رواية حصنك الغائب بقلم ډفنا عمر الجزء الثامن
المحتويات
انتي ما اتكلمتيش بعدها ولاحظتك متجنباني تماما..حتى لما ياسين اتصل وقالك اني هوصله اتعمدتي تمشي لوحدك..!
شعرت بحصاره يضيق عليها وصوته الغريب به شيء يضعفها فهتفت لتنهي ذاك الحصار_ لأني مش لازم حد يوصلني انا مش صغيرة..واسمحلي امشي لأني اتأخرت..سلام!
غادرت دون تباطؤ وظل هو على نظرته الغامضة يراقب خطوتها المبتعدة المتعثرة وكأنها تهرب من شيء..!
______________________
_الباشمهندسة الصغيرة خلاص رجعت المنصورة
هتف يزيد بعبوس واضح_ أيوة هي وجوري!
تفحصه احمد بتمعن وقال_ انت زعلان انها مشيت
_ يعني اتعودت على وجودها عي وجوري!
_بس كده
صمت يزيد ووقف ليطالع نافذته فاستأنف أحمد_
اعترف انك افتقدت عطر..وان في حاجة جواك اتحركت..وانك اتأكدت من كل كلمة قولتها قبل كدة!
ماهو لو بعد ده كله مافهمتش وماحسيتش تبقى....
وصكت ثم واصل_ مش عايز اقولك وصف هيضايقك!
وصله تنهيدة واضحة وسمعه يهمس ومازالت حدقتاه تتابع أفق السماء_ أنا فاهم كل حاجة يا احمد!
غمغم الأخير بريبة_ فاهم بجد فهمت ولا
الټفت يزيد ووجهه يعج بالحيرة وقال_ انا مش عبي يا احمد
وواصل_ طيب وبعد ما فهمت رأيك ايه
_في ايه
_انت عايز تجنني مش بتقول فهمت يعني عرفت ان البنت بتحبك فعلا مش مشاعر م اهقة مؤقتة..!
_ومش يمكن بردو مؤقتة يا احمد
_لو ده رأيك يبقي بجد مافيش منك أمل وتستاهل فرصة زي دي تضيع منك!
سادت صمت قصير قطعه يزيد بقوله_
اما خاېف يا احمد انحرف للفرضة دي وانا ..
_وانا لسه مش متأكد من نفسي..عطر ماتستاهلش تكون مجرد بديل يملى فراغ قلبي اللي سابته بلقيس..عطر تستاهل تتحب!
_ طب ممكن تجاوبني بصراحة على اسئلتي
أشار له بالمواصلة فقال الأول_ ليه بتضايق لما حد بيقرب من عطر خصوصا حسام رغم انها بتتعامل مع ناس تانية!
لم يتلقى منه ردا فواصل_ انا اقولك ليه..لأن حسام بالذات اهتمامه الشخصي بيها واضح..وانت من جواك رافض اي احتمال ان حد يملكها..عارف ليه
والأيام هتأكدلك كلامي بعدين..وفترة بعدها عنك هتخليك تختبر حاجات كتير ناحيتها..!
وتركه لصراعات أفكاره المتضاربة..تارة يرفض حديث صديقه وتاره يميل اليه..لكن وسط كل هذا الصراع طف شوقه اليها وافتقادها القاسې..!
____________________
عزفت عن الذهاب للشركة مع أخيها الذي يلاحظ هدوئها المريب وسألها مرار وهي تكذب بألا يوجد شيء..مازالت تحت تأثير صډمتها بذاك الشاب الذي ظننه فقيرا..كلما تذكرت شعرت كم كانت ساذجة..جعلها ټندم على طيب ماصنعت معه..ربما لن تقدم على مساعدة أحد بعد ذلك!
طرقات على باب المنزل انتشلتها من شرودها فعمغمت لنفسها مين اللي بيخبط ده..يزيد لسه بدري على رجوعه! حسمت أمرها وذهبت تتفقد القادم فوجدت طفل صغير القامة يطالعها ببراءة وبيديه شيء فتساءلت_ عايز مين ياحبيبي
الطفل_ حضرتك طنط جوري
همست بدهشة_ أيوة أنا..أنت تعرفني منين وأسمك أيه
_أسمي علاء..ثم قدم لها ما يحمل فالتقطته بتلقائية وهي تقول_ علاء مين وايه ده وبعدين انت تعرفني ياحبيبي
همس الطفل قبل أن يختفي من أمامها تماما_
عمو باعتلك دي!
راقبت هرولته بتوجس وقلق..من هذا الطفل ومن عمو هذا الذي أرسله!.. وحادت عيناها لما تحمل واستدارت لتغلق الباب خلفها ثم شرعت بفتح الشيء المغلف فوجدت بضعة سلاسل ملونة تشبه الذي أهداها لها عامر بكذبة انها من صنع شقيقته..وتذكرت أنها انقدتها من تلك الأطقم اليدوية..!..لاحظت كارت ظرف صغير يحوي ورقة خط عليها..مهما قولت أسف عارف إنك مش هتسامحيني لأن غلطتي كبيرة اوي في حقك بس والله ماكنت أقصد ابدا العب بيكي زي مافهمتي ولا سخرت من طيبتك بالعكس..أنا كنت مفتون بالطيبة دي ومشدود ليكي بشكل غريب..غلطت ان اتمديت في كدبتي بس كان هدفي اني اشوفك بأي حجة..ارجوكي تكوني أحسن وأكرم مني وتسامحيني يا ملاك.. ودي السلاسل اللي طلبتيها لأصحابك..وهتلاقي معاهم عقد مختلف عملته ليكي هدية اتمنى تقبليه..وعلى فكرة الطفل اللي جالك ده يبقى ابن اختي سماح..وبكره هبعتهولك في نفس المعاد ده واتمنى تبعتيلي ردك معاه انك قبلتي هديتي وسامحتيني..سلام يا ملاكي..!
__________________
في اليوم التالي!
ظافر_ وعرفت منين انها كانت في البيت لوحدها
عامر_ انا عارف من احمد انها ساكنة مع يزيد اخوها لوحدهم..وروحت الشركة الصبح عشان اشوفها بأي طريقة عرفت انها ماجتش..فخمنت انها في البيت..قمت روحت بسرعة جبت الواد ابن اختي ..والباقي انت عرفته!
همس بتفهم_ ايوة عرفت..عموما ماتزعلش طبيعي البنت مش ترضى
متابعة القراءة