تائهة بين جدران قلبه دعاء الكروان
المحتويات
تستعين به و تمد له يديها لكى يأخذها اليه و استمر نومه على هذا المنوال الى أن قام لصلاة الفجر و هو متخبط لا يعلم اهى خير أم شړ.
الفصل السابع عشر
مساء فى المقهى العربى بلندن .....
بالفعل قامت ديما بالاتصال بيحيى و طلبت منه الحضور الى المقهى لاصلاح جهاز الضغط فوافق يحيى على أن يحضر فى المساء لأنه ليس لديه وقت كاف للحضور نهارا ففرحت ديما بقدومه و قررت أن تصلح من حالها فهى اقتنعت بأن ملابسها لا تليق بفتاة محجبة كما لفت انتباهها يحيى لذلك من قبل.
كانت تجلس على الطاولة الخاصة بها تفكر ترى كيف ستكون ردة فعله عندما يرى مظهرها الجديد هل سيهتم و يفرح ام أنه لن بنتبه لها من الاساس و فى خضم شرودها به وجدته أمامها ينظر لها بإعجاب شديد و البسمة تشق وجهه الوسيم فجعلته بدا أكثر وسامة فبادلته الاخرى بنظرة هائمة استفاقت منها على صوته صباح الخير ديما... ايه اللوك الجميل دا ما شاء الله قمر.
نظر الاخر لها بهيام و قال لها بنبرة رقيقة تتناسب مع حالتهما طبعا حلو كدا بقيتى أحلى بكتيير
احمر وجهها من غزله الصريح بينما الاخر لم ينتبه الى حالته و كلامه الا بعد ان انهى عبارته فأحس بالحرج و حمحم قائلا مغيرا مجرى الحديث احم... هنفضل واقفين كدا!
جلسا الاثنان قبالة بعضهما فخطڤ نظره مظهرها الجديد بذلك الفستان الفضفاض الطويل الذى لا يظهر جسدها و ذلك الحجاب الذى يغطى شعرها و رقبتها بالكامل حتى وجهها خالى من مساحيق التجميل الا من القليل على عكس ما رآها سابقا حقا كانت كحورية جالسة أمامه أدار دفة الحديث و هو ېختلس النظرات لها بين الحين و الآخر كان متعجبا من نفسه فكيف اختطفت انظاره لها هكذا حتى إنه تلعثم فى الحديث أكثر من مرة حتى استعاد ثباته و قال..
شعرت بحرج شديد فيبدو أن حجتها للقائه كانت حجة واهية و ربما أحس منها أنها اتخذت ذلك الامر كحجة لملاقاته فردت لكى تحفظ ماء وجهها أنا آسفة كتير يحيى كنت مفكرة انه هداك الشى من اختصاصك فقولت فرصة انت تصلحة خاصة زى ما بتعرف انا ما بعرف حدا هون و لا حتى الاماكن.. سكتت قليلا ثم قالت و الله ما بعرف اكتر
فطن حرجها كما فطن ارتباكها ف الحديث
فأراد أن يخفف عنها قائلا عادى يا ديما انا لو مكانك هعمل كدا بردو و
بعدين مفيش أسف بينا هو احنا مش اتفقنا نكون أصحاب
ديما ايه ايه أكيد... ثم ابتسمت بحب قائلة بتشكرك كتير يحيى.
رد عليها بمرح طب كفاية تشكرات بقى و هاتى الجهاز أشوفه.
تتوهج فى قلبه فرحب
بها و قرر أن يعطى لقلبه فرصة ينبض من جديد و لكن هذه المرة للشخص الصحيح.
فى شركة آل سليمان.....
فى نفس اليوم التى قدمت فيه زينة ملفها ليوسف كلف أحد رجال الحراسة الخاصة به أن يتقصى حقيقة أمرها على أن تأتيه المعلومات الصحيحة عنها فى اليوم التالى .
صباح اليوم التالى .....
كان يوسف جالسا على مقعد مكتبه يتفحص المعلومات التى تم جمعها عن زينة و عندما وجدها مطابقة لما قالته ابتسم بإرتياح و شرد فيها و أحس أنه بحاجة شديدة لأن يراها فرفع سماعة هاتفه و أمر رامز بأن يرسل إليه القهوة مع زينة.
