بغرامها متيم بقلم فاطيما
المحتويات
أتشرد وأشرد اللي حواليا
أول مانفسك تاجي تجبرك افتكرني وافتكر بسمتي وأملي في اني هغيرك علشان انت جمييل يا فارس
انتي هدية ربنا ليا ولو خسرتك انت كمان هضيع في ظلمات تشرد نفسي أكتر وأكتر
أوعدك اني عمري ما هفارق إلا لو ربنا أراد ياخد أمانته
بعد الشړ عنك ياملاكي إن شاء الله عماد مليون مرة وانت تعيشي تنوري الدنيا وتنوري ضلام الفارس
بابتسامة عذبة أنارت وجهه هتف بطاعة وأكمل مشاغبا إياها
حاضر يادكتورة قومي البسي حجابك شكلك نسيتي نفسي
وضعت يدها على رأسها وشهقت بذهول من نسيانها حالها وهي تجذب حجابها
حرام عليك يا فارس اللي هتعمله فيا دي والله انت خربطت لي دماغي على الاخر ونسيتني اسمي وشكلي وهويتي وشكلك عايز تنسيني ديني وهدخل جهنم وبئس المصير على حس عبثك دي ارحمني لما تيجي ڠضبان مش أول حاجة تعملها تمد يدك على حجابي ارجوك مد اليد حرام ومن أكبر الحړام والغلط
طب ماتلميني من الحړام والغلط واتجوزيني وساعتها لما أشيل حجابك أو أي حاجة تانية تقابلني في الطريق يبقي حلال الحلال
قامت من مكانها وهي تعدل هيئتها
كل بأوانه يا فارسي واتقل تاخد حاجة نضيفة
قوس فمه بانزعاج مصطنع ليقول بمشاغبة
اهو بعد فارسي دي الآوان ده مينفعش خالص وكله لازم يدوق طعم الحلال يا فوفا
يووووه يادي فوفا متقولهاش تاني أول ما تقولها قلبي بينقبض أبوس يدك متبهدلنيش وياك
مد يده بعبث
طب بوسي يا فيري ده يبقي يوم السعد والهنا
غمزت بعينيها بشقاوة وقد ظهرت
غمازتيها في منتصف وجنتيها بطريقة ساحرة جعلته هرول اليها ولكنها ألقت كلماتها وهربت على الفور مما جعله وقف مغتاظا
دوك
وقف مبتسما ينظر إلى طيفها بسعادة لا توصف فقد دلفت إليه وهو في قمة الحزن بل وأعلى درجاته ثم أبدلت حزنه إلى سعادة وجعلتهآن كي تكتمل سعادته وداخله يردد بانتشاء وما زالت عيناه تتبعها
يخذل برد أربعين شتاء
في منزل ماجدة حيث أصر عمران أن يحضر جلستها مع مها تحت تزمتها ولكنه لم يدعها تنفرد بها فهو وعد جاسر ان يجعله يأتي غدا وأنه بفضل الله أولا ثم مجهوده سيجعله يجبر غدا
شوفي يا بتي انت دلوك جاي لك عريسين عامر اخو جوزك الله يرحمه وجاسر اللي انت شغاله عنديه عامر لسه مكلمني من شوي على التليفون قبل ما جاسر ياجي وشايف ان هو أولى بيكي لأنك كنت مرت اخوه وأي حد مكانه هيقول اكده وأي حد هيسمع هيقول عين العقل
ايه اللي يخليها ترجع لعامر وتفتكر الايام السودا اللي كانت عايشاها مع اخوه وتفتكر ولادها اللي ماتوا !
انا مش معاكي ابدا في رأيك يا أمي
دلوك الرأي رأيك يا مها شوفي اللي هترتاحي له فيهم مين
واللي شايفه نفسك هتقدري تتنفسي وتشوفي الدنيا وتعيشيها معاه شوفي راحتك انت الأول يا حبيبتي فوق أي اعتبارات دي حقك اللي اداه لك ربنا
هنا هتفت ماجدة باعتراض على كلام سكون
طب والجدع يعيبوا ايه يا بتي دي حاله يصعب على الكافر بولاده اللي رجع بيهم وأهم هيعوضوها عن ولادها اللي فقدتهم
هنا تحدث عمران معترضا هو الآخر على كلام ماجدة مرددا بهدوء كي لا يثير ضيقها
طب وهي فين من كلامك يا امي !
