تائهة بين جدران قلبه دعاء الكروان
المحتويات
يلا كملى شغلك.
قالت له بشجاعة و جرأة بس أنا ليا إعتذار عند حضرتك.
أجابها حقك..ثم سكت قليلا ناظرا لأسفل و رفع نظره لها قائلا بجدية أنا آسف ع اللى عملته معاكي من شوية... ها لسة عليا ديون تانية ليكى!
ابتسمت ابتسامة جميلة أشرقت وجهها بعدما كان منطفئٱ و قالت له لأ كدا خالصين...
ثم انصرفت مسرعة دون أن تستمع لرده بينما هو سحر من ابتسامتها و ردود أفعالها الطفولية و بدأ ينمو بداخله شعور بالمسؤلية ناحيتها كأنها إبنته او شيئا من هذا القبيل لا يعرف لماذا ينتابه هذا الشعور كلما رآها و لكن الذى يعرفه الآن أنه أصبح يحب وجودها و يشعر براحة نفسية كبيرة عندما يراها كالطفل الذى وجد ضالته.
كان يجلس والدها و والدتها مع الأسطى مصطفى العريس و معه والدته فى غرفة استقبال الضيوف يتسامرون و يتحدثون فى شتى المواضيع فى انتظار دخول لينا بصينية المشروبات حتى يتم الاتفاق على موعد الخطبة.
دخلت لينا بوجه عابس لا يبشر بالخير أبدا فنظر لها والدها نظرة تحذيرية و لكنها لم تكترث لابيها و لم تغير تعبير وجهها و قدمت لهم المشروبات دون ان تنبث ببنت شفه ثم جلست على احد المقاعد بوجه متحهم.
حسن أه طبعا يابنى حقك.. اتفضل اتفضل ثم نظر لأبنته قائلا روحى معاه يا لينا برا ف الصالة اتكلمو براحتكم.
أماءت له مبتسمة فهى قد واتتها الفرصة لكى تقوم بتنفيذ خطتهها فى افساد هذه الزيجة فنهضت من مقعدها و قالت لمصطفى اتفضل من هنا.
حمحم قائلا إزيك يا أنسة لينا!
لينا اسمع يا جدع انت من غير سلامات و كلام فاضى من دا من الآخر كدا أنا مش موافقة ع الجوازة دى.
تفاجأ من هجومها فى الحديث و أسلوبها ف الكلام فهو لم يعهد منها ذلك فقد كان يظن أنها فتاة رقيقة و خجولة و لكن فضوله دفعه لمعرفة سبب رفضها فسألها بنبرة عاتبة طب ممكن أعرف السبب.
صعق من حديثها اللاذع و ذهل من ردها
الذى ينم عن تعاليها و غرورها بدرجة تكاد تكون مرضية فانتفض من مجلسه قائلا بصوت مرتفع و أنا ميشرفنيش اتجوز واحدة زيك إظاهر كدا انى غلطت ف العنوان مش انتى لينا اللى كنت جاى أخطبها انتى واحدة مشافتش و لا تعرف معنى التربية.
احمر وجه مصطفى من الڠضب و لكنه كظم غيظه و قرر ان يغادر هذا المنزل اللعېن قبل أن او على الأقل يصفعها على وجهها امام والديها فأمسك بكف والدته قائلا يلا ياما احنا مالناش قعاد ف البيت دا تانى لحظة واحدة بعد كدا... وهم أن يمشى فاستوقفه والد لينا قائلا له استنى بس يبنى... اخذى الشيطان و قولى بس ايه اللى حصل
نظر لها والدها بأسى فهو يعلم غرور ابنته كما يعلم أنها سليطة اللسان و لا بد أنها هى المخطئة فمصطفى معروف عنه الطيبة و الشهامة و كرم الأخلاق فكاد أن يكمل حديثه معه إلا أن مصطفى أخذ والدته و غادر سريعا كالاعصار.
