رواية حصنك الغائب بقلم ډفنا عمر الجزء الثاني عشر
المحتويات
يا زمزم و... .
قاطعتها ماما عشان خاطري بلاش السيرة دي خلاص انتهينا.. وعموما طنط كريمة بتعمل الصح.. اختارتله بنت فعلا يستاهلها عابد وتليق بيه!
_ طب وانتي هتعملي ايه بعد كده
_ ولا حاجة.. هستني اللحظة المناسبة وهباركله من قلبي يا أمي.. عابد يستحق الخير
كسرة ابنتها جعلتها تنكس رأسها وتترك العنان لبكاءها الحارق زمزم هامسة بقوة يا ماما انا بخير والله ومتقبلة كل اقداري.. مټخافيش عليا قولتلك عمري ما هقع.. أنا عندي ابني بعد ربنا هيقويني.. ادعيلي بس وكل حاجة هتبقى كويسة..!
رغم ان الفكرة لا تطرح داخلها لكنها كذبت لتطمأنها كڈبا وقالت أوعدك يا ماما لو ظهرلي فرصة مناسبة.. مش هقول لأ
تهلل وجه عبير وصاحت غير مصدقة بجد يا زمزم يعني لو جالك ابن حلال كويس هتوافقي!
أومأت وداخلها ېتمزق.. لأجل والدتها المسكينة.. ومن يعلم.. ربما حقا يحمل لها القدر بطياته فرصة أخرى.. من يدري!
_زمزم انتي فين.. قلقان عليكي لما ماجيتيش امبارح!
_ انا بخير بس كنت مرهقة شوية.. وحبيت اعرفك اني مش جاية انهاردة كمان!
_ ليه
_ حماتي تعبانة هازورها عشان كمان تشوف حفيدها
_ هتروحي مع مين
_ محمود.. وهنرجع بالليل!
غمغم ولم يخفى عليها حزن صوته ماشي يازمزم.. خدي بالك على نفسك!
تيتة.. بيبتي
صاح الصغير مقلدا تلقين زمزم له فواصلت الأخيرة تلقينه برقة شطور روح ماما يلا قول كمان ..عمو ياسر حبيبي!
ضحك ياسر وهو يتلقفه من بين ذراعي محمود هاتفا ده انت اللي حبيب عمو يا هوندا.. وحشتنا خالص!
محمود بمزاح طب تصدق يا استاذ ياسر.. لسه مش بيقول أسمي لحد دلوقت مع اني خالوا.. والخال الوالد زي ما حضرتك عارف.. شكله مش مقتنع بيه!
ضحكت والدة ياسر وهي تعود لتأخذ مهند مرة اخرى وقالت
لا ياحبيبي أكيد مقتنع بس مش عارف يقوله.. ماهو ماقالش اسم ياسر..
طرق الحزن والحنين قلب زمزم فور ذكر أسمه ونفضته عنها مردفة بكرة يبقي زي البغبغان وتتمنوا يبطل رغي
زادت الجدة بضمته وهتفت روح تيتة عمري ما همل من صوت ابن الغالي إلهي يجعل حسه في الدنيا ويعيش ويتهنى واشوفه عريس!
ابتسمت زمزم برضا لحفاوة أهل زوحها الراحل بها هي وشقيقها فواصل ياسر كنت عايز اطلب منكم طلب ..هو اصلا طلب ماما..!
زمزم اتفضل
_ عايزينكم تقضوا معانا يومين عشان نشبع من مهند شوية وكمان تغير جو ليكم.. انتم عيشتوا اغلب عمركم في أوكرانيا واكيد ماجربتوش جو اسكندرية وبحرها وجمالها
والدة ياسر أنا لولا صحتي بقيت على قدي كنت جيتلك كل شوية يا زمزم ..بس زي ما انتي شايفة.. وزي ما عرفتك قبل كده ياسر هيبات في الشقة اللي تحت ومعاه محمود وانتي ومهند معايا هنا.. قلت ايه
تبادلت زمزم النظرات مع شقيقها الذي أومأ لها برضا فهتفت حاضر زي ما حضرتك عايزة!
تهلل وجه الجدة وقالت ربنا يسعد قلبك يا بنتي..وانا هخلي ياسر يعمل معاكم الواجب.. هتشوفوا اسكندرية علي حق..
_ ان شاء الله ياطنط!
............... .
أفادها كثيرا هواء البحر وسهرات المساء على شواطئه.. كما توطدت علاقتها أكثر بوالدة زياد.. كما لاحظت خفة ظل ياسر التي لم تلتفت لها من قبل واندماج محمود معه في الحديث لكن ما استوقفها وحيرها حقا عدم اندماج الصغير معه.. لم يلفظ اسمه قط.. لا يتتبع خطاه ويتعلق بأذياله كما يفعل مع عابد الذي يكفي أن يغيب ليسأل عنه ويظل يردد أسمه حتى انه استطاع ربط صورته على الهاتف بسماع صوته..عندما راح يشير أمس للهاتف ويقول آبد كأنه يخبرها انه يريده.. تجاهلته وقلبها يتألم..هي تريد الهروب منه والصغير يجذبها إلى مداره بكل الطرق كأنه يسانده وبنصره عليها..
استأذن بالحديث معها علي انفراد فابتعدت وهي تسير جواره فوق الرمال ببطء وعيناها تلتقط صغيرها وهو يلهو وسط محمود وجدته!
_ عرفت من ماما انك اشتغلتي يا زمزم
اومأت له فعلا اشتغلت في مزرعتنا.. بابا وأعمامي شركاء فيها
_ هايل.. كويس ان والدك عمل حاجة للمستقبل وهو في الغربة
_ بابا كان دايما بيحضر نفسه للرجوع.. وانه فعلا يأمن حياتنا لما نستقر في مصر.. والحمد محمود كمان هيبدأ مشروعه الخاص والدنيا ماشية
_ بالتوفيق إن شاء الله
ثم صمت يستجمع شجاعته ليعرض رغبته بأفضل طريقة ممكنة قال زمزم.. أنا كنت عايز اقول حاجة بس ...
لاحظت تردده فشجعته قائلة اتفضل يا استاذ ياسر انا سامعاك
فاض بما لديه
متابعة القراءة