على حسب ما عرفت ان المرحوم ربنا يغفر له ويسامحه كان موريها المرار وما شافتش معاه يوم حلو من حقها تغير العتبة خالص
وخلي بالك ولاده اللي انت هتتكلمي عنيهم دلوك وهي هتربيهم في النهاية هتبقى مرت أبوهم ويا مربي غير ولدك ياباني في غير ملكك فخليها تشوف بنفسها هي عايزه ايه من غير ضغط مني ولا من سكون ولا منك ولا من أي حد ربنا سبحانه وتعالى ادى للست حقها في الاختيار مداش للظروف الحق في الاختيار
حركت ماجدة رأسها للأمام باقتناع لكلام عمران ثم سألت مها
خلاص اللي تشوفه يا ولدي وانت يا مها رأيك ايه واعتبري اللي قلته ما لهوش لازمة
رمقتها مها بنظرات خذلان وهي تسألها بعتاب قبل أن تجيب من منهم ستختار
اظن يا امي اني لما رجع عامر قلت لك انا مش عايزه اشوفه ولا اعرف عنه اي حاجه ولما يسال عني تقولي له اني مش موجوده ده يدل على ايه
يدل على اني كارهة دخول البيت دي تاني البيت اللي اندفنت فيه احسن سنين شبابي اللي ضاعت في روحي وهي بتداس كل يوم وانا كنت اشتكي لك كل يوم والتاني وانت كنت هتقولي لي استحملي واصبري ما عندناش طلاق مش لو كنت اطلقت منيه وبعدت انا واولادي زين وزيدان كان زمانهم عايشين دلوك وياي من غير هم ابوهم ومن غير ما انشغل عنيهم
انهت كلامها وانهمرت الدموع
من عينيها لتذكرها الماضي الاليم وذاك السبب بالتحديد من ضمن الاف الاسباب التي لم تحب سيره عامر بسببها ناهيك عن السبب الاكبر خطيئتها التي ارتكبتها معه فهي الآن لا تريد ان تراه أمامها تريده أن يبتعد أن يتركها تعيش وتتنفس وتنسى الماضي الأليم الذي ارتكبته معه تريد ان تنسى خطيئتها وعند تذكرها لخطيئتها تلك تزداد دموع عينيها أكثر فاكثر فقد دفعت ذنبها الغالي والنفيس وما زالت تتألم من فقدان عزيزي عينيها مهما ظهرت ضحكاتها ولكن الألم يكمن ورائها بما يفيض أنهارا
وكل ذلك وماجدة لم ترتكز الا على نقطة واحدة لامتها بقسۏة
يعني دلوك هتجيبي سبب مۏت ولادك فيا أني اخص عليكي يابنت بطني ربنا يسامحك لكن قلبي مش مسامحك
لاحظ عمران وسكون أن الموقف بدأ يحتدم فهتف عمران على الفور
يا أمي اهدي على حالك وعليها مش شايفاها افتكرت ولادها وهتتقطع عليهم !
اي ام هتتحمل ولادها وبتتحمل اي كلمه منيهم طالما موجوعين قوي واللي حصل لها يقطم الضهر وما حدش يستحمله واصل ألمه تقيل قوي وهي ما تقصدش اللي انت فهمتيه واصل
شعرت مها بثقل والم نفسي شديد انتابها عقب كلمات والدتها الثقيلة على قلبها ثم رددت وهي ما زالت تنفطر من البكاء
حرام عليك يا امي بزياداكي عاد !
