مر الإهمال بقلم ناهد خالد
المحتويات
نفسها تشعر أنها ستفشل لذا قامت بهدوء قائله
_أنا أسفه بس محتاجه ارتاح عن أذنكوا .
خرج السؤال من سلوي وهي تقول بقلق
_مالك يا أمنيه أنت تعبانه
هزت رأسها بنفي تقول
_لأ مرهقه بس اصل لفيت كتير النهارده.
انتبهت ليزن يسألها
_لفيتي ليه
نظرت له بۏجع مستتر وبنظره خاليه ردت
_مش مهم عن أذنكوا.
وكالعاده بعد كل موقف يحدث كانت دموعها هي نهاية ليلتها...
نظرت لكف يدها لتري هذه الندبه التي كانت أثر لچرح غائر حدث لها لم يكن هذا الچرح فقط في يدها بل كان الچرح الأكبر في قلبها وكأن ذكريتها أبت أن تتركها تنام بسلام فراح عقلها يتذكر يوم أن حدث هذا الچرح...
كانت تنظف شقتها حين انتقلت لتمسح المنضده من الغبار وقد كانت ذو رف زجاجي وقعده خشبيه وبينهما مسافه لا تعلم كيف او متي حدث هذا ولكن تعثرت قدماها فاستندت بثقلها بكف يدها علي الرف الزجاجي فأعلن انكساره أسفل كفها مسببا چرح غائر في كفها صرخه عڼيفه خرجت من فاهها وهي تتمسك بكفها بۏجع صارخ وتنظر له كيف انغرست قطعه من الزجاج به انسالت دموعها بغزاره وهي لا تعرف ماذا تفعل.. لم تجد حل سوي الترجل لزوجة والدها وبالفعل نزلت سريعا لها وأخذتها سلوي للطبيب فورا الذي أزال لها قطعة الزجاج وقام بتقطيب الچرح ولف الشاش حوله رجعت للمنزل بعدها وهي مرهقه حقا...
_لا يا طنط مفيش داعي أنا هطلع أنام حاسه اني تعبانه..
_طيب يا بنتي اعرفه عش...
_مفيش داعي يا طنط بدل ما يقولك عندي شغل وميجيش ناخدها من قصيرها احسن.
كانت نبرتها حزينه مقهوره لم تعد تثق أنه يهتم لأي شئ يخصها لا تريد چرح جديد يضيف لچراحها..
مر اليوم بأكمله وشعرت به مساء يتسطح بجوارها.. مدت يدها تلتقط الهاتف لتجد الساعه تشير للثانيه صباحا.. ابتسمت بسخريه وحمدت ربها أنها لم تترك والدته تحادثه بالطبع لم يكن سيأتي من الخامسه وهو عائد الثانيه صباحا.. في اليوم الثالث لهذا الحاډث وكأنه لاحظ يدها فجأه!
بعد يومان يسألها! كانت معه أمس ولم يلاحظ! دوما لا يلاحظ كيف يلاحظ وهو لا ينظر لها من الأساس ولا حتي أثناء حديثهم دوما مشغول بفعل شئ ما. أما ورق عمل أو عمل علي الحاسوب أو انشغال بالهاتف وأبسط شئ انتقاء ملابسه حتي هذا يشغله! كل شئ يشغله عداها هي...
وصل منزله بعد يوم شاق.. لم يكن شاق جسديا بل كان شاق ذهنيا.. طوال اليوم يشغله التفكير في حياته معها وفي حديث أكرم يحاول الوصول لسبب ما تفعله الآن هاتفها مرتان أثناء النهار ولم تجيب.. أخرج هاتفه بعد أن جلس بتعب فوق الأريكه ضغط علي رقمها يحادثها مره أخري.. مرتان... ثلاث... وفي الرابعه وجد هاتفها قد أغلق.. زفر بضيق وهو يلقي الهاتف فوق المنضده.. رجع برأسه للخلف مغمضا عيناه يشرع بالضيق الشديد والنقم علي ما يحدث ولا يعرف له تفسيرا.. لم يشعر بنفسه وهو يغرق في النوم حتي أنه استيقظ فجأه ليري ضوء النهار يعم الصاله نظر للساعه باستغراب ليجدها التاسعه ونصف صباحا قطب حاجبيه بذهول هل نام محله! حاول الاعتدال ليتألم بسبب ۏجع رقبته وظهره لنومته هكذا تأفف بضيق وهو
رفع صوته ينادي بضيق
_أمنيه... أمن.....
