تائهة بين جدران قلبه دعاء الكروان

موقع أيام نيوز

نادى عليها فإلتفتت له قائلة نعم يا يوسف بيه 
يوسف أوﻻ بﻻش يوسف بيه دى خليها مستر يوسف زى باقى الموظفين ما بيقولو ثانيا حبيت افكرك بس بالسى فى بتاعك تجيبيه معاكى بكرة إن شاء الله. 
زينة بتلجلج طفيف ح حاضر .. اكيد طبعا مش هنساه .. انصرفت من أمامه بخطوات بطيئة فهي أصبحت تتمنى المثول أمامه ﻷطول قدر ممكن فحقا بوسف مختلف تماما عمن رأت من الرجال فهى ترى تلك الهالة من الوقار و الرزانة التى تحيط به بوضوح تام هو بالطبع ليس فريد من نوعه في هذا العالم و لكنه بالنسبة لها هو كذلك فى عالمها هى و فى وسطها التى نشأت و تربت فيه . 
غادرت الشركة و استقلت سيارة أجرة الى حيث مسكنها كانت جالسة فى السيارة شاردة الذهن فى أحداث يومها اﻻول مع يوسف فتارة تبتسم عندما تتذكر إبتسامته الوقورة و طريقة مناداته لاسمها و تارة تغضب عندما تتذكر تفحصه لمﻻبسها و تركيزه فى عينيها تارة تشعر أنه مختلف و تارة تشعر بأنه مثله كمتل اى رجل تعاملت معه من قبل أصبحت فى حيرة من أمرها هل تصدق وصف على الرفاعى اه أم تصدق وصف العم ابراهيم ام تترك الحكم للايام 
و لكن الذى تعرفه اﻻن أنه استطاع أن يقلب كيانها و يشغل تفكيرها من أول يوم فماذا سيكون الحال فى اﻻيام المقبلة .. ﻻ ﻻ يا زينة يجب أن تتحلى بالقوة و الثبات و أﻻ تتركى لقلبك العنان حتى لا تقعين بشباك الحب بدﻻ من أن توقعيه انتى بشباكك ..هكذا أخذت تنهر نفسها و عزمت أمرها بأن تسيطر على ذمام قلبها و ﻻ تتأثر به فهى قبلت هذه اللعبة حتى تثبت أن رجال بنى ادم كلهم سواء و قبل هذا يجب عليها أن تنجح بمهمتها حتى يتسنى لها الحصول على المقابل المالى الذى سينتشلها من حكم جﻻل و سهام و تصبح حرة نفسها .
عند يحيى فى لندن ....
كان جالسا على مكتبه فى الشقة التي استاجرها مدة مكوثه فى لندن منهمكا فى دراسته على الحاسوب فأتاه اتصاﻻ من عمار فأغلق حاسوبه و زفر بارهاق و لمس زر الرد ووضع سماعة الاذن فى أذنيه و اتجه الى مطبخه لكى يعد لنفسه فنجان من القهوة و رد عاة صديقه قائﻻ حبيبى و الله اتصلت ف وقتك .
عمار كيفك حبيبى .. اشتقتلك كتير .
يحيى و انا كمان اشتقتلك .. معليش يا عمورى مشغول جدا ف الدراسة انت اللى عامل ايه .
عمار انا كتير منيح .. ما راح تيجى 
يحيى مش عارف .. انا نفسي اغير جو اصﻻ .
عمار خﻻص خلينا نتقابل المسا .
يحيى اوكى. . هنخرج فين 
عمار خلينا نتقابل بالكافيه يا زلمة .
يحيى تانى يا عمار .. ﻻ ﻻ يا عم خلينا نتقابل برة أحسن .
عمار ههههه ... ليش بقا !
يحيى كفاية اللى حصل المرة اللى فاتت .. انا مش عايز احتك تانى باﻻخت دى .
عمار و الله ديما بنت كتير مهضومة ... انت ما بتعرفها .. لما تحكى معا راح تحبها كتير .
يحيى ﻻ .. ﻻ عايز احبها
و ﻻ تحبنى دى بنت تنكة و لسانها متبرى منها .
عمار خلاص يحيى .. انا ناطرك بالكافيه المسا و ما راح اقبل أعذار ... اوكى 
يحيى بقلة حيلة اوكى يا عمورى انا مقدرش على زعلك .
عمار تمام ... بخاطرك 
يحيى سﻻم .
