رواية "أشرقت بقلبه" بقلم ډفنا عمر الجزء الحادي عشر

موقع أيام نيوز

هتزعله تاني يا مازن يلا بقا أحضنها عشان هنتأخر علي أخونا تحت 
لحظات قصيرة من التردد لم تدم والصغير يندفع يعانقها وهو يعلم انه يعانقها هي تلك المرة
وليس ضيفهما الصغير القابع بأحشائها
رحلوا الصغار وتركوها لبؤسها وچحيم ضمير يجلدها جلدا
دوار شديد اكتنف رأسها من جديد تذكرت أنها لم تأكل شيء منذ ليلة أمس وحالتها النفسية صفر وتشعر بمغص شديد عند مثانتها أعراض غريبة تتوالي عليها كأن جسدها يؤكد لها ان صارت تحمل روحا أخرى 
ولجت المطبخ لتفعل شئ تشربه فلا تشعر بالجوع أمسكت القداحة وأشعلت عين الموقد التي استدارت بالنيران ليداهما المزيد من الدوار وتلف بها الدنيا وتفقد سيطرتها علي جسدها الذي سقط أرضا وهي لا حول لها ولا قوة
أربعة فول بالبيض وواحد كوكتيل يارضا
تلاتة بطاطس واتنين طعمية يا رضا 
الزبائن تتوالى امامه وهو يحاول إنجاز طلباتهم سريعا لكنه مشتت وفاقد كل تركيزه شعور مبهم يثير قلقه بقوة ويحرضه ان يذهب ويتفقدها الأن
صاح على الغلام الذي يعمل معه حسن تعالى مكاني شوية وشوف طلبات الزبائن وانا نص ساعة وجاي
عبر بشقته وجالت عيناه بالزوايا لم يجدها ذهب لغرفتها وجدها خالية أتجه نحو المطبخ ليصعق برؤيها فاقدة الوعي ارضا وعين الموقد متقدة اغلقها سريعا ثم حمل أشرقت وأسكنها فراشها وراح يربت علي وجنتها برفق لتفيق بدأت تستعيد وعيها وتفتح عيناها رويدا ليقابلها وجه رضا والخۏف يطغى على قسماته هل هو هنا حقا ام تحلم
والأغرب هل نظرة الهلع التي تراها الأن حقيقية
_انتي كويسة
وصلها همسه الخائڤ و الحاني رغم كل شيء فاعتدلت بوهن لتجيبه الحمد لله معرفش حصلي ايه فجأة دوخت ووقعت ومش حسيت بحاجة خالص
هدأ قليلا وعاد لوجهه الجمود وهو يسألها 
فطرتي
قالت وعيناها متعلقة به مكلتش من امبارح ماليش نفس
رمقها بحدة ثم غادرها قليلا ليأتيها حاملا صينية يعلوها طعام مناسب قائلا بغلظة افطري وبعدين اجهزي عشان رايحين مشوار
نظرت للطعام وشعرت كم هي ضئيلة أمام حنان ورحمة هذا الرجل رغم ما أحزنه منها لا يزال يرعي الله فيها ويهتم لأمرها غمغمت بوهن بس انا ماليش نفس انا عايزة 
قاطعها بصرامة مفيش حاجة اسمها ماليش نفس وانتي حامل ولا عشان كارهة اللي بطنك مش هامك صحته
وبنظرة اتهام استطرد اوعي تتصوري لحظة اني هسيبك ټأذي أبني مش معنى انك بتكرهيني انك تهملي فيه
أدهشها مسار أفكاره لتهمس بذهول رضا انت بتقول ايه أنا 
لوح لها بتحذير لتتوقف 
_اظن أنتي اتكلمتي بما فيه الكفاية وقولتي اللي جواكي بكذا طريقة بس أنا اللي كنت غبي مفهمتش بس خلاص فهمت كل حاجة وأخدت قرار لازم تنفذيه لأن معندكيش فرصة ترفضي
أرتجف قلبها خوفا مما تتوقع سماعه ليتمتم
بعد أن استجمع كلماته انا كنت فاكر أن العشرة هتغير شعورك ناحيتي كنت مستعد اصبر عليكي قد ماتحتاجي من وقت بس ردك امبارح انك مش عايزة ابني فتح عنيا ونبهني لشيء مهم اوي يا أشرقت الحب عمره ما كان بالعافية ومش لازم عشان حبيتك انتي كمان تحبيني 
_رضا أنا! 
حاولت مقاطعته مرة أخرى فاوقفها بنظرة صارمة مواصلا أنا وصلت لاتفاق أظن هيرضيكي جدا أنتي هتفضلي في بيتي معززة مكرمة وتحت عيني لحد ماتولدي ابني أو بنتي اللي جايين معنديش استعداد أجازف انك تأذيه وتتخلصي منه
شهقت پألم ودموعها قبل صوتها تترجاه رضا أرجوك أسمعني أنا 
قاطعها ثانيا بنظرة أكثر صرامة متجاهلا تدخلها 
بعد ما تولدي تقدري تروحي لحال سبيلك يا بنت الناس مش همنعك هطلقك واحررك من جوازة اتفرضت عليكي واضطريتي تقبليها عشان تتخلصي من مشكلة طليقك
ليكتسب صوته ونظرته بعض الألم وهو يتمتم 
أرجعي تاني لحياتك اللي كنتي حاباها بدون جواز وقيود 
يمكن تكوني راضية وتستعيدي راحتك من جديد 
علي الأقل حد فينا هيكون مبسوط
بكت أمامه وهي تستشعر بصوته كل هذا الألم الذي تسببت هي به ألمه وضع عنقها فوق مقصلة الندم ونحرها دون رحمة ليعاود قوله محاولا ارتداء قناع القوة ولاني راجل عندي كرامة مستحيل المسک تاني أشرقت علاقتنا كزوجين انتهت بالنسبالي اوعدك مش هحاول اقربلك ابدا حقوقي كزوج متنازل عنها اهم حاجة ابني يجي بأمان وتتنازلي عنه رسمي بعدها
ليستأنف بتهكم وأظن اللي كارهة حد ومش عايزة أبن منه مش هيفرق معاها تتنازل عنه ببساطة
بكت بحړقة وهي تهذي من بين بكائها 
حرام عليك يا رضا والله حرام أديني فرصة اشرحلك وافهمكلازم تسمعني من حقي تسمعني
تجاهل هذيانها الباكي وغمغم ببرود 
افطري واجهزي عشان رايحين للدكتور 
ثم تركها وغادر ليتمالك نفسه كي لا ټخونه ذراعيه وتدسها بصدره كما يفعل دائما حين تبكي أمامه الغريب أن بكائها لا يزال يؤثر به لكنه أضحى عاجز عن تقديم يد العون لها
لم يعد لديه شيء ليعطيه لها
نفذت خزائن صبره وأصبحت خالية

_مبروك المدام حامل في أول الشهر التالت
قالتها الطبيبة البشوشة وهي تخط بعض الأدوية قائلة بعملية بس انتي ضعيفة جدا
تم نسخ الرابط