نوفيلا حارة رمضان الجزء الأول
المحتويات
منعم بر لطيف جميل ستر للداعي مجيب إلهي منك إسعادي وخيري إلهي منك إسعادي وخيري ومنك الجود إلهي منك إسعادي وخيري ومنك الجود والڤرج القريب
داليا بعشق صوت النقشبندي في رمضان..
غمغمت مي وهي تدس حشوة القطائف وتغلق أطرافها بإحكام اه والله وأغنية رمضان جانا بتاعة عبد المطلب وقرءان المغرب وصوت المدفع.
_ ربنا يعيده علينا أعوام وأعوام.
داليا مخدتش بالي ورجعت عدلت البوست وقلت عملته انا وبنات الحارة.. ارتاحتي
_ اه منا ماكنتش هسكت وربنا..بت ڼصابة.
_ اتلمي يا داليا بلاش طولة لسان.
يا مي ..اتصلي باخوكي رامي خليه يجيب المخلل والزبادي والفول مش هطوله بعد الفطار
____________
في منزل العم متولي.
_ خد يا احمد وزع أطباق قمر الدين علي الجيران وقولهم ماما بتقولكم كل عام وانتم بخير.
نفث الصغير بضيق يا ماما ما الناس كلها عاملة في بيوتها.. لازم اطلع سلالم وأنا صايم عشان ترتاحي
_ منا لو صحيت بدري هعطش وممكن افطر.
لوت شفتيها ساخرة طب اعملها وانا أخلي ابوك يرنك علقة ويحرمك من المصروف كمان.. انجز بقا ووصل أطباق قمر الدين للجيران وتعالى.. وماتنساش تجيب الحلة الكبيرة بتاعتنا من عند خالتك ام فوزي..والصنية التيفال من عن ام فهمي.
_ بطل نفخ وركز يا واد لو الأطباق وقعت منك هطين عشتك ومحدش هيخلصك مني.
_ ماشي يا ماما.. بس لعلمك بكره مش هصحي غير علي الفطار.. ابقي شوفي حد غيري تمرمطيه كده رايح جاي عند الجيران.
رمقته بتوعد بعد رحيله وغمغمت وربنا لاخلي ابوك يشوفلي صرفة معاك يا أحمد.. أصبر عليا بس نفطر.
تواشيح النقشبندي..آيات الذكر الحكيم بصوت الشيخ محمد رفعت..إنطلاق مدفع إفطار رمضان ثم صدوح آذان أول مغرب في رمضان..ثم دعاء رافق أسماع الصائمين وهما يفطرون امتلأت الموائد بخيرات الله و حرص البعض ألا يملأ معدته حتى يتثنى لهم صلاة التراويح التي حان وقتها فتوجه أفواج الرجال وهم يتبادلون التهاني بحلول الشهر الكريم واصطحبن نساء الحارة أطفالهن لمصلاهم الخاص..لأداء الصلاة و الاستماع لخطبة الشيخ بركات وقصصه.
هذه قصتنا في أول ليالي رمضان المباركة.. أعاده الله عليكم أحبابي بالخير واليمن والبركات.. لعلنا نأخذ من قصص أسلافنا العبر والموعظة.
بدى جميع الجالسون من المصلين منتبهين ومتحمسين لما سيرويه لهم الشيخ بركات والذي استطرد عبر المكبر بصوت قوي الرنة فارضا هيبته في قلوبهم والنساء ينتبهون لصوته الذي غطى محيطهم في مصلاهم المعزول عن الرجال.
_ قصة ربيعة الرأي تبدأ بغلام أسمه فروخ
كان مملوكا للصحابي الربيع بن زياد الحارثي أمير خراسان وفاتح سجستان وبلاد ماوراء النهر.. لما أختبر الصحابي الربيع بطولات غلامه وبسالته في الفتوحات كافأه بأن أعتق رقبته وأعطاه نصيبه من الغنائم وزاده من ماله الخاص فعاد فروخ بعدها الى المدينة المنورة ومعه حفنة من الغنائم فاشترى دارا في وسط المدينة واختار زوجة راجحة العقل نعم بها ونعمت به ورأى في صحبتها هناءة العيش وذات يوم من أيام الجمع سمع فروخ خطيب المسجد النبوي يزف للمسلمين بشرى انتصارات الفاتحين ويحض على الجهاد في سبيل الله فعاد الى بيته وقد عقد النية على اللحاق بركب الجهاد وأبلغ زوجته بعزمه هذا.
قالت له زوجته لمن تتركني وتترك هذا الجنين الذي أحمله ونحن غرباء في هذه البلدة فقال لها أتركك لله ولقد تركت لك ثلاثين ألف دينار تاجري بها و أنفقي منها على نفسك وولدك بالمعروف ثم ودعها ومضى إلى غايته بعد بضعة شهور وضعت زوجة فروخ طفلا جميلا أطلقت عليه اسم ربيعة.. بدت عليه علامات النجابة منذ نعومة أظفاره فأسلمته أمه للمعلمين والمؤدبين وأوصتهم أن يحسنوا تعليمه واختار ربيعة الرأي أن يكون عالما وأن يعيش متعلما ومعلما وأمضى سبعة عشرعاما جالسا على ركبتيه ينهل من ينابيع العلم
متابعة القراءة