رواية "أشرقت بقلبه" بقلم ډفنا عمر الجزء الحادي عشر
المحتويات
مع صوته الرخيم أزيك يا مودة أوعي تكوني نسيتي أنا مين!
هنا رفرفرت أهدابها وصوت ضميرها يهمس بلوعة تنساه! كيف وكل مصيبتها أنها فشلت أن تنساه او تصرف عقلها عنه طيلة السنوات الماضية كيف وهي تتابع أخباره خلسة عبر حسابه الشخصي وتتلقف كل معلومة تعرفها عنه مؤخرا اكتسبت منشوراته بعض الحزن هذا منطقي جدا بعد فراق زوجته الذي طال ربما اشتاقها ربما يناجيها عبر كلماته أن تعود ربما وربمابئر فضولها يتسع للكثير من الأسئلة دون إجابات فاصلة
قاطع شرودها الطويل بكلمتيه لتتنحنح بحرج هامسة لا طبعا فاكراك يا أستاذ رفعت
منحها ابتسامة أخرى كأن ينقصها انجذاب له لتخفض بصرها سريعا قائلة مكنتش أعرف ان حضرتك جاي انهاردة
_ وانا برضو مكنتش اعرف إنك هنا بس أكيد مبسوط إني شوفتك يا مودة
نطقه لأسمها بهذا الود زاده حلاوة بأذنيها تشعر أنها أضحت متطرفة بتأثرها به وتخاف أن ينسكب سيل عواطفها من عيناها كالحمقاء فلترحل الأن
_ أنتي مش هتسهري معانا
_ لأ
قالتها سريعا لتقطع أي تردد مواصلة أنا لازم امشي عشان ورايا حاجات مهمة اعملهاعن أذن حضرتك
بدا عليه الأسف مع قوله خسارة كنت اتمني تفضلي واتكلم معاكي واعرف أخبارك بقالي سنين ماشوفتكيش
ثم تذكر شيئا ليتبع قوله علي فكرة الأكل بتاع المرة اللي فاتت كان تحفة واتفاجأت ان انتي اللي عملتيه تسلم ايدك
رحلت سريعا من أمامه خوفا من أن يستمع لدقات قلبها الصاخبة بين ضلوعها ألتهمت الدرج دفعة واحدة ثم توقفت تتمالك نفسها قليلا عند مدخل البنايه ثم تابعت سيرها حيث رفيقتها مرام تحتاج بشدة الحديث معها الأن
_ أمال مودة راحت فين يا رفعت
تسائلت نجوي بعجب ليجيبها قالت وراها حاجات مهمة
ولازم تمشي
_ وراها ايه يعني المچنونة دي
لم يعلق رفعت علي حديث زوجة أخيه متغاضيا عن الأمر وهو يلاطف الصغار ويوزع عليهم الحلوي التي ابتاعها لأجلهم بينما والدته تبتسم بخبث وظنها تأكد لديها بعد مغادرة مودة الأمر لا يحتاج لذكاء خارق لتفهم أن الصغيرة تحمل مشاعر لأبنها رفعت وهذا وحده إنجاز وخطوة كبيرة فيما تخطط له نظرت عيناها للسماء بتضرع تدعوا سرا أن تسير الأمور كما تتمناها تلك الفراشة الرقيقة هي عوض الله لابنها طيب القلب
وقفت أمام الموقد يغلفها الشرود بحالها وكيف تعيد الأمور لنصابها الأول مع زوجها الغاضب الذي صار يعاملها ببرود وجمود انطفأت لهفته وتوقف نبع حنانه المتدفق لتقاسي برودة واقعها المرير دون دفئه كم اشتاقت عناقه همساته وهو يوقظها لتأخذ هديتها من شفتيه كل صباح ضحكته وهو يشاكسها كلما ڠضبت مداعبته لشعرها المفرود علي وسادته الشوق ېقتلها وأطياف ذكرايتها القصيرة معه تعذبها كم كانت معصوبة العين والقلب والعقل
انتهت من إعداد كل شيء ولا تنسي صنع الشطائر لرحمة ومازن والأن عليها إيقاظهما بهدوء ولجت غرفتهما لتبتسم ورحمة غافية وتعطي ظهرها للصغير الذي يتشبث بضفائرها كنوع من الأمان انها جواره نظرت للفراش الأخر الذي يخص الصغير لتجده خالي خمنت انه خاف من شيء واستغاث بشقيقته ونام جوارها
_رحمة مازن يلا يا حبايبي فوقوا عشان معاد المدرسة قرب
تململ الصغيران عاجزان عن فتح أعينهما لتربت علي ظهورهما بحنان قائلة يلا بقا بلاش كسل انتم نايمين بدري وشبعتوا نوم
أستجابت رحمة لها وهي تتمطى بكسل مبتسمة صباح الخير يا طنط هو الساعة كام
_ الساعة ستة يا حبيبتي أنا عملت الفطار وغليت اللبن عشان تفطروا تشربوه قبل ما تنزلوا
اعتدلت الصغيرة بنصف جلسة ترمقها بصمت كأنها تتعجب مما تفعله أشرقت معهم اهتمامها وحنانها عليهم يربك الصغيرة ولا تفهم سببه لما تغيرت معهم هكذا وصارت تحبهم
_ بتفكري في ايه يا أمورتي
قالتها أشرقت وهي تقرص وجنتها برفق لتجيب الرحمة أصلي مستغربة يا طنط ليه حضرتك بقيتي كويسة معانا عشان هتجيبي بيبي يعني
تنهدت أشرقت بأسى قائلة بعين غائمة لا مش عشان كده يا رحمةأنا اتغيرت عشان أنا كنت غلطمكانش لازم اتعامل معاكم كده أنتم مالكوش ذنب في اي حاجة وأنا ظلمتكم كتير واهو ربنا بيعاقبني أسوأ عقاپ
_ بيعاقبك ليه يا طنط أنا سامحتك أنا واخويا ومش زعلانين منك خلاص
لتهتف الصغيرة ببراءة خلاص أنا هقول لربنا لما أصلي اني مش زعلانة منك ساعتها أكيد مش هيعاقبك
غمستها أشرقت بصدرها ملثمة رأسها بحنان وكل يوم يمضي تتعلم من تلك الصغيرة درس جديد بل والأكثر من ذلك انها كلما
متابعة القراءة