مذاق العشق للكاتبة سارة المصري
المحتويات
وكيف يغريها بثروة يوسف الطائلة التى ستصبح تحت قدميها بمجرد عودتها الى مصر وهى الان تنتتظره لتعرف هل نجح فى مهمته ام لا
ايلينا ايلينا
انتبهت على صوت صوفيا الناعم التى ابتسمت لها مواصلة
مټخافيش ان شاء الله زياد يقدر يقنعها
تنهدت ايلينا وهى تحتضن نفسها
خاېفة بعد كل ده وتعبنا يييجى ع الفاضى المفروض كانت ظهرت لوحدها بمجرد ما عرفت جينا مش سهلة وخاېفة تشك فى حاجة
قصدك تشك ان يوسف لسة عايش
لوت ايلينا فمها فى امتعاض
مستبعدش اى حاجة على حية زيها
برقت عينا صوفيا وتحركت لتقف في مواجهتها
بس انتى ازاى قدرتى تعملى كدة وتقنعى الكل
تنهدت ايلينا وهى تضع يدها على صدرها كأنها تستعيد الشعور بتلك الدقات المؤلمة من جديد
تستعيد تلك اللحظات الصعبة التى مرت بها حين توقف قلب يوسف عن العمل
قاوم يا يوسف قاوم متسيبنيش ارجوك انا اموت من غيرك حبيبى اموت
واصل الطبيب محاولاته وسط صرخاتها المذعورة ليعود قلب يوسف للعمل من جديد
تراجع زين الى الخلف مستندا على الحائط فى انهاك وهو يرفع نظره للسماء متمتما بكل عبارات الشكر والحمد بينما تركت ايلينا ملابسه وظلت تنظر الى يوسف طويلا حتى هتف بها لتفيق
لم تنتبه اليه وظلت تحملق فى يوسف كأنها لاتشعر بالعالم
صدرها يعلو ويهبط فى انفعال دون ان تسبل جفنيها للحظة
رفعت رأسها الى الطبيب
هوا انا ممكن اطلب منك خدمة
لاتدرى كيف استقرت خطة كهذه بأكملها فى رأسها وفى تلك اللحظات الصعبة التى كاد يوسف فيها ان يفارق الحياة
هتقولهم انه خلاص
واشاحت بوجهها غير قادرة على نطقها فنظر لها الطبيب فى دهشة
هل هذه المرأة مخبولة
دهش زين بدوره من طلبها الغريب ولكنها نظرت اليه قائلة فى حزم محاولة ان تتخلص به من هشاشتها التي تبعت هلعها في اللحظات الماضية
زين دى الطريقة الوحيدة اللى هنرجع بيها ادم ارجوكو ساعدونى لازم رد فعل ايتن وعمو محمود قدام الصحافة اللى برة دى يكون طبيعى وبعدين هبقا اعرفهم على كل حاجة
استعانت بفارس لتخبره بالامر كله ليغطى على وجود يوسف فى المشفى ويعطيه الحماية اللازمة ومن وقتها اصبح الثاني فى عداد المۏتى بالنسبة للجميع عدا عائلته
وعى
الف بعد الشړ عليك يا حبيبى
ضحكت صوفيا في صخب
ده انتى داهيه يا ايلينا
اشاحت ايلينا بكفها
لا داهية ولا نيلة لولا مساعدة فارس ووقوفه جنبى كان زمان كل حاجة اتكشفت انا لحد دلوقتى مش عارفة اتصرفت ازاى كدة وانا كنت فى حالتى دى
اخفضت صوفيا رأسها للحظات وبعدها رفعته وهى تقول فى تردد واضح
هوا هوا زين اخباره ايه
رفعت ايلينا حاجبيها وخفضتهما قائلة فى تذمر مازح
وبتسألى ليه مش خلاص طردتيه من حياتك وقولتيله مش عايزاك
ازدردت صوفيا ريقها فى توتر
اصل اصل سمر كلمتنى وحكتلى على اللى حصل كنت يعنى حابة اطمن عليه
واصلت ايلينا بلهجة بدت عليها الخبث وهى تحاول التوصل الى ما يدور فى ذهن صديقتها
هما اتطلقو خلاص بس انتى برضه دخلك ايه ومالت اليها قائلة فى ترقب
تكونيش لسة بتحبيه ولا حاجة
احمر وجه صوفيا وفتحت ثغرها تحاول ان تنطق بأى شىء ينفى ما قالته ايلينا ولكن حروفها كانت كأفكارها فى حالة فوضى عارمة
هى بعدها لا تعرف هل تستمر فى نفى هذا الشىء ام لم يعد هناك داعى للمقاومة اكثر
