بغرامها متيم بقلم فاطيما
المحتويات
الدموع السعيدة دموع الفرح وبسمة السعادة وشعور القلوب
وهكذا كان لقاء الفارس المظلم بضياء النور فريدة الفريدة حقا
أمام تلك البحيرة أتت شمس كي تتنفس هوائها الجميل وسط الخضرة الرائعة فمنذ ان أتت هنا تلك المرة الماضية وهي أحبت ذاك المكان بل وتوغل عشقه في قلبها وأشعرها بالراحة والسکينة فهي الآن تجلس بقلب مطمئن لأول مرة منذ أن ماټ والدها فقد استيقظت ولم تجد زينب في المنزل كان التوقيت قبل غروب الشمس وبالتحديد في الساعة السادسة مساء فقد شعرت بالاختناق وهي تجلس في المنزل وحدها طيلة اليوم ولم تريد ان تهاتف زينبكي لا تزعجها ففكرت الإتيان إلى ذاك المكان دون تردد
كان يحمل بين يديه ابنته مها التي لم تسكت عن البكاء مما أزعجه كثيرا فحتى لحظات الحزن لم يستطيع الآن الخلوة بنفسه كي يرمم ما يشعر به قلبه من چروح وندبات فكان بكاء تلك الصغيرة كالسوط لروحه فهتف بضيق وهو يوجه كلامه لتلك الصغيرة وكأنها تعي ما يقول
كأن القدر حالف لا يندمني عمري كلاته على الذنب اللي ارتكبته اني هعيش شارد طول عمره
متبكيش يا حبيبتي ما كنتش عايز غيرها ام ليكي ولا كنت عايز غيرها زوجة لي
شيلها من جواك يا قلبي حرام عليك عڈاب نفسك حرام عليك السنين دي كلاتها حرام عليك عذابي اللي هيهون عليك شيلها من قلبك وانساها وعيش حياتك عيش لاولادك زي ما هي هتعيش وزي ما هي قدرت تقسى وتنسى
كان بكاء الصغيرة يزداد تصاعدا مما جعله نظر الى السماء وهو يهددها ونيران القهر تنهش بصدره
رب على اللي اني فيه مش قادر اتحمل ولا عارف اتحمل اديني القوة والصبر والنسيان ان اني اقدر اعيش واكمل اديني القوة ان اني أقدر اتخطاها يا رب ده كل آمالي في الدنيا
ثم أكمل بۏجع وهو يتأوه ويداه على موضع قلبه
أااااااه نسيانك صعب قووووي مرض ملهوش علاج
كل ذلك والصغيرة ما زالت تزداد في البكاء فقام من مكانه يتمشى بها في تلك
كان صړاخ الصغيرة صعبا للغاية وكأنها تشعر بۏجع أبيها وتحطمه حتى أن صړاخها لفت انتباه شمس الجالسة في ذاك الركن وظلت تنظر إليهم وجدته حائرا بالصغيرة ولم يستطيع فعل شيء معها ظلت تنظر لهم كثيرا ما يقرب من نصف ساعة وبكاء الصغيرة لم ينتهي بعد فشعرت بالشفقة علي والدها وهي تراه قد نفذ الصبر من صبره وهو لم يستطيع تهدئتها فتحلت بالشجاعة وقامت من مكانها وذهبت إليه وهي تمد يدها له كي يعطيها الصغيرة متسائلة إياه
الټفت الى مصدر الصوت الأنثوي الرقيق الذي وصل إلى مسامعه الآن وجد أمامه ذلك الوجه الذي يحوي من الجمال الرباني والهدوء والنعومة جعلته تحمحم مجيبها وهو يرفض بذوق أن يعطيها ابنته
معلش مش عايز اتعبك وياي هي مش بتسكت مع حد خالص وهي أصلا مقريفة على طول اكده
زينت البسمة محياها وهي ما زالت تمد يدها له فهي تعشق الأطفال بشدة وهي ما زالت تعرض المساعدة عليه
طب ممكن تديها لي وتقعد انت تستريح شوية وانا هعرف اتعامل معاها ازاي انا بحب الأطفال جدا
لمس تصميمها على أن يعطيها ابنته والحق يقال انه أهلك بشدة من بكائها ولم يستطيع أن يجعلها تصمت مهما أعطى لها من الطعام أو الشراب ومهما دار بها في المكان بكاؤها يزداد فاعطاها لها وهو يردد بنبرة دعابية