عاد بنظره الى ابنته بملامح يملأها الشړ فنزع عنها حجابها و أمسكها پعنف من شعرها و قال لها بقى ختت بت زيك تفضحنى و تخلى سيرتى على كل لسان!
ردت پألم من مسكته اه اه انا عملت ايه بس يابا هو اللى واد مغرور و شايف نفسه.
حسن و مازال ممسكها من شعرها هو بردو اللى مغرور يا بنت الك... بقى هو دا جزاتى انى علمتك و دخلتك الجامعة!.. انتى شايفة نفسك على ايه.. و لا فاكرة نفسك بنت مين يا بت... دا انتى أبوكى حيالله حتتة ساعى ف شركة و الله لأجوزك عربجى عشان تعرفى إن الله حق أنا لازم أجيب مناخيرك اللى انتى رافعاهالى دى الأرض يا جربوعة.
كانت لينا تبكى و تنتحب من الألم و من كلمات أبيها الواقعية و التى تتمنى لو تمحى تلك الحقيقة من حياتها فنزعت شعرها من بين يدى أبيها بغل قائلة بعصبية مفرطة أنا أصلا ماليش اعيش هنا أنا المفروض كنت اتولدت ف فيلا و كان يبقى عندى خدامين زى سهيلة انا المفروض اكون هانم مش بنت الساعى!
صفعها أبيها صڤعة مدوية علها تفيق فهو استنبط من هذياناها هذا انها أصيبت بالغرور حد الهوس و انه ان لم يعيدها لواقعها فى أسرع وقت فسوف تفقد عقلها ا لا محالة.
بينما والدتها واقفة تتابع الموقف بذهول تام و لم تكن لتتخيل ان تصل ابنتها البكرية لهذه الدرجة من الغرور و التكبر و التبتر على حياتها و على والديها و بعد أن صفع زوجها ابنتها قالت له و هى ټضرب بكفها الأيمن على صدرها عليك العوض و منك العوض يا رب لا يا حسن دى مش لينا لا دى مش بنتى يا حسن ايه اللى جرالها.
رد عليها بصوت مجلجل البت دى ما تعتبش برا البيت لحد ما يجيلها عدلها مفهووووم!
ردت الام سريعا مفهوم ياخويا مفهوم.
بينما لينا تضع كفها مكان صڤعة ابيها تارة تنظر لأبيها بنظرة ناقمة و تارة منكسرة و تارة أخرى بنظر لامها نظرات تائهة لا تدرى ماذا تفعل أو ماذا تريد فانطلقت مسرعة إلى حيث غرفتها تندب حظها و تنعى حالها و يزداد حقدها على سهيلة
ن
الفصل السادس عشر
عند زينه....
انهت عملها بذلك اليوم و انصرفت
الى حيث تسكن بالملهى الليلى و عندما وصلت غرفتها أغلقتها جيدا و أخرجت هاتفها
من الحقيبة و قامت بالإتصال على شريكها على الرفاعى.
زينة ألو أيوة يا على باشا.
على أيوة يا زينة طمنينى عملتى إيه
زينة اديته الملف يا باشا و حكيتله قصة حياتى زى ما اتفقنا بالظبط بس دا ناوى يبعت حد يتأكد من كلامى دا طلع مش سهل خالص يا باشا.
على مش قولتلك يوسف دا داهية بس ما تقلقيش انا مظبط كل حاجة.
ردت عليه
بلهفة
صحيح يا باشا يعنى مش هيعرف يوصل لحاجة
على باستغراب انتى مالك خاېفة كدا ليه
زينة بتلعثم اص اصله عقر أوى و أنا خاېفة ليكشفنى و يودينى ف داهية .
على لا مټخافيش مش هيوصله غير اللى انا عايزه يوصله و بعدين تلت تربع اللى قولتيه صحيح.
زينة
متابعة القراءة