هل تعود الى زين وكفاها عذابات كل مامر ام انه بعده لم يدفع ثمن تلك السنوات التى تألمت فيها من اجله دون ان يصارحها بحقيقة وضعه مع سمر
قلبها يخبرها انه مثلها تماما قد دفع الثمن وبقايا من كرامتها لا زالت تأبى عليها ان تفعل
لازالت ترى انه السبب فى كل ماحدث
انقذها دخول زياد فى تلك اللحظة من الخوض فى افكارها او الحديث مع ايلينا اكثر
جلس على اقرب كرسى صادفه وهو يهوى بيده على وجهه فى توتر فأسرعت اليه ايلينا تسأله فى لهفة
ها يازياد طمنى عملت ايه
رفع زياد رأسه اليها وهو يزفر عدة مرات في محاولة لالتقاط انفاسه قبل أن يجيبها
المفروض ان كل حاجة تمام
قطبت حاجبيها فهى لم تعد تحتمل مزاحه الدائم وهتفت فى جدية
يعنى ايه المفروض دى مش فاهمة
نهض وهو يتنهد فى بطء ليتناول كوب ماء على منضدة قريبة ويفرغه كاملا في جوفه قبل ان يواصل
يعنى المفروض قلتلها على كل اللى احنا اتفقنا عليه بس مش عارف هيا باردة كدة فى نفسها على طول ولا مالها
مطت شفتيها في تفكير قبل أن تساله مجددا
يعنى ايه يا زياد ماتوضح كلامك
رد زياد وهو يزمر شفتيه فى حيرة
يعنى كانت بتستقبل
الكلام ببرود فظيع مش عارف والله مالها بجد
فركت كفيها للحظات وهي تهمس في شرود
يعنى مقالتلكش الولد فين ولا هتنزل مصر امتى
هز كتفيه وهو يجيبها في حنق
المفروض انها قالت انها هتتنيل تنزل مصر فى اقرب فرصة وانا مرضتش اضغط عليها عشان متشكش
عقدت ساعديها وهى تتجه الى النافذة وتتنفس في عمق
مش عارفة ليه قلبى مش مطمن و
وقبل ان تكمل جملتها كان باب منزل زياد يتحطم ليظهر عدة رجال يحملون فى ايديهم عدة ويطلبون من الجميع الثبات فى اماكنهم
لحظات ودخلت جينا تتبختر فى هدوء وهى تزفر دخان سيجارتها فى بطء كأنها الأب الروحي لزعماء الماڤيا في رواية بوليسية
نظرت الى الجميع بكل شماتة العالم
ارتبك الكل
تحركت صوفيا خطوتين الى الخلف بينما تشبثت دارين التى جاءت على صوت ټحطم الباب بزوجها وحمدت الله ان اطفالها لم يعودو من مدارسهم بعد
اما ايلينا فنظرت الى جينا للحظات تحاول ان تقاوم نظرة شماتتها بنظرة تحديها
القت الثانية سيجارتها ارضا ودهستها تحت قدمها فى قوة قبل ان تصفق بكلتا يديها قائلة
برافو دكتور زياد كان ليا حق اشك فيك وفى علاقتك بيها من الاول
ونظرت الى ايلينا مواصلة
كان لازم اراقبك واعرف ان الهانم هيا اللى خططت لكل ده بس ياترى بقا يوسف ماټ ولا لسة عايش ماهو لو فعلا ماټ مكنش فيه لزمة للتمثلية السخيفة كلها يعنى الاستاذ زياد يعمل نفسه محامى وهوا ناسى ان حظه السىء خلاه يعالج والدتى من كام سنة وانا بقى عندى ميزة انى مش بنسى وش حد شوفته ابدا يمكن متقابلناش غير مرتين بس ده كان كفاية اوى انى افتكره هوا طبعا دكتور وبيورد عليه كتير فمش هيفتكرنى كنتى خليكى ذكية للاخر واستخدمى محامى من محامين يوسف عشان تسبكيها صح
ازدردت ايلينا ريقها لتخفى توترها هى لم تفعل ذلك لانها لم تريد ان يخرج الامر عن حيز ثقتها لقد خانت سمر العائلة بأكملها فكيف تثق فى احد رجال يوسف ولا تشك ان يكون بدوره جاسوسا من جواسيسها انتظرت تلك الأفعى أسبوعين كاملين في القاهرة لتظهر بعد خبر ۏفاة يوسف فلم تفعل فما كان منها الا أم تتحرك هي لتأتي بادم وبأي طريقة
ابتسمت جينا وهى تواصل فى ظفر
ها ايلينا يوسف عايش ولا تحبى تكملى اللعبة للاخر