اتفضلي يا ستي انت اللي جبتيه لحالك حكم البنات دلوعة قوي بطبعها واني بتي شكلها هتطلع في الدلع ما عندهاش يا اما ارحميني وهتطلع عيني قالوا هيقولوا البنات هاديين وهم في النكد ما لهمش مثيل
تبسمت تلك الشمس ضاحكة من كلامه ثم قالت بوجه بشوش وهي تهدد ابنته بين يديها
حرام عليك مش كل البنات ما تظلمناش ما عندك اهو انا بنت لكن هادية خالص هي هتلاقيها بطنها بتوجعها فسيبني انا هعرف اتعامل معاها انا شفتك وانت عمال تأكلها وتشربها وهي مش مستجيبة معاك خالص
ثم مدت يدها له وهي تطلب منه
ممكن تديني حاجتها هنقعد انا وهي هناك كده وسيبني
بقى اتعامل وياها وانت اقعد ارتاح شويه علشان تاخدها لمامتها وهي ساكتة هتلاقيها يا عيني ما بتعرفش تنام منها خالص
اختفت البسمة من على وجهه عندما ذكرته بوالدتهم ثم ردد لسانه تلقائيا بحزن
أمهم ماټت بعد ما ولدتهم بأسبوع اصل هي ليها اخ توام
اتسعت مقلتيها بحزن شديد مما قاله ثم رددت بأسف
انا متأسفة جدا ما كنتش اعرف والله ربنا يرحمها يا رب
لاحظ الحزن الشديد على معالمها
له ولا أسف ولا حاجة دي حكم الله ولازم نرضى بيه بس اني شايف ان لهجتك مصراوية مش من الصعيد عندينا اهنه
أومأت رأسها للأمام وهي تؤكد ما قال
أيوه انا مصرية بس قاعدة هنا عند جماعة قرايبي بقضي معاهم شويه وراجع مصر تاني من يومين جيت المكان الجميل ده وحسيت ان انا متعلقة بيه فلقيت نفسي جيت النهاردة تاني
ثم احتضنت الصغيرة بين يديها وشددت على احتضانها بحنو بالغ وأكملت بوجه هادئ رقيق
بس شكل ربنا بيحبني وجابني النهاردة مخصوص عشان اشوف البنوتة القمر دي اللي سكتت بين ايديا اهي عشان تعرف بس ان احنا عندنا مغناطيس لبعضنا وبنعرف نتعامل كمان مع بعضنا
اخيرا زارت البسمة وجهه بعد ان كان حزينا يناجي ربه فيما يتعلق الحزن بقلبه ثم ظل يتحدث معها وهو يسألها عن أشياء تخصها وهي الأخرى تسأله بمحض الصدفة والحديث دار بينهم وكل منهم شعر بالارتياح تجاه الآخر واتفقا على ان يأتيا كل يوم في ذاك الميعاد هو وابنته وأن يحضر ابنه الآخر معهم كي تراه وكل منهم أحس بأن وقته مر مع الآخر دون أن يدري
تكمن السعادة الحقيقية في المشاركة فهناك أشخاص يتحدثون معك وقت الفراغ وأشخاص يتفرغون لمحادثتك ولكن صاحب الأسلوب الرائع والكلمة الجميلة كل شيء مقبول منه حتى العتاب ليس من الواجب علينا إجبار الناس على حبنا فقليل من الأخلاق تمثل كثيرا
من الحب فإن السعداء بالدنيا غدا هم الهاربون منها اليوم لو كانت السعادة تعني الحياة بلا قلق لكان المجانين هم أسعد الناس فالناس تبحث عن السعادة أما السعادة فتبحث عمن يستحقها فربما كلمة تشجيع صادقة أو خدمة إنسانية تقدمها لمن يحتاجها يكون لها مفعول السحر على من حولك ومن شأنها أن تملأ قلبك بالفرح
انتهي البارت
البارت الثامن عشر
أحيانا تبدو لنا الحياة كالورود الجميلة حين تتفتح وأحيانا أخرى تبدو لنا كأشواك من نفس الورود الجميلة التي
ظننا أننا سنولد على يدها من جديد ولكن لا بأس علينا أن نكسر الأشواك حتى ولو كان الأمر يبدو شاقا في البداية إلا أنه حين الوصول للنهاية سننظر لما رممناه بيدينا وسنبتسم وستتبدل أشواك الصد إلى بساتين من الزهور لن نستريح إلا بجوارها وننعم بظلها
