رواية بصائر تغشاها الثرى بقلم ډفنا عمر الفصل الرابع "حصري"

موقع أيام نيوز

هذه الأمور ربما لميل زوجها المكوث في البيت الذي يظنه أفضل مكان لديه عكسها هي 
بعد برهة ترقبته وهو يتذوق أول قطعة لازانيا لتجد تعابير وجهه مبشرة وهو يخبرها  
الله يا غزل دي طعمها حلو  
صاحت بحماس كأنها طفلة أنجزت شيئا 
بتتكلم جد أدوقها أنا بقى  
وفعلت لتهمهم باستحسان  
الله دي فعلا الوصفة طلعت حلوة جدا وتعبي مارحش هدر 
صاح بحماس جبرا لخاطرها  
هدر أيه الصينية دي هتخلص دلوقت  
اتسعت ابتسامتها وشرعوا بالتهام الطعام أمامهما حتى وجدته يربت على بطنه بعد برهة  
بطني خلاص يا غزل بقيت على أخرها ياريتني صليت المغرب الأول  
ضحكت برضا  
بالهنا والشفا 
تعالي نصلي المغرب جماعة قبل ما البنات تصحى  
وسريعا ما أم بها للصلاة بخشوع ثم جلس منتظرا الشاي الذي يتوقه بشدة بعد ساعات الصيام 
قال بعد رشفة متأنية  
في جديد معاكي في الشغل 
ابتلعت رشفتها من الشاي قائلة  
لا مفيش جديد هو هو روتين كل يوم ومندمجة مع زمايلي جدا ومبسوطة الحمد لله  
والروتين ده مش مضايقك يعني مش حاسة برضو إن أيامك بقيت شبه بعضها وبتصحي تعملي نفس الحاجة كل يوم
لأ طبعا يا أصيل مش شبه بعضها خالص أنا بخرج اشوف ناس واكلمهم وكل يوم مواقف مختلفة وجديدة ورغم أنه روتين لكن مبسوطة به جدا وسعيدة 
أنتابه بعض الإحباط لردها ربما لأنه يراهن طوال الوقت أنها سوف تمل روتين عملها يوما وتتركه من نفسها لكن يبدو أنها وجدت ضالتها به ولن تتخلى عنه بسهولة لا يدري أصيل سبب قلقه الخفي من وراء عملها هناك شعور غريب يغزوه رغم أن كل الظواهر لا توحي بشيء مما يخافه تنهد وهو يوميء لها قائلا 
المهم إنك مبسوطة 
ثم اقترح عليها  
تيجي تصلي معايا التراويح في المسجد بقالك يومين مكسلة  
وضعت كفها فوق فمها تتثائب بكسل  
مش هقدر يا أصيل صاحية من بدري اوي وهلكت هصلي هنا وانام شوية جنب البنات 
رمى عبارة ذات نغزى  
بس لما اطلع من صلاة التراويح هصحيكي  
ابتسمت وهي تفهم ما يرمي إليه قبل أن يتذكر شيئا ويخبرها 
على فكرة أمي عازمان كلنا على الفطار مع أخواتي وولادهم الجمعة الجاية  
قالت بإحباط  
أنت مش قلت هتخرجنا اليوم ده نفطر برة ونتسحر كمان عشان نغير جو
كنت ناوي والله بس مقدرتش ارفض عزومة أمي خصوصا إن كل اخواتي هيكونوا موجودين  
واسترسل  
وبعدين هو في أحلى من لمة العيلة والحبايب أكل برة ده مالوش طعم وزحمة وخنقة و ۏجع دماغ  
نظرت إليه مليا وخيبة أملها من تفكيره تزداد إن كانت هي حاولت كسر روتين حياتها لازال أصيل كما هو لا يستسيغ التغير ويميل لجلسات الأهل أكثر من نزهة رائقة في مكان جديد يرتادونه معا ويلتقطون به صورا تخلد ذكرايات مفعمة بالحياة بينهما تظاهرت أنها توافقه واكتفت بما نالته حتى الأن يكفي أنها صارت تعمل وترى كل يوم أناس جدد 
مرآى زوجها الحبيب راقدا فوق فراشه كتفه اليمنى وذراعة مهشم بعد ذاك الحاډث الذي تعرض له ريان وهو عائدا بين زحام الطريق المعتاد في نهار رمضان منذ وصلها الخبر وهي تبكي حتى احمرت عيناها ليفتح ريان عيناه بصعوبة بعد أن شعر ببكائها  
ضيحا  
همسها بوهن لتقترب إليه فمد كفه يتحسس جانب وجهها بحنان قائلا بخفوت  
تم نسخ الرابط