لم تعطها ايلينا ما تريده من خضوع ابدا فقالت فى شموخها المعتاد وهى ترفع رأسها فى تحدى
ايوة يا جينا يوسف عايش وانا جيت عشان ارجع ابنه وهرجعه
ضحكت جينا بقوة
للدرجادى مغرورة يا حياتى انتى عامية مش شايفة حواليكى ولا ايه
واشارت بذراعيها حولها فى خيلاء
نظرت ايلينا حولها الى الجميع وبالذات الى دارين التى كانت ترتجف بين ذراعى زوجها زياد وهى تنظر الى الساعة لتعرف كم تبقى على موعد عودة ابنائها وتمنت ان يطول الوقت حتى لايلحق الصغار بهم فى هذا الچحيم
للحظات لامت نفسها على اقحام الجميع فى هذا الخطړ وعلمت الان ان الامر منتهى لامحالة فتلك الحية ستستغل الامر اسوأ استغلال
عضت على شفتيها
افتكر ان حسابك وتارك معايا انا يا جينا فيا يريت متأذيش حد منهم
اشارت لها جينا بسبابتها قائلة
فى دى عندك حق نخلص منك الاول وبعدين نرجعلهم
وطرقعت باصابعها الى رجلين من رجالها ليبدأو فى تخدير الجميع وحين همت ايلينا ان تصرخ كان رذاذ المخدر يتسرب عبر انفها لتفقد وعيها على الفور
لا تعرف صوفيا كم مر عليها وهى فاقدة للوعى هكذا ولكنها شعرت برائحة محببة الى قلبها تداعب انفها فظنت نفسها فى حلم بل هو اجمل حلم ولا تريد ان تفتح عينيها حتى لا ينتهى فتلك الرائحة لا تخص اى انسان سوى زين ولكن ماذا يفعل زين هنا
هو حلم اذن فلتعيش فيه مع حبييها قليلا ففى الاحلام لن يكون هناك اى اعتبار لكرامتها او غيره فقط ستنعم بلحظات شبه حقيقية مع حبيبها لتستيقظ بعدها دون ان يشاركها فيها احد
شعرت بلمسة رقيقة على وجنتها وصوت هادىء استقبلته اذنيها بكل راحة وسمحت له بالتسلل اليها
صوفيا صوفيا اصحى
لماذا اذن
لماذا ان كانت فى حلم يدعوها للاستيقاظ اهكذا هو قاس دائما حتى فى احلامه
ناداها من جديد وهى تشعر بكفها بين كفيه يدلكه فى رفق
حسنا ستيقظ لتعرف اى حلم غريب هذا
فتحت عينيها ببطء وعادت لتغلقها من جديد ليست لانها لم تعتد الاضاءة بل لان من يجثو على ركبتيه الان امامها عقلها عاجز تماما عن استيعاب وجوده
فتحت عينيها في حذر ونظرت له لحظات دون ان تنطق حتى قال فى قلق
صوفيا انتى كويسة اعتدلت صوفيا وهى تجلس وتنظر حولها لتتذكر ما حدث سمعت صوت دارين وزياد فى الداخل ولكن من اين جاء زين
رددت فى خفوت
زين انت هنا بجد
ابتسم قائلا فى حب
ومش هسيبك تانى ابدا يا حبيبتى
نظرت حولها من جديد وقد بدأت تستعيد وعيها لتنتفض واقفة فى خوف وهى تقول
ايلينا ايلينا يا زين جينا خطڤتها
ربت على كتفها لتهدأ
اهدى بس ايلينا دلوقتى فى امان
بدأت البكاء كالاطفال دون ان تدرى لماذا
اهو قلق على ايلينا بالفعل
ام هو اشتياق له
ام هو الم من هذا الصراع الذى سيعاودها من جديد بين قلبها وعقلها وكرامتها ووجوده امامها لن يساعدها مطلقا
قال وهو يمسك بكفها يساعدها على التوازن بينما يمسح بكفه الاخر دموعها
يلا يا صوفيا هنروحلها
استجابت واعتمدت على ذراعه لتقاوم الدوار وهى تقول مستعيدة نبرتهاالطبيعية
بجد والله عارف هيا فين
بدأ بالسير وهى الى جواره وهو يقول
يلا وهحكيلك على كل حاجة فى السكة
دلوا من الماء جعلها تشهق وهى تستعيد وعيها لتجد نفسها مکبلة اليدين والقدمين الى مقعد خشبى فى غرفة لا تحوى على نافذة واحدة بينما وقفت جينا تضع يده فى خصرها وتقول
حمدلله ع السلامة مش كفاية
متابعة القراءة