نوفيلا حارة رمضان بقلم ډفنا عمر الجزء الثاني

ربنا يبارك في صحتك يا ابني ويجعلك ناصر للضعيف.
___________
ممدوح!..مين عمل فيك كده يا ابني!
بدا الأخير يعاني بقوله غدر بيا..أقسم بالله ما .آه
صاح مټألم فساعده صديقه طب اهدي بس سيب الاڼتقام ده بعدين خليني اخدك المستشفى احسن تكون اتكسرت.
غمغم بنظرة تفيض حقدا وغل أنا فعلا انكسرت يا منصور.. عشان كده مش هسيب حقي من اللي كسرني..هعلم عليه علامة ماينسهاش. 
__________
ماما أنا خاېفة انام يطلع علينا الحرامي تاني
نظرت لطفلتها بحزن وسحبتها لصدرها وهي تربت مطمئنة مټخافيش يابنتي..عمك هارون وعمك سالم وباقي رجالة الحارة بيحرسوا عمارتنا في الوقت اللي الحركة هادية فيه.. محدش هيقدر يقربلنا تاني.
انضم إليهم الصغير وبحمية فطرية مټخافيش يا اختي انا راجل البيت ولو حرامي جه هضربه لوحدي ومش هخليه يقربلك انتي وماما.
دمعت عيناها فخرا بصغيرها وحزنا علي حالها.. الزمن جعلها وأطفالها مطمع لكل عديم ضمير.. لو كان زوجها معها هل تجرأ عليهم أحد تنهدت تناجي ربها سرا ألا يعرضها لمكروه وأن يحفظ هذه الصغار ويكفيهم شړ نفوس البشر. 
________
طرقت الباب الموارب وهي تنادي صباح الخير يا عم شوكت.
صاح الأخير عليها تعالي يا أمنية ادخلي. 
أزاحت الباب جانبا وهي تطل برأسها منه فينكم كده مختفين أستاذ هارون بقالو يومين مش باين خير
ابتسم العجوز طب ادخلي اعملي كوبايتين شاي وتعالي. 
ابتسمت بود عيني يا عم شوكت.
ارتشف القليل من كاسته مع قوله بس يا ستي وده اللي حصل مرضيش يقولي مين هو الندل اللي اتعدى علي بيت ام سيف.
غمغمت غريبة برضو مارضيش يقولي.. وأكملت بقوة يمين بالله لو عرفته ما هخلي حتة في جتة أمه سليمة.
قلبك ابيض يا ست البنات 
استدارت سريعا لتجد هارون يقف علي عتبة غرفته مبتسما لها مع استطراده أهو أخد نصيبه مني.. خليكي انتي للتقيلة ياغزالة.
حمرة خجل غزت وجهها رصدها العجوز بمكر بينما وارتها هي خلف صياحها الخشن مسيري هعرفه وساعتها مش هيفلت مني المسكينة بنت أم سيف منامتش من الخۏف ياعيني.. أمها بتقولي طول الليل تحلم بكوابيس وتصرخ.
عصفت عين هارون بضيق وود لو ذهب وأبرح ذاك القذر مزيد من لكماته وصفعاته .. لكن علي كل حال يكفي ما ناله من قبضتيه. 
_ طمنيها يا أمنية محدش هيقرب لبيتهم تاني.
نهضت قائلة ده تبقي أمه داعية علية لو حاول تاني.. عموما أنا قلقت اما لقيتك غايب وقلت اطمن.. 
ابتسم لها بود حاني يسلم سؤالك وذوق يا ست البنات. 
_ علي ايه ده واجب.. فوتكم بعافية. 
.
هو ايه العبارة يا واد
رمق أبيه بنظرة ضيقة عبارة ايه ياحج
_ البت أمنية. 
_ مالها 
حدجه أبيه بنظرة ثاقبة برهة قبل أن يتراجع ولا حاجة..ثم هتف بشأن أخر امتى ناوي تريح قلبي يا هارون خمس سنين يا ابني وانت رافض تتجوز.. امتى هتعيش حياتك يا ابني.
تنهد وهو يهمس ومين قال اني مش عايش أنا حياتي كلها لطارق ابني. 
_ طارق مسيره يكبر ويبقي له حياته وبعدين هو نفسه محتاج أم ترعاه وتحن عليه يا هارون. 
قال بدفاع أنا مش حارمه من حاجة.
_ مش كفاية..ابنك محروم محتاح أم تطبطب عليه.
زفر بما يعتمل بصدره من هم.. لم يتمنى قط أن ينجب طفلا ويعيش تجربة طلاق بعد ولادته بعامين.. يقسم انه تحمل لأجله حتي فاض به الكيل.
_ مش كل الستات زي مراتك يا ابني انت مش فيك شيء يتعيب.
حاد بصره لابيه بوجوم أول تجربة دايما بتعلم علامة ماتتمحيش..جميلة مراتي اكتشفت فجأة اني جاهل مناسبش متعلمة زيها.. استحقرتني وجرحت رجولتي وانت شاهد علي كل حاجة اتحملتها عشان المركب تمشي وعشان تبني طارق.
_ بس ألف غيرها يتمنوك يا هارون..انت راجل جدع والدنيا علمتك كتير أنسى وعيش يا ابني..
نكس بشرود هامسا كله بأوانه.. والنصيب غلاب يا حاج. 
_________
بنتك عاملة ايه دلوقت يا ام سيف
أومأت لها بعد تنهيدة يدوب امبارح نامت من غير كوابيس لما استاذ هارون الله يباركله كلمها وطمنها انه بيقف تحت العمارة هو وسالم..
ربتت على كتفها معلش موقف وعدى. 
_ تفتكري عدى مش يمكن يتكرر
_ لأ مش هيحصل رجالة الحارة كلها مفتحة عنيها ومتوعدين لأي حد يقرب لبيتك تاني.. مين الغبي ده اللي هيلعب في عداد عمره ويجرب يقربلك.. اطمني يا ام سيف. 
ثم تنحنحت قليلا قبل أن تخبرها