تائهة بين جدران قلبه دعاء الكروان
المحتويات
دا من زمان !
سهيلة لما ربنا أذن .. ثم اردفت متصنعة المرح يلا روح نام بقى انا صدعتك النهاردة .
رد عليها بابتسامة يا ستى صدعينى كل يوم ميهمكيش .. اهم حاجة تبقى كويسة و مبسوطة .
سهيلة شكرا يا احلى أخ ف الدنيا .. سلااااام
يحيى مقهقها سلام ثم قال بصوت خاڤت غير مسموع سلام يا واجعة قلبى .
فى صباح يوم جديد على أبطالنا يوسف و زينة .....
وصلت الشركة و من ثم إلى مكتب يوسف و طلبت من رامز أن يفتح لها غرفة المكتب لكى ترتبها و تنظفها قبل مجيئه دخلت الغرفة و قامت بتنظيف الأثاث و تعطيره و ترتيب طاولة الاجتماعات الصغيرة الموجودة بالغرفة و ايضا المكتب الخاص به ثم بدأت فى نثر الزهور فى جميع أركان الغرفة و وضعها فى المزهريات فأصبحت الغرفة نظيفة و مرتبة تبعث الراحة فى نفس من يدخلها بفضل لمستها الأنثوية ذات الذوق الرقيق .
حضر يوسف فى تمام التاسعة صباحا و ألقى تحية الصباح على كل من يقابله من موظفى الشركة إلى أن وصل غرفة مكتبه فتحها ودخل و تفاجأ من شكل الغرفة المملوء بالزهور و الجو المعبأ بالرائحة العطرة و الروح الجديدة التى دبت فى الغرفة و لكنه لم يخطر بباله أن كل ذلك من صنيع يدها .
ذهب رامز لمقهى الشركة و طلب من زينة أن تحضر القهوة و تذهب بها ليوسف أمات له بالإيجاب و شعرت بفرحة داخلية لانها سوف تراه و كذلك انتابها شعور القلق مما هى مقدمة عليه و على كم الكذب الذى سوف تفعله لاحقا .
فى شركة آل سليمان ....
كانت
حاملة قدح القهوة متوجهة ناحية مكتبه و داخلها ثورة من المشاعر
المتناقضة فجزء منها يتوق لرؤيته و جزء آخر يتظاهر باللامبالاة و جزء ثالث ينهر ضعفها أمامه و لكنها عزمت أمرها أن تتحلى بالثبات و أن تغلق قلبها حتى لا تقع فى المحظور .
وصلت إلى باب الغرفة و طرقت الباب فأذن للطارق بالدخول ومن ثم
تقدمت للداخل ففوجئت بصوت القرآن الكريم يصدح فى أجواء الغرفة مما أصابها ذلك الأمر بالدهشة و الذهول فهى قد نشأت و ترعرعت على أصوات الموسيقى و الغناء و لم يسبق لها من قبل أن سمعت كلام الله يتلى على مسامعها إلا فى بعض وسائل المواصلات بصورة عابرة و سريعة فتسمرت فى مكانها و لم تعرف ماذا عليها أن تفعل فهو قد فاجئها مرة أخرى بعكس ما عرفت عنه فازدرت لعابها بصعوبة و حمحمت قائلة صباح الخير يا مستر يوسف .
نظر لها و شعر براحة داخلية عندما رآها و استنبط سريعا أنها هى من أضفت على غرفته هذه الروح الجديدة فابتسم على إثر هذه الخاطرة و قال لها صباح النور يا زينة .
قضت تلك الابتسامة على البقية المتبقية من ثباتها أمامه و شعرت
بالخجل الذى انعكس على وجهها و أصبح واضحا له فابتسم مرة أخرى على خجلها و ارتباكها أمامه و قال لها تعالى انتى هتفضلى واقفة عند الباب كدا !
تمتمت بداخلها لا كدا كتير .. انا هكمل كدا ازاى .. انا كدا هيغمى عليا
يوسف باستغراب زينة ما تدخلى يا بنتى انتى مش سامعانى و لا ايه
زينة بخجل و ارتباك لا يليق بشخصيتها الجريئة ها .. سسامعاك طبعا يا مستر .
يوسف مضيقا عينيه باستفهام شكلك مش مركزة .. انتى منمتيش كويس
اتسعت عينيها من الدهشة على إثر هذه الكلمات و جال بخاطرها ..
من هذا الرجل و ما هذا السؤال طيلة الخمسة و عشرين عام الذين مروا من عمرها لم تسمع هذا السؤال و لم تجد هذا الاهتمام و لم تشعر بهذا الحنان الذى كان يملأ طيات كلماته انظر ماذا تفعل بى يا يوسف و ماذا سوف افعل انا بك ليت كان حديث على عنك صحيحا حتى اشعر انك تستحق أن أخدعك و لكن ماذا لو كان حديثه عنك غير صحيح ! فماذا على أن أفعل ! .. ليتنى لم أقبل بذلك من البداية .. ليتنى لم أرك .. ليتنى لم أعرفك ففى كل لحظة أراك فيها ينقلب كيانى و تسكن وجدانى و يتمرد قلبى عليا فلم أعد قادرة على إحكام زمامه و كبح جماح مشاعره ... رحماك يا رب .
يوسف لا لا دا انتى مش مركزة خالص .. لو تعبانة ممكن تروحى مفيش مشكلة .
زينة بضيق من نفسها من كثرة شرودها احم .. انا اسفة اصلى متوترة شوية بس .. اول مرة اشتغل فى مكان نضيف زى دا و خاېفة شغلى ميعجبش حضرتك .
قهقه من تلك الكلمات و قال لها ههه.. طب هاتى بس القهوة دى عشان اشربها قبل ما تبرد .
أسرعت زينة إليه فهى قد نست أمر القهوة تماما و قالت له يا خبر ... دى زمانها بردت اصلا... انا متأسفة اوى يا مستر ثم أسترسلت حديثها للضحك اهوه جالك كلامى ... آدى أول القصيدة كفر . . . ثوانى هعمل لحضرتك غيرها... و همت بالمغادرة و لكنه استوقفها قائلا استنى يا زينة خلاص متتعبيش نفسك أنا هشربها باردة عادى لسة اليوم طويل و دا مش أخر فنجان هشربه يعنى .
نظرت له بإعجاب شديد لحسن تعامله معها و رفقه بها فابتسمت دون أن تنطق و ظلت محدقة به بلا وعى و بدون إرادة منها فقرأ يوسف ما يدور بخلدها و استنبط أنها قد حرمت من العطف و الاهتمام لذلك فهى دائما ما تقابل ردود افعاله معها بالدهشة و الاستغراب فأشفق عليها كثيرا و استطرد كلامه بالمناسبة شكرا على الورد و الروايح الجميلة دى .
نظرت له بابتسامة بلهاء و فرحة تنطق بها عيناها بجد الورد عجب حضرتك
يوسف مبتسما جدا
متابعة القراءة