قطة في عرين الأسد للكاتبة سمرة
المحتويات
سهى من السيارة ودخلت بيتها .. ونزلت مريم لتركب بجوار مراد وتركت الغطاء بالخلف .. فجذبه مراد ولفه على كتفيها .. شعرت بالحرج وتحاشت النظر اليه .. وصلا الى البيت .. كانت مريم تشعر بالتعب والإرهاق .. كان الجميع نيام .. صعدا الى الغرفة فحملت مريم ملابسها وهمت بأن تتوجه الى الحمام بالخارج فأوقفها مراد قائلا
حمل ملابسه وخرج من الغرفة .. أخذت دشا وتوجهت الى الفراش وهى تجد صعوبة فى ابقاء عينيها مفتوحتان .. عاد مراد ليجدها تغط فى نوم عميق .. اقترب من الفراش مبتسما ومسح بيده على شعرها برقه ودثرها جيدا .. ثم توجه الى الأريكه وهو يشعر پألم شديد فى ساقه .. نام على الأريكة وألقى نظره على مريم النائمة ثم خلع ساقه الصناعية بعدما اشتد به الألم وأصبح غير محتمل لكنه تركها مكانها تسد فراغ ساقه تحت الغطاء .. وغط فى نوم عميق .. بعد عدة ساعات شعرت مريم بشئ يداعب وجنتها فاستيقظت وفتحت عينيها بصعوبة لتجد مراد واقفا بجوارها ويبتسم قائلا
لم تستطع فتح عينيها فأغمضتهما مرة أخرى وعادت للنوم .. وجدته يربت على كفتها برفق قائلا
مريم قومى صلى ونامى تانى
استيقظت هذه المرة .. وخرجت من الفراش بتكاسل توضأت وصلت ثم عادت الى النوم مرة أخرى تحت نظرات مراد الحانيه
فى الصباح استيقظ مراد وهو يشعر بنغزات كالأشواك فى حلقة وظل يعطس كثيرا .. كانت مريم مازالت تغط فى النوم .. اقترب منها وأخذ ينظر اليها طويلا ثم ارتدى ملابسه وتوجه الى الخارج .. جلس على الطاولة مع أمه فى الحديقة قائلا
قالت ناهد
أيوة محدش منهم بيصحى بدرى كده .. واضح ان مريم كمان لسه نايمة
قال مراد وهو يهم بالإنصراف
أيوة نايمة .. أنا ماشى يا ماما عايزة حاجه
قالت له بإستنكار
مش هتفطر
قال مراد
هفطر فى الشركة عندى شغل كتير النهاردة
عطس مرتين فنظرت له أمه بتفحص قائله
خد حاجة للبرد يا مراد شكلك بردت امبارح كان الجو برد
حاضر .. يلا سلام
توجه مراد الى
شركة سامر وطلب مقابلته فأذت له السكرتيرة بالدخول استقبله سامر وعلامات الإرهاق على وجهه قائلا
معرفتش انام طول الليل وجيت هنا المكتب ألهى نفسي بأى حاجه وأول ما كلمتنى الصبح استنيتك ومرضتش أمشى
قال مراد وهو يجلس أمامه
سامر ايه الحكاية بالظبط
قال سامر بتبرم
قال مراد بإستنكار
هو العرفى بأه عادى دلوقتى .. ده مش جواز أصلا
قال سامر بضيق
أنا بعتبره جواز
قال مراد بحزم
البنت كانت ھتموت نفسها امبارح .. ده مأثرش فيك خالص كده
هتف سامر پغضب
واحدة غبية هعملها ايه يعني .. حد يعمل عملتها السودة دى
تنهد مراد قائلا
استيقظت مريم ووجدت الأريكة فارغة حملت هاتفها واتصلت ب سهى
صباح الخير ازيك يا سهى
قالت سهى بصوت مجهد
ازيك يا مريم
قالت مريم بقلق
عاملة ايه دلوقتى
تنهدت سهى قائله
كويسة يا مريم .. كويسة متقلقيش نفسك
طيب يا حبيبتى أنا كنت بطمن عليكي .. مش عايزة حاجة منى
تسلمى يا مريم ربنا يباركلك انتى بجد بنت جدعة أوى ياريتنى صاحبتك من زمان وسمعت كل اللى قولتيهولى
قالت مريم
الوقت لسه مفاتش يا سهى فى ايدك تغيري كل حاجة وتخليها أحسن .. هقوم أفوق كده وأفطر وأرجع أكلمك تانى
ماشى يا مريم هستنى اتصالك
ماشى يا حبيبتى مع السلامة خلى بالك من نفسك
نهضت مريم متكاسله .. بدلت ملابسها ونزلت للأسفل لتجد سارة و نرمين و ناهد فى غرفة المعيشة