صمت حينما تذكر عقله ما حدث بالأسم واستوعب عدم وجودها مسح وجهه بكفه يحاول إزاله أثر النوم وربما يزيل ضيقه أيضا لم يأخذ الأمر أكثر من خمس دقائق وكان انتهي من ارتداء ملابسه واستحمامه.. فتح درج السراحه يبحث عن سماعة البلوتوث خاصته التي لم يستعملها منذ فتره لكنه يحتاجها اليوم لديه الكثير من الاعمال التي سيحتاج إنهائها بالمكالمات الهاتفيه ظل يبحث في الأدراج وانتقل للكمود يبحث هناك فتح درج الكومود الخاص بزوجته يبحث فيه ولكن وجد دفتر متوسط الحجم لفت انتباههمسكه وفتح أول صفحاته ليجد خطها الذي يعرفه قد دون بالصفحه كاتبا جمله عريضه بمنتصفها...
أمنيه
جلس أعلي الفراش يقلب الصفحه باهتمام يشعر أن هذا الدفتر سيكشف له الكثير.. في الصفحه التاليه وجد كلمتان فقط وكأنهم عنوان الدفتر بأكمله تمتم بخفوت وهو يقرأهما
بعد اسبوع....
_أمنيه أنا عاوز أعرف أنت في قرار واخداه يعني مقرره هتعملي أيه في حياتك ولا لسه بتفكري
_ مش عارفه الحاجه الوحيده اللي عارفاها أني مش عاوزه ارجع البيت دلوقتي ومش مستعده اتواجه مع يزن.
_أنت لسه بتحبي يزن يا أمنيه
نظرت له بتفاجئ لم تتوقع أن يطرح عليها هذا السؤال سؤال لم تطرحه بينها وبين نفسها حتي أسبوع كامل مر منذ تركت بيتها وامتنعت عن الرد علي مكالماته وهربت من مواجهته لا تريد العوده للمنزل ولا تريد محادثته فقط تريد الإنفراد بنفسها إلي متي ! لا تعلم تعرف أن هذا خطأ وترك الأمور معلقه ليس جيد ولكنها لا تشعر أنها قادره علي وضع النقاط علي الحروف وتحديد مسار حياتهما فكرت بكل شئ إلا سؤال أخيها ربما لم تفكر به هربا من الإجابه وربما لا تمتلك إجابه من الأساس ! ربما قلبها حائر كعقلها تماما .
_ مش عارفه يا أكرم صدقني معنديش إجابه بس أنا نفسيتي تعبانه وحاسه أني مچروحه وأرجوك متسألنيش عن أسباب .
تنهد بضيق علي حالتها يتمني لو يعرف ما الذي أصابها وما الذي حدث بينهما لكنه لا يريد الضغط عليها والتدخل في شؤنها .
_ طيب امتي هتقدري تتكلمي معاه يزن بيكلمني كل يوم تقريبا عاوز يشوفك ويتكلم معاك ومعتقدش أنه هيصبر علي الوضع ده كتير .
زفرت بضيق ف حتى رغبتها في الانعزال يقتحمها ولا يسمح لها بها .
_ ماشي يا أكرم قوله يصبر يومين كمان ويبقي ييجي نتكلم .
_ هعرفه وياريت تقرري ناويه تعملي ايه عشان لما ييجي تقوليله قرارك وتبقي الأمور واضحه بينكم .
كان يجلس بمكتبه يعبث في أوراق عمله بلا عقل عقله شارد هناك معها ولأول مره لا ينتبه لعمله ولا يركز به وهذا حاله طوال الأسبوع المنصرم زفر بضيق وهو يلقي بالأوراق فوق المكتب ورجع بظهره يستند علي كرسيه الهزاز رجع برأسه يستند بها علي ظهر الكرسي أيضا وأغمض عيناه يشعر بالكثير من الهموم فوق رأسه غيابها يزعجه لا يزعجه لأبعد حد يشعر بشئ مهم ينقصه أصبحت حياته تمتلأ بالفوضي بدأ من منزله الذي يملأه الكآبه يشعر وكأنه أصبح مسكن للأشباح من كثرة صمته وهدوءه والأتربه التي تملأه لفراشه الذي أصبح باارد كبرودة مياة البحر في فصل الشتاء لم يعد يتناول إفطاره بل يستيقظ ليجهز ويذهب لشركته فورا وجبه واحده هي ما يحصل عليها أثناء يومه وحينما يعود يبدل ثيابه ويخلد للنوم الذي يجافيه فيظل يتقلب لساعات طويله يشتاق لها رغم كونه لم يكن يراها كثيرا ولكن كان يشعر بعبقها حينما يدلف للمنزل كان يشعر بمجاورتها له في فراشه فيشعر بالدفئ الذي فقده الآن كانت تهتم به صباحا ولم تقبل يوما أن يذهب دون إفطار حتي وإن كان متأخر أسبوع شاق جدا عليه شاق لأبعد حد ومرهق ترهقه أيضا ڼار الاشتياق يحبها ! بل يعشقها هو يعلم هذا ولم يقل حبها يوما بقلبه يشتاق لسماع صوتها ورؤيتها يشتاق لضمھا لأحضانه يشتاق للكثير تذكر ما قرأه في ذلك الدفتر الذي يقرأ ما به يوميا وكأنه يقرأه من جديد .
