نوفيلا حارة رمضان الجزء الأول
المحتويات
بلاش البصة دي يا ام السيف.. المليان يا اختي يدي للفاضي.. هو انا يعني هبقي مبسوطة وبيتي مستور. وانتي مش لاقية ده النبي عليه الصلاة والسلام وصى علي سابع جار..قومي يلا نروح العتبة نجيب حاجتنا بسعر الجملة عشان تبدأي من النهاردة وأنا هاجي بالليل مع بنتي تساعدك وربنا يجبرك.
هتفت بفرحة وراحة
_ عليه الصلاة والسلام..حاضر هحط العباية بسرعة واجي..
صباح الخير يا هارون
_ ياصباح الفل يا ست ام نحمده.
_كل عام وانت بخير.. شكلك جبت بضاعة جديدة السنادي.
_ وانتي بالصحة والسلامة أيوة يا ست الكل بضاعة مش هتلاقيها غير عند العبد لله.
_ طب بص ياسيدي أنا قرايب جوزي عايشين في الخليج وكنت عايزة ابعتلهم مع ناس مسافرين بكره فوانيس وهدايا رمضانية كده.. وريني حاجات ترفع راسي قدامهم ومش هوصيك علي السعر لأن هاخد كمية. أما اشوف غلاوة أم نحمده عندك قد ايه يا هارون.
_ تعيش يا ابن الأصول.
________
زفر دخان غليونه ثم دهسها أرضا وهو يقول
_ بقولك ايه ياض يا منصور ماتيجي نضرب رغيفين كبدة وكلاوي من البت أمنية اللي على ناصية الحارة.
_ بقولك ايه يا ممدوح فكك مني انت مش عايز تاكل انت عايز تجر شكلها.. أنا لسه مافوقتش من علقة المرة اللي فاتت..لو ضايقناها تاني هتلم علينا الحارة كلها.
_ ماشي ياعم انا جبان وخيخية عايز حاجة تاني وادي قومة..سايبهالك مخضرة.
_ واد يامنصور رايح فين.. أنت ياض!
تجاهل نداء ممدوح فبصق خلفه بضجر واطي.. ثم عزم أن يذهب وحده ليعكر صفوها ويشاكسها رغم الشراسة والخشونة التي تصدره للجميع وبالأخص له .. تروقه تلك النمرة.. تروقه كثيرا.
زفرت بوجهه معندناش يلا اتكل علي الله من هنا.
أشار بعينه وهو يقول أمال اللي قدامك دي ايه كبدة ولا لحم كلب.
_ الكلب هو اللي واقف قدامي دلوقت.. امشي ياممدوح من هنا وقول يامسى.
أمنية عايز رغفين كبدة وواحد مشكل
_ من عيوني يا وائل ازاي أبلة نعمة عاملة ايه
_ بتسلم عليكي وصحيح بتقولك ابقي عدي عليها أما تفضي عشان عايزاكي.
_ حاضر بكره اعدي عليها.
أنجزت طلب الشاب الصغير سريعا وغادر..ليعترض الأخر بحنق أشمعنى بتبيعي للزباين وأنا لأ فاكراني مش هدفعلك ولا ايه
بنظرة غاضبة نفث دخان غليونه وغمغم ماشي يا أمنية خليكي فاكرها.
ابتعد لتبصق بأثره ممتعضة ثم جالت محيطها بضيق لحالها..ليس هذا مكانها..أحلامها تتخطى تلك الحارة بكثير تتخطى رائحة الكبدة التي تبيعها..من يصدق أن خريجة جامعة كانت تتطلع للدراسات عليا ومستقبل باهر يرسو بها المقام هنا خلف عربة الكبدة..لكن ماذا تفعل وأبيها الذي أضحى مريض وقعيد الفراش.. وبرقبتها أخواتها الصغار ليت كان لها أخ يزود عنها و يشاركها أعباء الحياة ومصاعبها.. تنهدت وهي تتمتم الحمد لله.. اللهم لا اعتراض علي حكمك يارب.. جمعت عدتها ودثرت العربة بغطائها وتوجهت لمنزلها قبل أن ينتصف الليل عليها..ليوقفها أحدهم في الطريق بتحية مهذبة
_ سلامو عليكم يا ست البنات كويس اني لحقتك قبل ما تمشي..
تبسم ثغرها بود الحمد لله يا استاذ هارون..عامل ايه
_ الحمد لله فضل ونعمة الحاج كامل عامل ايه
_ نحمد ربنا.. ابقي تعالي شوفه منتش غريب.
_ والله أنا مقصر معاه بس انتي عارفة زحمة الډخلة بتاعة رمضان.. وده الموسم الاساسي بتاعي.
_ ربنا يوسع عليك.. اي وقت اتفضل البيت مفتوح.
_ تسلمي ثم تنحنح علي الاستحياء قبل أن يهتف طب لا مؤاخذة يعني أنا كنت جايب هدية لاخواتك.. خديها معاكي وفرحيهم.
مد لها حقيبة كرتونية بفضول تفقدتها لتبتسم مع قولها فوانيس رمضان ميفوتكش الواجب ابدا يا أستاذ هارون.. كل سنة تجيبلهم الفوانيس ربنا يجازيك خير. المفاعيص اخواتي هيفرحوا أوي.
_ كل عام وهما طيبين وبخير.
ثم تنحنح بحرج زائد وأردف وهو يمد لها حقيبة أخرى ودي عشان ست البنات.. ياريت تقبليها مني.
شهقت
متابعة القراءة