صباح الخير يا جماعة
صباح النور
قالت نرمين
هقول لدادة أمينة تحضر الفطار كنا مستنيينك أنا و سارة
ابتسمت مريم وجلست فالتفتت لها ناهد قائله
شكلك مرهق
ارتبكت مريم قائله
يعني شويه
قالت ناهد
مراد برده كان شكله تعبان وهو نازل النهاردة وأعد يعطس كتير
شعرت مريم بالحزن لعلمها بأنه مريض .. وأخذت تفكر فى أحداث الأمس ووقوفه بملابس مبتلة فى الهواء الطلق بالتأكيد أصابته نزلة برد .. ودت لو اتصلت به لتطمئن عليه لكنها ما كانت لتجرؤ على فعل ذلك
توجهت مريم الى المطبخ حيث كانت دادة أمينة واقفة تؤدى عملها .. قالت لها
تحبي أساعدك
التفتت أمينة ونظرت الى مريم مبتسمة وقالت
متحرمش منك يا ست مريم
جلست مريم على الطاولة الصغيرة فى منتصف المطبخ وقالت لها
انتى عايشة هنا من زمان يا دادة
قالت أمينة بمرح وهى تكمل عملها
يوووه من زمان أوى .. من أول ما سي خيرى الله يرحمه اشترى الفيلا
.. أنا اللى مربية سي مراد و سارة و نرمين .. دول ميقدروش يستغنوا عنى أبدا ولا أنا أقدر استغنى عنهم
ابتسمت مريم وقالت
ربنا يخليكي ليهم
التفتت أمينة اليها قائله
حتى لما الظروف داقت بيهم بعد مۏت سي خيري الله يرحمه مرضتش أسيبهم أبدا حتى وقت ما كانوا مش قادرين يدفعولى مرتبي والفيلا دى كانت مرهونه وخسروا كل حاجة
عقدت مريم حاجبيها وهى تستمع بإهتمام فأكملت أمينة بحماس
قولت أبدا لو هشتغل بأكلى وشربي بس مش مهم المهم مبعدش عنهم أبدا مهما اتعرض عليا من فلوس فى بيوت تانية
ابتسمت مريم لإخلاص المرأة فأكملت أمينة بفخر
سي مراد هو اللى رجع كل حاجة زى ما كانت .. طبعا راجل من ضهر راجل .. وقدر يقف على رجله ويرجع الفيلا دى ملكهم وقدر يكبر الشركة لحد ما بقت حاجة كبيرة أوى
ابتسمت مريم وهى تلاحظ اعجاب أمينة ب مراد الذى ربته وكبرته .. قالت أمينة كمن تبوح بسرا
بصراحة لما عرفت ان سي مراد اتجوز فرحت أوى أوى ده كان مقاطع الجواز ومبيطقش سيرته
ضيقت مريم عينيها وهى تحاول استنباط ما ترمى اليه المرأة .. سألتها مريم بإهتمام
هو مراد ومراته الأولانيه اطلقوا من امتى
قالت أمينة
اطلقوا من ست سنين
شعرت مريم بالدهشة ست سنوات ولم يفكر فى الزواج مرة أخرى .. ترى أكان يحبها الى هذه الدرجة .. لماذا طلقها اذن .. كانت تفكر فى اجابات لتلك الأسئلة فى حيرة عندما أخرجتها أمينة من حيرتها قائله
ربنا يسامحها بأه سابته وراحت اتجوزت واحد تانى .. بس هى الخسرانه عمرها ما هتلاقى حد زى سي مراد لا فى أخلاقه ولا فى حنيته .. هى اللى مش وش نعمه
فكرت مريم .. اذن فزوجته هى التى تركته .. ترى لما فعلت ذلك .. لم ترد سؤال أمينة أكثر حتى لا تشك فى الأمر .. فهى زوجته وهى أكثر شخص من المفترض أن يعرف كل شئ عنه .. شردت وهى تحاول أن تخمن اجابات الأسئلة التى تدور فى رأسها
عاد مراد من الخارج وهو يشعر بأن التعبت قد أخذ منه مبلغه .. ازداد العطس وازدادت ارتاجفة جسده وشعوره بالوهن .. اتقبلته ناهد قائله
شكلك تعبان أوى
قال مراد معاندا
لا أنا كويس هاخد حاجة للبرد وأدخل أنام
هاتفت ناهد قائله
انت لسه مخدتش حاجه للبرد .. بتستهبل يا مراد ما أنا قايلالك الصبح
قال
مراد وهو يصعد الدرج
نسيت كنت مشغول هاخد دلوقتى
توقف والټفت الى أمه قائلا
فين مريم
قالت ناهد وهى تنظر اليه بإمعان
فى المطبخ
نظر مراد فى اتجاه المطبخ ثم الټفت الى أمه وقال بصوت هادئ