أغلق الهاتف و أخذ يهز رأسه يمنة و يسرة بأسف و قال لنفسه يﻻ .. هروح بقى و امرى الى الله ..ثم اتجه لمكتبه مرة أخرى و فتح حاسوبه ليكمل دراسته ...
عند يوسف بالشركة...
شرب العصير و غادر الشركة بعد مغادرة زينة مباشرة متجها بسيارته الى الفيﻻ ..
دخل الفيﻻ فوجد عمه جالسا فى البهو شاردا يبدو على وجهه التعب و الحزن فتوجه ناحيته و قال له ..
يوسف بقلق السﻻم عليكم ... مالك يا عمى شكلك تعبان .
راشد بتعب وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. . انا كويس يا حبيبي متقلقش .
يوسف مقلقش ازاى .. حضرتك شكلك زعﻻن ...قولى بس مين اللى مزعلك و أنا هملصلك ودانه .. اوعى تكون البت سهيلة .
راشد انت بتقول فيها يا يوسف .. هو أنا تاعبنى و واجع قلبى غيرها 
يوسف ليه بس يا عمى ايه اللى جد 
راشد بعصبية جايلها عريس مناسب جدا و من عيلة كبيرة و قمة ف اﻻخﻻق و اﻻحترام و اﻻنسة مش موافقة .. دا عاشر عريس ترفضه مبقتش عارف اعملها ايه !
ارتبك يوسف للغاية و تمنى فى هذه اللحظة لو ان تنشق اﻻرض و تبتلعه فهو يعلم جيدا سبب رفض ابنة عمه للزواج و يعلم ايضا ان عمه على علم بذلك اﻻمر احمر وجهه من الحرج و تحدث ناظرا للارض فلم يجرؤ أن ينظر فى عينى عمه و فال احم ... متشيلش هم يا عمى أنا هقنعها طالما حضرتك شايف ان العريس كويس ..
نظر له عمه بخيبة أمل يا ريت يبنى .. يا ريت تسمع كﻻمك المرادى و توافق بقى .
نظر له قائﻻ متشغلش بالك انت بس بالموضوع دا و روق كدا .
راشد بقلة حيلة ربنا يهديها و يريح قلبها .
زادته هذه الكلمات من عمه حرجا فقد كان عمه يقصده فهو على يقين أن زواجه منها هو ما سيريح قلبها .
يوسف احم .. انا طالعلها يا عمى بعد إذنك طبعا ! راشد اتفضل يبنى و ابقى طمنى .
صعد الى غرفتها و طرق الباب فردت مين 
يوسف أنا يا سهيلة .
عندما سمعت صوته انتابتها حالة من الحزن و الفرح فى آن واحد و قامت سريعا لترتدى اسدال الصﻻة على مﻻبسها البيتية و هى تقول ثوانى يا يوسف 
يوسف ماشى براحتك .
فتحت له و نظرت له بدهشة شديدة فهو قلما يأتى غرفتها سرعان ما تحولت هذه الدهشة الى فرحة عارمة و ابتسامة واسعة شقت وجهها حتى أنها ظلت تنظر له و هو مازال واقفا على الباب و نسيت تماما ان تدخله .
يوسف ايه .. هتفضلى واقفة مزمهلة كدا كتير 
سهيلة احم .. اانا اسفة اتفضل..و أفسحت له المجال لكى يدخل و كادت ان تغلق الباب و لكنه صاح بها انتى بتعملى ايه ! .. سيبى الباب مفتوح 
سهيلة سورى نسيت .
قال لها تعالى نقعد ف البلكونة احسن .
سهيلة اوكى ... فهو على قدر كبير من الحياء الذى يمنعه من الجلوس بغرفة فتاة فربما يوجد بالغرفة اشياء خاصة بها كمﻻبس او غيره ﻻ يصح أن يراها .
جلس اﻻثنان فى شرفة غرفتها و بدأ يوسف بالحديث قائﻻ انتى رفضتى العريس ليه 
سهيلة انت اللى بتسال يا يوسف !
يوسف بعصبية سهيلة فوقى بقى و طلعينى من دماغك اللى انتى بترفضى الجواز عشانه دا مش هيحصل ..
امتلأت عينيها بالعبرات و ردت بصوت متحشرج للدرجادى ... ليه .. ليه يا يوسف .. بصلى كدا .
ظل يستمع اليها دون ان ينظر لها
تم نسخ الرابط