ليه هتحمليني ذنبك في اللي هتفتكريه هو اني ناقصة اللي فيا مكفيني
كل اللي اني محتاجاه منك انك تشوفي راحتي اني قبل اي انسان تشوفي ايه اللي هيسعدني قبل ما يسعد غيري اني أولى بعطفك من اي حد
هدأتهم سكون بكلماتها وهي ترى الحزن والضيق يخيم على ملامحهم بكثرة
يا امي مها تقصدش اللي وصل لك ممكن نهدى عاد ونسيب اللي فات ومنفتحش في القديم ونطويه كل لما هنفتح النفوس هتشيل
تنهدت ماجدة بحزن وهي ترى انفطار ابنتها الكبرى وتذكرها أبنائها وتبدل حالتها إلى السوء فور أن أتت سيرة عامر فتفهمت الآن وجهة نظر عمران وخطت إليها وهي تهدهدها بحنان بالغ
بس يابتي بس يالغالية معايزاش أشوف دموعك اللي هيقطعوا في قلبي كيف السكاكين يغور عامر طالما هيخليكي بالحالة السودا داي هرد عليه النهاردة وهقول له كل شيء قسمة ونصيب وخليكي يا بتي مع جاسر طالما دي هو اللي هيسعدك بس ياحبيبتي
ازدادت شهقاتها في أحضان والدتها وتمسكت بها بشدة وهي تحثها على أن تضمها أكثر فهي في أشد لحظات ضعفها الآن وتحتاج إلى عناقها الذي يخذل ألف ۏجع وألم لم يتحمله بشړ
احضنيني قوي يا امي اني اكتر واحدة في الدنيا محتاجة حضنك اكتر واحدة محتاجة عطفك اني حاسة اني هشة قوي من جواي واي حد لو نفخ فيا وفي مشاعري بكلمة هطب ساكتة وياريت يوحصل وارتاح وأروح للغاليين خلاص معايزاش جواز
ولا من دي ولا من دي هقعد وياكي اهنه
شهقت سكون وماجدة وهتفن في آن واحد وهي تشدد على احتضانها
بعد الشړ عنك يابتي يديم حسك وبسمتك وطلتك اللي كيف النسمة لامك يالغالية دي أني يجرالي حاجة لو مسك الۏجع دي انتي بت عمري بكريتي اللي شافك قلبي قبل عيوني ودايما كنتي حاملة هم خواتك وياي وربتيهم معاي طول عمرك حمالة القسية ياحبيبتي اهدي يا أم الزين بعد الشړ عليكي من الۏجع وفطرة قلبك لااا ياحبيبتي اتجوزي وحبي واتحبي واتهني أني مهدومش ليكي العمر كلاته
وظلت كلتاهن يبكيان مما جعل سكون هي الأخرى تبكي لبكائهن وعندما راى عمران دموعها جذبها الى احضانه على الفور وهو يهدئها
له يا حبيبي مهتحملش كله إلا دموعك اهدى يادوك
تمسكت بأحضانه الحانية فشدد عليها وقبلها من رأسها قبلة محب عاشق ثم ترك ماجدة و مها تفرغان شحنة حزنهما فالحضن الآن بمثابة الوطن يحتضن الۏجع والألم حضڼ بمثابة الاحتياج للرغبة في المعيشة ثم ردد عمران أخيرا
خلااااص بزياداكم عاد بكا إحنا عايزين الفرح مش الحزن الناقع دي أهم الحريم اكده لما يمسكوا في النكد ملهمش كتالوج
خلاص يا أم الزين جواز ايه دي اللي مريداهوش واليتيم الغلبان اللي مستني على ن ار دي مين هتتجوزه غيرك كانك أمك داعية لك والله بحق
ها يا أمي أتصل على جاسر وأقول له ياجي بكرة إن شاء الله
ربتت على ظهر مها متسائلة إياها
ها يابتي موافقة نقول له ياجي
صمتت ولم تجيب فرددت سكون على الفور
وه يا ماجدة لساتك هتستني رد السكوت علامة الرضا ياحاجة
ثم نظرت إلى عمران وطلبت منه
يالا ياعمران كلمه دلوك خير البر عاجله خلى الفرح يدخل قلوبنا والحزن يبعد عنينا
نظر عمران إلى ماجدة متسائلا بعينيه فأومأت هي الأخرى برأسها للأمام ورمشت بأهدابها كعلامة للموافقة فقام عمران وهاتف جاسر الذي فور أن سمع الخبر هلل بسعادة أخيرا لنيل مبتغاة ثم عبر عن سعادته لعمران
الله الوكيل لو أخوي ابن أمي وأبوي ماهحبه زييك يابن عمي جميييل عمري ماهنساه لك ابدا
زمجر عمران بضيق من كلمته
جميييل ايه يابن عمي احنا اصلا خوات وان مكنتش أقف جارك وأكون شقك اللي يتمنى لك السعادة والفرح من غيري ياجدع !
ابتسم جاسر قائلا بتسرع
طب احنا لسه بدري أجي دلوك
منعه عمران بشدة
لااااا دلوك ايه دي هتبكي هي وأمها لما شبعانة خليك بكرة أحسن تكون هديت
وه بكيتوا أم الزين ياعمران والله حرام عليكم ! كلمات استنكارية نطقها جاسر بنبرة معترضة حزينة على حبيبته فعقب عليها
متابعة القراءة