نوفيلا حارة رمضان بقلم ډفنا عمر الجزء الثاني

موقع أيام نيوز

الصالحين فنمت ذات ليلة فرأيتني في يوم القيامة والخلق يموج بعضهم في بعض والهول هول الكون الأعظم على الإنسان الضعيف ورأيت الناس يحملون أوزارهم على ظهورهم مخلوقة مجسمة.
وضعت الموازين وجيء دوري لوزن أعمالي فجعلت سيئاتي في كفة و حسناتي في الأخرى التي بدت عالية گ الجبال لكن للعجيب رجحت كفة سيئاتي كأنها جبل صخري بينما جبال حسناتي كأنها تزن لفافة من القطن ليس أكثر..!
ثم راحوا يلقون الحسنة بعد الحسنة مما كنت أصنعه فإذا تحت كل حسنة شهوة خفية من شهوات النفس تخفف وزنها كالرياء والغرور وحب المحمدة عند الناس وغيرها فلم يثقل ميزان حسناتي شيء مما صنعته وكأنه فارغ من أعمال الخير. 
وسمعت الصوت ينادي ألم يبق له شيء 
فقيل بقي هذا .
فنظرت لأرى ما هذا الذي بقي فإذا بالرقاقتان اللتان أحسنت بهما على المرأة وابنها.. وضعت الرقاقتان وسمعت القائل لقد طار نصف ثوابهما في ميزان أبا نصر الصياد فانخذلت انخذالا شديدا حتى لو كسرت نصفين لكان أخف علي وأهون ! فرايت كفة الحسنات قد نزلت ورجحت قليلا.. ثم سمعت الصوت ينادي ثانيا ألم يبق له شيء فقيل بقي هذا ..
نظرت ما هذا الذي بقي لأنجوا به
فإذا بجوع امرأتي وولدي في ذلك اليوم وضع في الميزان وإذا به ينزل بكفة الحسنات ويرتفع بالأخرى حتى كادا يتعادلا في الحمل لكن كفة. السيئات مازالت تثقل بقليل فكنت بين الهلاك والنجاة..
فقال المنادي ألم يبق له شيء 
فقيل بقي هذا.
نظرت لاتبين ماذا بقى ثانيا لأنجو تلك المرة
فإذا بدموع تلك المرأة المسكينة حين بكت من أثر المعروف في نفسها ومن إيثاري إياها وابنها على أهلي حين أعطيتهما الرقاقتان لكني قلت في نفسي ماذا ستفعل الدمعة الصغيرة في ميزاني
إني هالك..
وأمام عيني وضعت دمعة عين المرأة في الميزان ففارت تلك الدمعة وكبرت وثقلت وصارت تكبر وتثقل وتكبر وتثقل وأضحت بحر وإذا بسمكة هائلة قد خرجت من هذا البحر ورجحت كفة حسناتي حتى سمعت الصوت ېصرخ و يقول لقد نجا لقد نجا.
واستيقظت حينها من نومي وأنا أصيح و أحمد الله و أقول من أين خرجت السمكة!..من أين خرجت السمكة! ثم تذكرت كلمة الشيخ العجيبة 
لو أطعمنا أنفسنا هذا ما خرجت السمكة
صمت مهيب سيطر على المصلين والدموع ټغرق محياهم من رحمة الله وقيمة الصدقة والمعروف الذي نجى أحمد ابن مسكين رغم صغرها.. فطيرتان أطعم بها سيدة وطفلها جعلتها تبكي من معروفه.. فكان وزن دمعتها هذه يساوي بحرا أخرج سمكة ضخمة رجحت كفة حسنات أحمد أبن مسكين. 
يا الله ما أرحمك.. ما أكرمك.. ما أعدلك.
أتمنى يا أحبابي تكونوا استفدتم من قصة السمكة وعلمتكم فضل الصدقة الخالصة لوجه الله وصنائع المعروف.. كما علمتم أيضا كيف يمكن أن تفسد حسانتكم بالرياء والغرور والمن على الغير.
في المساء.
_مالك يا هارون أنت كنت بتتخانق ولا ايه 
قالها العم شوكت بفزع بعد ولوجه إليه بهيئة لا تبشر بالخير ليعاجله هارون بقوله اطمن يا بابا. واحد كان عايز يتربى وربيته. 
العجوز بتلقائية بس شكلك اتربيت معاه يا ابني ده انت متخرشم وحالتك حالة.
ابتسم هارون وهو يلكز كاف أبيه برفق عيب يا حاج ده أنا كسرت عضمه حبة الخربشة دي كانت أخره معايا لكن انا عدمته العافية.. ده هيرقد شهر بعد العلقة اللي اخدها مني.
غمغم العجوز بقلق تلك المرة مين ده يا ابني ومن امتى بتتخانق انت عمرك ما اتعصبت علي حد.
اكتسبت نظرته قوة لما الأمر يزيد عن حده لازم هارون يتصرف.. ثم نظر لأبيه مستطردا أنا بعتبر كل أهل حارة رمضان رجالة وبنات وستات وولاد أهلي.. واللي يمسهم يمسني.. مقدرش اسيب الضعيف من غير ما انصره واحميه.
برقت عين العجوز فخرا به قبل أن يتسائل طب فهمني حصل ايه
أطرق رأسه يفكر قليلا قبل أن يحسم أمره كنت بأدب الحرامي اللي حاول يسرق الست ام سيف. 
شهق الرجل أنت عرفته قولي مين الواطي ده وانا افضحه في الحارة واخليهم يكملوا عليه.
_ لا يا بابا مش هقولك.. خليني استر عليه وكفاية اللي اخده مني.. لو ساق العوء تاني ساعتها هتصرف.
ثم نهض بإرهاق معلش انا هاخد حمام وانام جسمي تاعبني
ربت علي ظهر ابنه بحنان
تم نسخ الرابط