رواية حصنك الغائب بقلم ډفنا عمر الجزء الخامس
المحتويات
بعدها انه عايش في القاهرة.. يعني بردو احتمال مقابلته لبنتي مازال ضعيف..!
ابتسم الطبيب بثقة مين قالك هو احنا كنا نعرف انه من المنصورة مش قولتلك قبل كده ان اللي نعرفه مش دايما بيكون هو كل الحقيقة ومتأكد ان لسه في خفايا هتظهر.. بس الأول نشوف رد فعل بلقيس لما تروح هناك وتشوفه تاني وقتها هناخد خطوة تانية في طريقة علاجها..
تمتم الطبيب بتحفظ بعدين هتفهم!
_______________________
اختفاؤه من عالمها ثانيا بعد ان وجدته أورث روحها الحزن والكآبة.. عادت لذات النظرة الجامدة وردود أفعالها المعډومة كأنها انغمست ثانيا بقمقم عالمها الوهمي معه.. نفذت شهيتها وهي تعتقد انها فقدت أثره العزيز لا تدري عن تلك التي تراقبها بحزن مماثل بعد ان انتعش قلب أمومتها بعودتها ولو جزئيا للحياة.
يستمع لزوجته وهو يتمعن بالنظر لأميرته الجالسة بشرفتها وحيدة وهو يغمغم بغموض مټخافيش يادرة.. بإذن الله اما تحضر احتفال المطعم هتتحسن.. يمكن المرة دي يحصل حاجة جديدة زي قبل كده..!
_بالعكس تماما.. ده سبب أكتر من كافي اننا نروح هناك ونحاول نفهم سبب التغير اللي حصل مع بلقيس.. ده غير انه أجواء احتفالية هتساهم جدا في علاجها وهتعتاد الأختلاط مع الناس بالتدريج..دي توصيات الدكتور بتاعها اللي متابع معايا كل حدث بتتعرضله بلقيس اطمني يادرة وكمان يزيد معانا انتي وادعيلها..!
____________________
عادت بعد أداء مناسك العمرة ومكوثها بضعة أيام بتلك المدينة التي تضم أطهر بقاع الأرض.. وقد قررت أن تؤديها بهذا التوقيت لتحقق رغبتها أولا..ثم تتركك مجالا لولدها رائد وعروسه الذي مضى على زواجهما قرابة أسبوعان.. وهاهي تعود لمنزلها داعية من الله أن يجد ولدها لروحه السكن والاستقرار بتلك الزيجة.. ولو رآت كيف اندمج مع زوجته رودي.. لعلمت كم كان قرارها صائب.. أخيرا ستطمئن تجاهه سيكون معه زوجة تحبه وترعاه بغيابها..!
ربتت والدة رائد على رأسها مافيش طنط بعد انهاردة ياحبيبتي.. انتي بقيتي زي بنتي وأكتر.. عايزاكي تقوليلي يا ماما..!
منحتها ابتسامة راضية وسعيدة حاضر يا ماما..!
واحتضنتها بشدة فتسائلت الأم
طمنيني يا رودي.. أبني عامل إيه معاكي! مبسوطين قدرتي تحتويه وتقربيه منك
أوعدك يا ماما هخلي رائد أسعد إنسان في الدنيا.. هخليه ينسى كل حاجة تعباه..!
ترقرقت مقلتاها يعني اموت وانا مطمنة يابنتي! اطمن انك هتتحملي منه أي حاجة وتراعي ظروفه مهما حصل
انزعجت وأسرعت تهتف بصدق
بعد الشړ عليكي يا أمي.. ليه بتجيببي سيرة المۏت.. انتي هتعيش وسطينا وتفرحي بينا وبولادنا كمان..!
ضحكت بعين دامعة أنا كفاية. عليا اطمنت انك معاه وخلاص مش عايزة حاجة تاني من الدنيا يا رودي!
وجففت دموعها وهتفت طب هو فين يا بنتي وحشني وعايزة اشوفه!
_ لسه نايم يا ماما.. بس أكيد هيفرح اما يصحي يلاقيكي.. اتفضلي حضرتك ارتاحي وأنا هعملكم أحلى غدى بنفسي عشان نتلم كلنا..!
منحتها الأم ابتسامة راضية وهي تغادر وتمتمت داخلها بكلمات خفية.. وعزمت ان تصلي الآن وتسجد شكر لله أن ابلغها زواج ولدها والاطمئنان عليه!
_________________________
تعمدت رودي بعد تناول ثلاثتهم الغداء أن تتركهما بمفردهما متعللة بصنع عصير طازج لهما.. فمؤكد والدة رائد تريد محادثته ببعض الخصوصية!
_ عامل إيه مع مراتك ياحبيبي مبسوط
اجابها باقتضاب الحمد لله!
_ يعني راضي عنها يا بني.. حاسس بالراحة ليها
لا ينكر أن زوجته استطاعت بذكاء الأستحواذ على اهتمامه وجعلته بتكيف على وجودها بأسرع مما تخيل.. حنانها زائد عن الحد.. ترعاه كطفلها.. وتعشقه كمتيمة منذ زمن.. لا تخجل من إعلان عشقها له طوال الوقت بكل الطرق.. تربكه بأنوثتها الطاغية التي استطاعت جذبه منذ لحظتهما الأولى.. هو بالفعل يشعر بالراحة معها..
فأردف بعد برهة قصيرة
أيوة يا ماما انا مرتاح مع رودي جدا.. مقدرش انكر مجهودها الكبير من أول لحظة انها تقربني ليها ونجحت في ده لحد كبير..!
ثم تسائل ليروي فضوله تجاهها ماما بما أننا جيران.. هو انا علاقتي برودي كانت كويسة فعلا كان في بنا حاجة يعني.. انا مش فاكر أي حاجة ولا ازاي كنا. بنتعامل.. بس حاسس انها بتحبني من زمان.. مش ممكن قوة المشاعر دي كلها تكون اتولدت من وقت قريب بعد الحاډث اللي حصلي!
أجابته انتم طول عمركم اصحاب.. وبتعملوا كل حاجة سوا.. بس هي كانت ساعات تاخد منك جمب اما تلاقيك بتكلم بنات تانية.. رودي كانت بتحبك وبتغير عليك بس ما بتقولش لكن انا كنت بحس بده وكنت بتمنى يجي اليوم اللي
متابعة القراءة