رواية "أشرقت بقلبه" بقلم ډفنا عمر الجزء الأخير
رواية أشرقت بقلبه بقلم ډفنا عمر
الجزء الأخير
يقولون أن من دنى أجله تطوف روحه تودع أحبتها بشوق وهذا ما تفعله موقنة أنها تودع هذا العالم بإرتدتها تلك المرة مستسلمة لما تقودها إليه روحها بوهن رسم خطواتها راحت تصعد درج البناية في طريقها لشقة رفعت لقد ترجته هاتفيا أن تأتي لترى طفلها راهنت على سماحة قلبه وفازت برهانها عليه رحب بها وشعرت بالشفقة تكسوا نبرته لكن لم تهتم فليشفق عليها كيفما شاء مادامت سترى صغيرها وتودعه.
_ أتفضلي يا قمر.
قالها رفعت بمودة مبددا توترها وهي تقف أمام بابه باستحياء لكن فور أن لمحت صغيرها تلاشت كل مشاعرها الجانبية مسقطة كل التردد داخلها وهي تندفع و تلتقطه من يد الجدة وتنثر قبلاتها الحانية بنهم ولهفة وحب أمومي لا تدري كيف استطاعت قټله داخلها الفترة الماضية كيف ابتعدت وانشغلت بحياتها ورغابتها وسعادتها الزائفة كيف عاشت وهي بعيدة عن قطعة روحها وملاكها الصغير دموعها أغرقتها وهي تبكي وتصب سيول مشاعرها المكبوتة بهمهمة هامسة تخص صغيرها وحده كأنها تطبع بذاكرته كلمات أخيرة ربما لن يتذكرها ابدا.
لتستطرد العجوز بنبرة جمعت العتاب بالشفقة حد منعك تشوفيه يا بنتي طلبتي مرة تيجي وبابنا اتقفل في وشك
ازداد بكائها كجواب وحيد بأن لم يمنعها أحد عن رؤيته هي من تخلت عنه وباعته وحرمت نفسها منه كم كانت جاحدة وغبية.
_تعالي يا قمر ارتاحي واشبعي من ابنك زي ما انتي عايزة وأي وقت بعد كده عايزة تشوفيه تقدري تيجي.
صمتها الساخر كان أيضا جوابها لن يكون هناك زيارة أخرى وقتها انتهى وما جاءتهم إلا مودعة لو يعلمون رشدت لهفتها قليلا وهي تنظر لوالدته متذكرة كيف ساعدتها كثيرت كي لا يخترب بيتها كانت حنونة عاقلة وهي التي لم تقدرها حق قدرها لذا كانت فرصتها لتقول لها
رغم كل غضبه منها وبغضه لذكراياته معها رق قلبه متأثرا بالندم الذي يقطر من عيناها وكأنها تبدلت لأخرى لم تعد الأن تشبه قمر زوجته الناقمة الشرسة القاسېة ما يراها الأن سيدة ضعيفة تبحث عن جدار تتكيء عليه بعد أن غدرت بها الأيام.
_ بلاش الكلام ده يا قمر أحنا مسامحينك متنسيش انك أم أبني ليمنحها ابتسامة صافية بدت بعينها أجمل ما ستراه عيناها حتى ټموت مستطردا خلينا نبتدي صفحة جديدة من دلوقت ابنك محدش هيمنعك تشوفيه وانا أي وقت تحتاجيني فيه هتلاقيني اوعدك بكده.
وهاهي بطريقها إليه.
صدح شدوه الرديء وهو ينثر عطره بغزارة فوق صدره العاړي متفاخرا بقوة جسده وعضلاته البارزة مستعدا للقاءه معها بعد أن أخبرته بقدومها ورضوخها لتهديده العصفورة عرفت أنها لن تستطع مجابهة صقر مثله يمكن سحقها دون عناء استسلمت لتياره ويعلم كيف يقودها بعد ذلك قمر دجاجة ستبيض له ذهبا الكثير سوف يسيل لعابه لينالها لكن الثمن لن يكون زهيدا ينالهاهو اولا ثم يرميها لفئران الرذيلة تلتهما كيفما تشاء قهقه منتشيا بشعور النصر الوشيك الجميلة أتية وكم أنتظر تلك اللحظة وطاق لها قمر التي لا ينكر انها أنثى يانعة ليقطع حالة انتشاءه هذه رنين هاتفه زفر بضجر مغمغما هو ده وقته ثم التقطه بعد أن قرأ اسم المتصل عايز ايه يا ابني
أنعقد حاجبيه بقلق وقال بنبرة خشنة مصېبة ايه يالا انطق
_ البت الصغيرة اللي انت سلمتها لواحد في اسكندرية عشان يلاحقها بدالك شكلها بلغت مباحث الأنترنت وهما عرفوا يوصلوله وقبضوا عليه فعلا.
وقع قلب ضرغام واهتزت الأرض تحت بقدميه وقد استشعر خطړا حقيقي لاعنا تلك الصغيرة التي على ما يبدو استهان بها كثيرا ليسترسل الأخر
أكيد صاحبنا هيعترف عليك من أول قلم أهرب قبل ما يوصلولك أهرب بسرعة.
أغلق معه ومكث متخشبا للحظات يستوعب كيف أنقلبت الأمور فوق رأسه بغتة بعد أن ظن أطراف اللعبة جميعها بين أصابعه متحكما بها لتنقطع كل الخيوط دون سيطرة منه ماذا يفعل وقمر بطريقها إليه جز أسنانه حاقدا على الصغيرة أيتن التي باعها وقبض ثمنها من رجل أخر انتحل