بقلمي فاطيما يوسف
في المشفى حيث أصبحت الساعة الآن الخامسة صباحا وهؤلاء القلقين يجلسون على جمر الن ار منتظرين ساعة الڤرج من عند الله كان ماهر زوجها هو الوحيد المتواجد معها بالغرفة متمسكا بيدها وهو يجلس على الكرسي بجانب التخت ويغفو برأسه بجانب قدمها فقد باغته النوم خلسة رغما عنه
أما تلك الرحمة أخيرا تأوهت بشدة وبهمهمات خفيفة جعلت ذاك الماهر انتفض بسعادة غامرة على أثرها
حبيبتي متقلقيش إنتي بخير وأني جارك ومش ههملك بس هروح للدكتور ياجي يشوفك ويطمن عليكي ويطمنا
ثم تركها وهرول بأقدام مسرعة وكان في الخارج عمران وسلطان الذين صمموا أن تذهب حريمهم الى المنزل فوجودهم ليلا ليس له فائدة شعر عمران بخروجه من الغرفة وهو يهرول فهوى قلبه بين قدميه ظنا منه أن شقيقته أصابها مكروه وهو يهتف لماهر بفزع
هو في ايه يا ماهر هتجرى اكده ليه رحمة جرى لها حاجة لا قدر الله
أجابه ماهر مبتسما بسعادة
له الحمد لله فاقت يا عمران ادخل لها خليك جارها وأني هنادم على الدكتور
ارتاح قلب عمران بدقاته الثائرة پخوف شديد على شقيقته ثم منعه
له روح إنت خليك جار مرتك وأني هجيب لها الدكتور هي محتجاك انت أكتر من أي حد
حرك أهدابه بامتنان لذاك العمران الذي هرول سريعا للطبيب أما هو عاد إليها متلهفا وما إن دلف اليها حتي احتضن كفاي يديها بين يديه كي يبثها الدفئ ويجعلها تشعر بالأمان في وجوده وهو يردد لها بحمد
حمد لله على سلامتك يا رحمتي اكده تعملي في ماهر عملتك داي وتزلزلي قلبي عليكي !
إنتي معرفاش غلاوتك في قلبي كد ايه !
ظل يلقي على مسامعها عبارات الحب والإحتياج لوجودها بجانبه كي يجعلها لا تتأوه وتنسى ما هي به واللحظات الصعبة التي مرت بها ثم أتى عمران هو والطبيب الذي بدا بالفحص الكامل لها وحقنها كي يجعلها تفيق ويستطيع التحدث معها كي يعرف حالتها وأول سؤال بدأ به
اسمك ايه وتعرفي ايه عن نفسك
أجابته بوهن بعدما بدأ المصل يجري مفعوله وفاقت من تيهتها رويدا رويدا
اسمي رحمه سلطان المهدي متجوزة ماهر الريان
سألها الطبيب وهو يشير الى كلاهما
انهي واحد في اللي واقفين دول يبقى جوزك والتاني يبقى مين
كانوا مندهشين من أسئلة الطبيب اما ماهر نظر إليها وهو منتظر إجابتها كي يهدأ قلبه وهو لم يصدق انها لن تتذكره اما هي أشارت الى ماهر بعينين تلمعان بوميض من العشق وهي تردد بدعابة اعتاد عليها لسانها حتى في اشد لحظات مرضها مما جعلهم ابتسموا جميعا على طريقتها
وهل يخفى القمر دي ما يتنسيش في حد يقدر ينسى هولاكو
ضحكوا جميعا على اجابتها اما هو نظر اليها بنصف عين بنفس دعابتها وهو يداعب أسفل ذقنه بيديه ويتوعد لها بخفة
وأكملت وهي تشير بيدها تجاه عمران
ودي عمران اخوي حبيب قلبي ربنا ما يحرمني منه ابدا
حرك الطبيب راسها براحة وبدأ بعمل تمارين ليديها وجدها تحركها بسلاسة دون اي إعاقة ثم طلب منها ان ترتفع بجسدها قليلا كي تتكئ علي الوسادة دون أن يساعدها أحدا غير أن ماهر عدل من وضعية الوسادة خلفها فأسندت يديها على التخت ثم رفعت جسدها على الوسادة مما جعل الطبيب
متابعة القراءة