كانت مجرد جمل تعبر عن مكنونات قلبها دون التعمق في الشرح ...
_ سؤال واحد هو ما يتردد بعقلي الآن هل يمكن للإهمال أن ېقتل الحب
_ شعور الإهمال من أسوء المشاعر التي قد تصيبك يوما وخاصة حينما يصيبك من أكثر شخص تنتظر منه أن يهتم بك كم تتمني أن تصرخ بوجه وتقول له أنا هنا فلتسأل عني قليلا فلتسمعني حتى ! لا تهملني هكذا فهذا الشعور ېقتلني
_ لا أعلم إن كان مازال يحبني أم كف
عن هذا ولكن ما أعلمه أنه تغير تغير كثيرا
_عمري ما حبيت الكتابه ولا عندي طول بال ليها يمكن عشان كده مفكرتش اكتب مذكراتي او يومياتي مثلا رغم إنها وسيله كويسه عشان أخرج فيها الي جوايا بس حتي دي مش قادره اعملها ممكن اكتب سطرين تلاته لكن صفحه او اتنين أحكي مواقف فيها! صعب اوي معنديش خلق الحقيقه ويمكن الجمل الي بكتبها بطلع جزء من الي جوايا بشكل راضيه عنه بس ممكن اكتب تلخيص لمعاناتي الإهمال ده الي بعاني منه وللأسف أنه من اكتر شخص محتاجه منه الإهتمام والمشكله إني لما بدور علي سبب لإهماله المبالغ فيه ده مبلاقيش طب أنا قصرت معاه في اي عشان يقصر معايا كده أهملته عشان يهملني لأ محصلش مين السبب في الي وصلناله أنا ولا هو طيب هو حاسس بحاجه اصلا ولا شايف إن حياتنا عاديه وأنا بس الي بتوجع مبيعرفش يهتم ازاي وهو بيهتم بغيري كويس اوي! الحرمان شئ مؤسف أوي.. ومن ضمن أنواعه الحرمان من الأهتمام.. أصعب حاجه لما تبص لحاجه ف ايد غيرك وتتمني لو تطول جزء منها.. لما بتوصل للمرحله دي بتبقي حالتك النفسيه صعبه اوي.. زي طفل محروم من حنان أمه بيلفت نظره أقل مشهد بين طفل تاني وأمه فيه لمسة حنان... زي شخص فقد جزء من جسمه بيمشي يبص علي الناس الكامله ويتمني لو يكون زيهم!... ابسطها ! زي واحد قاعد في جو برد جدا وبيتفرج علي فيلم الشمس طالعه فيه والجو باين حر! بيتمني لو الشمس دي تتنقل لعنده.. زي حاجات كتير اوي بتحس بۏجع جواك لأنك مش طايلها.. أنا كمان بقيت بتبهر باهتمام شخص بشخص تاني بيحصل قدامي... خصوصا لو زوج وزوجه.. أنا لاقيه الاهتمام مش محرومه منه في المطلق.. عندي اهتمام أكرم بيا بحمد ربنا كل يوم عليه.. بس محرومه من الأهتمام الي بيبقي بين الزوج وزوجته.. بيبقي مختلف برضو... ومفيش لحظة ۏجع بعيشها اكتر من اللحظه الي بشوف فيها اهتمامه بغيري.. أنا مبكرهاش أنا بس شايفه أنها واخده حقي.. بس عمري ما لومتها لأنها مش هي الي خدت حقي وادتوا لنفسها... عمري ماتخيلت إني أوصل معاه لهنا عمري ماتخيلت إن حياتنا تبقي بالشكل المؤذي ده... ليا علي الأقل .
في كل مره يقرأ فيها
متابعة القراءة