رواية حصنك الغائب بقلم ډفنا عمر الجزء الأول

موقع أيام نيوز

غير جمالها اللي زايل!
جففت جوري وجهها عندك حق.. أخويا طيب وحنين وأكيد ربنا هيعوضه.. وواصلت بس لازم نعمل حاجة تبسطه ياعطر فكري معايا..!
أجابتها بحماس سهلة جدا أيه رأيك نعمله حفلة لعيد ميلاده اللي قرب.. وكلنا نجيبله هدايا ونحسسه إننا بنحبه وحواليه.. وننسيه البت دي خالص ونخليه هو وياسين وعابد يخرجونا ونتفسح ونضحك ونلعب ونهزر.. ومانخليش لعقله فرصة يفكر فيها.. وهو مع الوقت هينساها.. محدش بيفضل فاكر حد ناسيه يا جوري صدقيني دي مسألة وقت..!
_ عندك حق.. خلاص أنا وانتي هنظبط كل حاجة ونعمله مفاجأة تفرحه! 
_______________________
عبر الهاتف!
_السلام عليكم.. أيه فينك يا يزيد مختفي من بعد ما خلصت جيشك..!
_وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته إزيك يا أحمد أنا موجود اهو وكنت هتصل بيك والله عشان نناقش مشروعنا..!
أحمد بمرح أيوة كده يابشمهندس افتكرتك نسيت عايزين. نشتغل أخوك مالوش في قاعدة البيت!
هتف مبتسما لا ماتقلقش فترة بسيطة وهكون عند في القاهرة بس أنت شوفلي شقة قريبة من مقر المشروع عشان أقيم فيها..!
_ لا من الناحية دي ماتشلش هم.. هشوف حاجة مناسبة.. واستطرد بس انت مش قلت في بيت لعمك عاصم في القاهرة وهو قالك تقيم فيه
يزيد مش هينفع.. لأن فيما بعد ممكن مرات عمي وبلقيس ينزلوا القاهرة لما تشتغل مع والدها.. وانا مش عايز اعتمد على حد في حاجة.. اجيب شقة خاصة بيا افضل!
احمد باستعاب وجهة نظر.. وكمان كده أحسن عشان على الأغلب هكون معاك مش هسيبك لوحدك يا معلم!
_ شكرا يا أحمد..!
_ العفو يا زيدو على أيه.. ربنا بس ييسر أمورنا وننجح زي ما بنحلم.. تعرف أما حكيت لبابا إننا هنتشارك في مشروع هندسي للبناء والتعمير .. انبسط أوي وهو كمان هيساعدني!
_ الحمد لله.. أنا بردو والدي حب فكرتي وبصراحة لولا مساعدته المادية ماكنتش هقدر اعمل المشروع ده.. وكمان زوج خالتي العم ناجي هيشارك معانا بنسبة 25 عشان ياسين يكون معانا بعد التخرج من كلية تجارة! هو في أخر سنة!
_ حلو جدا.. أهو يتحمل فيما بعد القسم المادي ويظبط الحسابات ! 
_ بإذن الله! 
_ طيب اسيبك بقى وهكلمك بعدين! 
بس هو في سؤال كده يا يزيد ممكن أسأله
_ اتفضل! 
_ حاسس صوتك متغير.. حزين. مش متحمس.. هو في حاجة بعد الشړ حد من أهلك تعبان
_ لالا ابدا كله تمام.. وأهلي بخير اطمن! 
_ طب وخطيبتك 
صمت ولم يجيب فتمتم أحمد بحذر 
يعني زعلان إنت وخطيبتك ياعم روق كده هو في اتنين مخطوبين مش بيتخانقوا ويتخاصموا.. أكيد هتتصالحوا يا روميو..! 
_ أنا انفصلت أنا وخطيبتي يا أحمد!
صدم من حديثه فتمتم بذهول نعم أزاي وليه فهمني لو ينفع تحكيلي! ده انت كنت بتقول عايز تكتب الكتاب بسرعة وكلمت عمك في كده!
تجرع ألمه وهتف باقتضاب نصيبنا انتهى لحد كده!
لم يشأ أن يكون لحوحا فهتف مواسيا هو فعلا كله نصيب.. عموما انت ماتزعلش يا يزيد.. أنت أصلا هتتلهي في مشروعنا وهتنسى كل ألمك.. وصدقني ربنا هيعوضك بالأحسن.. أكيد سعادتك مش معاها..!
_ الحمد لله على كل حال.. المهم أنت اعمل زي ما اتفقنا.. وأنا هكلمك تاني! 
______________________
بلقيس عمو راغب نزلني بعيد شوية عن الجامعة عايزة اتمشى! 
السائق حاضر يا بلقيس هانم! 
......... ....
بخطوة متأنية هادئة تسير وذهنها شارد! منذ تركت يزيد.. ووالديها يصيبهما الحزن هل أخطأت حين تركته! أكان لزاما عليها أن تكمل علاقة غير متكافئة ومحكوم عليها بالتعاسة! يزيد لا يشبهها.. ليس هو فتى أحلامها.. لم يجذبها حاولت أن تتقبله لأجلهما وكي تسعدهما وفشلت.. ماذا تفعل لتستعيد ضحكتهما الصافية معها.. والدها لم يعد يشاركها مشاهدة أفلامها الأجنبية المفضلة گ عادتهما.. وولدتها كل يوم تفيق من نومها فزعة ولا تحكي ابدا ما تشاهده. فقط تظل تستعيذ من الشيطان! وترمقها بنظرة خائڤة لا تفهمها..!
بخضم شرودها انتفضت جميع حواسها بغتة وذراع قوية تلتف حول خصرها وترفعها أرضا وتدور بها بلمح البصر! فانتقلت لجانب الطريق المرتفع بسرعة. خاطفة وصوت رجولي يصدح بخشونة غاضبة مش تحاسبي يا أنسة! في حد يمشي سرحان وسط الطريق والعربيات رايحة جاية!!!
أنعقد لسانها وسيطرت عليها رجفة هلع بعد أن أدركت أن سيارة أحدهم كانت على وشك الاصطدام بها لولا تدخل ذاك الغاضب..رفعت عيناها ببطء تناظر تلك البنية القوية لشاب يستحوذ على قدر وفير جدا من الوسامة والأناقة والجاذبية.. خفضت نظرها سريعا قبل أن يفضح إنبهارها الخاطف ولأنه يستحق الشكر أردفت باقتضاب
_ مأخدتش بالي.. عموما شكرا..!
منحها نظرة باردة وهتف بلا مبالة ركزي بعد كده ..ثم وضع نظارة سوداء تعكس طيف أخضر يشبه لون قميصة فبدا گ لوحة تنضح أناقة ووسامة ملفتة.. وتركها دون إضافة المزيد.. فتعجبت لإهماله جمالها دون أن يلحظه وهذا يعد شيء غريب ونادر حدوثه معها.. كيف لم تنتشي بنظرة انبهار واحدة تروي غرورها وتزيد ثقتها بجمالها الآخاذ..!
نفضت كل تلك البعثرة داخلها ولامت نفسها 
هتتأخري على محاضرتك وانتي واقفة زي الهبلة كده!
وهرول حتى يتثنى لها الحضور دون تأخير
تم نسخ الرابط