه من العم سلامة عن معاملتها لأشرقت وكم عذبتها في بيتها شعر بالضيق نحوها ليجد نفسه دون أن يخطط لذلك يضع ذراعه بعفوية علي كتف زوجته مازحا طبعا يا ست أشرقت الدنيا مش سايعاكي انهاردة واخوكي عندك وأنا هتركن علي الرف
نظرت أشرقت إليه مليا وداخلها تعترف بدهشة حقيقية لتودده ومزاحه معها خاصتا وهو يحوط كتفيها بذراعه أمام أخيها هل كانت تتسائل بالأمس كيف سيعاملها رضا ها هي الإجابة أتتها ليحتلها المزيد من الندم حين بخست قيمة وقدر هذا الرجل الحاني والاستثنائي حتى في خصامه ابتسمت له وحديث عيناها أدركه رضا وتجاهله وهو يبتعد بعدها ليعتلي إحدي المقاعد وأخيها يضحك مع قوله 
لا يا رضا انت الأساس برضو والبركة كلها
لينظر جلال للصغار رحمة ومازن ملتقطا من جيبه مغلفان كبيران الحجم من الشيكولاته الفاخرة قائلا بحنان اتفضلوا يا ولاد أكيد بتحبوها
تبادلا الصغار نظرة ذات مغزي لرضا الذي أومأ لهم كي يقبلوا هدية جلال بكلمات شكر مهذبة كما علمهم
بوسط كل هذا لم يغب عن ناظري رباب تعامل زوج أشرقت معها عيناه تقطر عاطفة لا تغفل عنها إمرأة مثلها بعين رجل كما لاحظث نظرات أشرقت المحبة نحو زوجها يبدو أن القدر كان سخي معها بأكثر مما تصورت
_ تعالي يا رباب نحضر السفرة سوا 
تبعتها لينال المطبخ نصيبا من إعجابها وهي تشمله بنظرة فاحصة مع قولها مطبخك جميل وبيتك كله الله أكبر عليه كامل من كله يا أشرقت وأحلي حاجة بقا انه ملكك لوحدك محدش شريكك فيه
_ ومين قالك ماليش شريك
لتلتفت نحوها بنظرة مباشرة والمفارقة العجيبة تفرض نفسها علي الموقف بأكمله مع صوتها الذي بدا عميقا وعيناها تزداد غيوم سبحان الله كأن الزمن بيعيد نفسه تاني يا رباب الوضع اللي كنت فيه معاكي دارت الأيام واتحطيت أنا فيه الشقة دي والمطعم كمان اللي بناكل منه عيش ملك لرضا وأخواته رحمة ومازن ورثهم من أبوهم الله يرحمه ورغم اني لسه مش قريبة منهم ومش بيحبوني من قلبهم وبحاول بكل طاقتي أقوي علاقتي بيهم بس عمري ما هنكر حقهم ده لما يكبروا ويحتاجوه في يوم من الأيام
أحنت رباب رأسها بخزي بعد حديث أشرقت وإشاراتها الواضحة لظلمها السابق لها لترفع عيناها تواجهها بكسرة شديدة وعين دامعة 
أنا عارفة يا بنت الناس اني ظلمتك وأذيتك واستغليتك كتير لما كنتي عايشة معايا وعمري ما اعترفت بحقك بالعكس كنت بعتبرك عبء علينا وبستخسر حتي اللقمة اللي كنتي بتاكليها من عرق أخوكي مش بس كده أنا حتي دلوقت فكرت استحل حقك تاني لما جلال قال هيديكي نصيبك من تمن الشقة اللي وقعت فوق دماغنا وكان ليكي ورث فيها
جحظت عين أشرقت وهي تدري لأول مرة عن وقوع
تم نسخ الرابط