رواية حصنك الغائب بقلم ډفنا عمر الجزء الأول
المحتويات
نقضي اليوم سوا ونتغدا في مكان حلو وهرجعك بالليل!
لم تكن لديها أي رغبة بتمضية اليوم معه تحججت قائلة أيوة بس انا معرفش إننا هنتغدا برة وكده.. لو اعرف كنت لبست طقم مناسب!
مشط هيئتها بنظرة فاحصة وهتف متهكما رغما عنه
إيه كنتي هتلبسي حاجة أضيق من كده
رفعت حاجببها بتحفز هنبتدي بقى! أنت مش بتقول جاي تصالحني بردو
رضخت لأمره واستقلت السيارة جانبه فانطلق بها متمنيا داخله أن يكون اليوم خطوة حقيقة في طريق تقريبها منه وان تراه گ عاشق يستحق نيل قلبها وتتفهم غيرته وغضبه قليلا..!
... ................ ..
بلقيس أثناء تناولهما الغداء بمطعم ما
يزيد بعد أن أرتشف بعضا من حساءه الدافيء
_ هبدأ مشروعي اللي حكيتلك عنه!
_ قصدك شركة المقاولات للإنشاء والتعمير
هتف بحماس بالظبط.. حلمي يا بلقيس اشتغل في مجال دراستي ويكون عندي شركة كبيرة وليها أسم وسمعة موثوق فيها مستقبلا.!
هتفت ربنا يحققلك أحلامك!
رمقها بنظرة تفيض حب وحنان ودفء
ارتبكت ولم تتجاوب معه بكلمة يزيد يبثها دائما مشاعره.. أما هي فلا.. وكيف تفعل أليس من المفترض أن يكون لديها مشاعر هي الأخرى لتبثها له هناك أشياء لا يجوز فيها الكذب..شعرت بالسخط على ذاتها عندما لمحت نظرة عيناه التي يخصها بها دائما. كم يبدو حاني رغم طباعه الحادة وهمجيته احيانا حين يغار ويغضب ويفقد عقله.. لما لا تعطي نفسها مجالا لتحبه! هل فقط هيئته الغير أنيقة وملابسه الغير عصرية سببا في فتورها نحوه أم أن روحها غريبة بعالمه لا تجد ابدا خط مشترك يقربها لنفس المدار..فتورها نحوه گ وضوح الشمس. كيف إذا ستبني حياة زوجية بينهما..
القت سؤالها بغتها دون تخطيط وطرحت هواجسها أمامه ربما خالف توقعاتها وقال ما يرضيها..!
فحدجها بنظرة مطولة محاولا أنتقاء كلمات لا تغضبها ثم أردف بهدوء
_ بلقيس حجابك ده شيء مفروغ منه..و لبسك كمان لازم هيتغير لأنه في نظري منتهى التبرج لو أنا بخيرك دلوقت في الحجاب أو غيره.. فبعدين مش هيكون في مجال تختاري لأنك هتكوني وقتها شايلة إسمي و هتحاسب عليكي..بعدين أنا مش فاهم إيه مشكلتك أنك تتحجبي وتوسعي لبسك ده شوية وتغيري استايلك!
كاد لسانها أن يفصح بجملته الساخرة بضميرها.. لكنها قالت بعناد لبسي وعاجبني.. وهتحجب اما أنا اللي اقرر ده. مش أمر ولا رغبة من حد!
ونهضت قائلة پغضب وعايزة اروح لو سمحت مصدعة ومحتاجة انام!
..........................
غادرا المطعم بصمت وكلا منهما يحاكي ضميره الخافي! يزيد الذي أصابه الحزن لهجومها وكأنها تتحين فرصة لذلك! فما أراد إلا أن يصونها من كل عين طامعة وقحة..! لكن لم يصل لعقلها سوى أنه يتحكم بها..
حجابك ده شيء مفروغ منه.. لو أنا بخيرك دلوقت في الحجاب أو غيره.. بعدين مش هيكون في مجال تختاري لأنك هتكوني وقتها شايلة إسمي و هتحاسب عليكي
هكذا ستكون الحياة إذا.. أوامر لا نقاش فيها..!
حسنا..ربما وجب عليها التفكير بجدية في استمرار تلك الخطبة الحمقاء!..ليس من العدل أبدا أن يجبر مثلها على شيء!
____________________
لامت نفسها بضميرها وهي تسير بحرص خائڤة وقد
بدا الشارع القاطن به أستاذها خالي من المارة بذلك التوقيت المبكر لما عاندت والدتها حين أمرتها بإيقاظ شقيقها ياسين لإيصالها بل الأكثر أنها طلبت منها حضور معلمها لمنزلهم بشكل خاص دون عناء الذهاب بمفردها.. لكنها عاندت وأرادت ألا تختلف عن باقي زميلاتها وتأخذ معم درس جماعي.. حسنا ياعطر لن يحدث شيء ستصلين لوجهتك سريعا.. هرولت تنهب الأرض بقدميها وبعد برهة قصيرة لاحظت احدهم يتتبع خطاها وگأنه يراقبها أرتعبت كثيرا ماذا تفعل! منزل أستاذها مازال يبعد مسافة قليلة ولن تأمن الطريق بملاحقة ذلك السمج فربما تهور واستغل أنها وحيدة وجذبها عنوة لإحدى المداخل المظلمة لأي بناية!
وهاهي محقة السمج بدأ بالفعل بوصلة الغزل الزائفة مع اقتراب خطواته منها.. لامفر إذا من الهروب.. لحسن الحظ أن مسكن خالتها كريمة قريب من هنا.. أطلقت العنان لقدميها مهرولة دون النظر خلفها حتى وصلت بالفعل للبوابة الرئيسية وعبرتها سريعا مرورا بالحديقة ووصلت للبوابة الداخلية وراحت تطرقها پعنف وبنفس الوقت تضع يدها على الجرس!
فشعرت بيد أحدهم تلمس كتفها فظنت أن السمج لحقها دون أن تنتبه وأطلقت صړخة بترتها فور سماعها صوته ده انا يزيد ياعطر أهدي!
ألتفت وما أن رأته حتى التقطت أنفاسها..!
فتعجب يزيد وتسائل أيه يابنتي في ايه بتنهجي كده ليه وأيه منزلك في الوقت ده!
جاءت خالتها من خلفه بفزع وهي تدب بيدها صدرها
متابعة القراءة