هى كويسة يعني مش تعبانه
هزت ناهد رأسها نفيا وهى مازالت تنظر اليه الى أن صعد الدرج الى غرفته .. دخلت ناهد المطبخ لتجد مريم جالسه تتحدث مع أمينة فقالت لها
أمينة لو سمحتي هاتى حاجة للبرد عشان مراد
شعرت مريم بالقلق وقالت
هو تعبان أوى
نظرت اليها ناهد قائله
أيوة شكله تعبان أوى وكالعادة نسي ياخد الدوا طول اليوم
خفق قلبها قلقا .. قالت أمينة
ربنا يشفيه ويعافيه ياخد الدوا ده ويتدفى وهيبقى الصبح زى الفل
اخذت ناهد الدواء وصعدت الى غرفة مراد أمرته بالنوم على الفراش وأن يتدفى جيدا .. قال مراد
حاضر
قالت ناهد وهى تتحسس جبينه
حرارتك عالية أوى يا مراد تحب أتصل ب أحمد
قال وهو يعطس
لا أنا كويس
قالت ناهد بحنق وهى تشير للفراش
طيب لو سمحت نام وريح نفسك على ما أعملك شوربه دافيه
توجه مراد الى الأريكة وهم بالنوم فوقها فقالت ناهد بإستنكار
هتنام على الكنبة
نظر اليها نظرة ذات معنى فامتقع وجهها بعدما فهمت ترتيبات النوم الخاصة بهما .. همت بالخروج من الغرفة فوجدت فى وجهها مريم التى شعرت بالقلق يراودها وأرادت الإطمئنان على مراد .. خرجت مريم وأغلقت الباب خلفها وهى ترمقهما بنظراتها .. ابتسم لها مراد قائلا
انتى كويسه
نظرت اليه بأسف قائله
أنا آسفه على اللى حصل ده .. كل ده بسببي
ظل محتفظا بإبتسامته وقال وهو يرمقها بحنان
فداكى
شعرت بالخجل وتعالت خفقات قلبها وقالت بإرتباك
تحب أعملك حاجة
قال مراد وهو يرمقهما بنظرات التى لم تبتعد عنها لحظه
تعرفى تعملى لمون سخن
ابتسمت قائله
أيوة أعرف
ابتسم قائلا
لو مش هتعبك اعمليلي كوباية
أومأت برأسها وتوجهت الى المطبخ .. رأت ناهد تعد ل مراد طبق حساء فتوجهت الى الثلاجة واخرجت الليمون وشرعت فى اعداد كوب الليمون الساخن .. نظرت ناهد الى ما تفعله وابتسامه صغيره على شفتيها فتعمدت ان تتلكأ فى اعداد الحساء .. صعدت مريم الى غرفة مراد الذى سمعته يعطس بقوة فشعرت بالحزن لأجله .. أعطته الكوب فاعتدل قليلا فى جلسته وأخذ يرمقها بنظراته .. خجلت من الوقوف امامه فى مرمى نظراته هكذا فإلتفتت لتخرج .. أوقفها قائلا
راحه فين
قالت بإرتباك وهى تتحاشى النظر اليه
نازله تحت
صمت قليلا ثم قال
طيب براحتك
نظرت اليه قائله
لو عايز حاجه عرفنى
قال مراد بتردد
يعني لو كنتى فاضية ومكنش يضايقك اعدى نتكلم سوا
جلست مريم على الفراش قبالته .. أخذ رشفه من كوبه قائلا
زميلتك عامله ايه دلوقتى
تنهدت مريم بأسى وقالت
كويسه .. اتكلمت معاها الصبح وكلمتها تانى من شوية
قالمراد بحنق
مش عارف ازاى فى بنات ساذجين للدرجة دى
قالت مريم بحزن
نصحتها كتير .. بس هيا كانت بتسمع من غير ما تنفذ .. هى مش وحشة من جوه هى مشكلتها انها جاهلة بأمور دينها .. وأى حد يقولها حاجة بتصدقها
تذكرت مريم كيف قصت عليها سهى اليوم ما حدث من خالد و سامر وكل تفاصيل علاقتها بهما .. قال مراد
أنا اتكلمت مع سامر بس واضح ان الموضوع بالنسبه له مكنش أكتر من مجرد نزوه
قالت مريم پحده
بس حرام عليه هو فهمها ان ده جواز وانه حلال لحد ما يتقدملها ويكتب عليها .. بجد حرام عليه هى صدقته .. غلطانه ومليون غلطانه بس هو كمان مكنش أمين معاها من الأول وأقنعها بحاجة غلط وحرام .. حرام عليه بجد
ثم قالت برجاء
مينفعش تتكلم معاه تانى وتحاول تقنعه بموضوع الجواز .. أنا عارفه ان الموضوع مش
متابعة القراءة