بعد قليل دخلت عليه حاملة قدح القهوة فخفق قلبه لمرآها و ابتسم بجاذبية خطفت أنفاسها فأسرعت بوضع القهوة على المكتب قبل أن يهوى قلبها من جاذبيته فتهوى منها القهوة تباعا لذلك ابتعدت خطوة و قالت له تأمر بحاجة تانية يا مستر.
حاول أن يكبت ابتسامته المعجبة و قال لها بعملية الأمر لله وحده... انا كلفت محامى الشركه يجهز العقد و على بكرة ان شاءالله يكون جاهز و تشوفيه و تشوفى شروطه هتناسبك ولا لأ و لو تمام تمضى عليه و يبقى على بركة الله.. اوكى
ردت بفرحة ماشى يا مستر ان شاء الله يخليك يارب.
رد عليها بجدية بس لازم تلتزمى بالعقد و تاخدى الحكاية جد مش مجرد تجربة لانى ناوى باذن الله زى ما وعدتك انقلك قسم الحسابات ... تمام
أماءت له بفرحة قائلة ان شاء الله هكون عند حسن ظنك يا مستر.
يوسف تمام... تقدرى تروحى تكملى شغلك.
زينه عن إذن حضرتك.
انصرفت زينة بينما هو ظل محدقا فى اثرها شاردا فى طيفها فاخذ يستغفر الله و يمسح وجهه بكفيه عله يشفى من سحرها.
فى فيلا راشد سليمان ......
كانت جالسة فى تختها ضامة ركبتيها الى صدرها و مستندة بذقنها على ركبتيها ممسكة بهاتفها تشاهد صور معشوقها و معذبها تنتقل بين كل صورة و الاخرى و تتنهد بحړقة من تجاهل حبيبها لها ظلت على هذا الوضع قرابة الساعة وبعد ذلك أغلقت الهاتف و وضعته بجانبها و أخذت تتضرع الى الله يا رب اجعله من نصيبى... يا رب انا مش قادره اتخيل نفسى مع حد غيره .... يا رب انا ھموت لو حب واحدة غيرى يا رب خدنى قبل ما أشوف اليوم دا... ثم انخرطت فى نوبة من البكاء الى أن غطت فى ثبات عميق.
فى هذه الأثناء كاد والدها أن يدخل غرفتها و لكنه توقف حين سمع دعائها و انفطر قلبه عليها و تمنى من الله ان يريح قلبها و يقر عينها بزواجها منه فمازال يشعر بهذا الذنب الذى يؤرقه و يرى عقابه فى عڈاب ابنته و لوعتها فتركها تتضرع الى الله و انصرف الى غرفته يجلد ذاته على ذنب تلك المرأة الذى انتهك حقها ثم دعسها بقدمه و غادر البلاد دون أدنى شعور بالذنب.
عودة لشركة آل سليمان
..دخل رامز الى مديره ليذكره بأنه لديه مقابلة مع عميل مهم بعد ساعة تقريبا فأمره ألا يزعجه أحد أثناء هذه المقابلة و أن يرسل إليه زينة لكى تقوم بترتيب المكتب و تعطيره قبل مجيئ العميل المهم.
بالفعل قامت زينة بعملها على أكمل وجه و انصرفت و إتى موعد المقابلة و جاء الضيف المنتظر و رحب به يوسف ترحيبا حارا و جلسا سويا فى صالون المكتب و استأذن يوسف من الضيف قليلا و خرج الى رامز و أمره أن يرسل المشروبات مع العم ابراهيم و ليس زينة.
وصل زينة هذا الأمر فتعجبت لذلك و لكن فضولها دفعها بأن تذهب هى لتقديم المشروبات بحجة ان العم إبراهيم متعب و لديه أعمال أخرى.
طرقت زينة باب المكتب ثم دخلت مباشرة فجحظت عينى يوسف من الڠضب لأنها لم تطيع
متابعة القراءة