تائهة بين جدران قلبه دعاء الكروان

موقع أيام نيوز

افتحى يا زينة أنا جلال.
اتجهت نحو الباب و فتحته و تصنعت المفاجأة و قالت له الله..جلال!... حمدالله على السلامة جيت امتى! 
جلال بسعادة لرؤيتها لسة واصل من شوية... هنفضل واقفين كدا و لا ايه! 
زينة تعالى نقعد برا ف الصالة.
جلال تعالى.
ذهبا معا الى صالة الشقة الملحقة بالملهى الليلى و جلسا على احدى الارائك و قال جلال عاملة ايه يا زينة!
زينة انا كويسة الحمدلله.. انت اللى اخبارك ايه!.. ثم قالت بترقب انت خلصت تدريباتك!
رد عليها بأسف يا ريت يا زينة.. دا انا أخدت اجازة النهاردة بس بعد محايلة... جيت عشان اشوفكو و اطمن عليكو.
زينة بفرحة داخلية و لكنها تصنعت الحزن النهاردة بس!... ما تقعد كمان يومين.
جلال يا ريت ينفع.
زينة بمكر معليش بقى يا جلال أكل عيشك و لازم تمسك فيه بايدك و سنانك... احنا مصدقنا تجيلك شغلانة أوبهة زى دى عشان نتفشخر بيك كدا.
قهقه على طريقتها ف الحديث و قال الله يحظك يا زينة.. هههه... ماشى انت تؤمر يا باشا.
زينة ربنا يثبت اقدامك يا رب.
جلال كنتى وحشانى اوى.
زينة و قد بدا عليها التوتر فهى لا تريد أن تسمع هذا النوع من الكلام منه احم.. و انت كمان وحشتنا كلنا.
جلال بخيبة أمل كلكو مين! 
زينة انا و خالتى سهام.
جلال و قد فهم هروبها و مراوغتها فى الحديث اه..طيب.
ظلوا يتحدثون فى شتى المواضيع و زينة قلبها يشتعل بسبب ارجاء لقائها بيوسف فكان عقلها شارد فيه طيلة الوقت و أخذت تسب و ټلعن جلال الذى حال بينها و بين حبيبها و لكنها حمدت ربها أنه سوف يسافر فى صباح اليوم التالى فأخذت تهون على نفسها و تمنيها باللقاء القريب.
أما عند يوسف...
انطلق بسيارته الى الشركة على أمل لقائها اليوم وصل الشركة و من ثم دخل مكتبه فأحس بغياب روحها عن الغرفة فتملكه الشعور بالاحباط و لكنه أخذ يمنى نفسه بأنه جاء مبكرا و ربما هى فى الطريق و لكنها لم تصل بعد.
بعد قرابة الساعة استدعى رامز و طلب منه أن يرسل زينة بالقهوة فأخبره بما كره أن يسمعه ألا و هو عدم مجيئها الى الآن.
انصرف رامز تاركا مديره يشتعل من الاشتياق فأصبح قلبه بركانا من الشوق يتأجج بالحنين و القلق عليها فى ان واحد.
أخذ يجوب غرفة مكتبه ذهابا و ايابا ممسكا بهاتفه حتى حسم أمره و اتصل بها أخيرا و لكن ياللحظ العثر فان هاتفها مغلق فازداد قلقه عليها أضعافا مضاعفة.
أعاد الاتصال بها عشرات المرات على مدار اليوم و لكن مازال هاتفها مغلق.
ضړب الكرسى الذى أمامه بقدمه من فرط العصبية و قال پغضب لااااا كدا كتير... معقول مش هتيجى تانى!...طب ممكن الست اللى عايشة معاها دى تكون
هى اللى منعتها... لا لا ما هى قالت لرامز انها تعبانة إكيد لو مش هتيجى تانى كانت قالتله... آه انا تعبت من كتر التفكير.
ترك الشركة و استقل سيارته يدور بها فى الطرقات كعادته الأخيرة.
الفصل الثانى و االعشرون
استقل يوسف سيارته و جاب بها الطرقات كان يقود على سرعة عالية على عكس عادته فى القيادة لا يأبه لشيئ إلا لها ظل يقود و الأفكار السيئة تعصف به حتى إنه لم ينتبه لذلك الملف بالطريق و سار باتجاه مستقيم و لم يدرى إلا عندما وجد نفسه منحرفا عن الطريق و لحسن حظه أن الطريق الجانبى كان أرض زراعية فحاول كبح جماح سرعته و لكنه لم يستطع أن يسيطر على السيارة حتى انقلبت على جانبها على الطريق الجانبى و غاب يوسف عن الوعى.
توقفت بعض السيارات التى كانت آتية خلفه و نزل بعض الشباب و بعد محاولات استطاعوا ان يخرجوه من السيارة و نقله احد مالكى السيارات الى أقرب مشفى استثمارى بالمكان. 
تسلمه العاملون بقسم الاستقبال و بعد الكشف نقله الطبيب فورا على غرفة العمليات. 
قام أحد موظفى الاستقبال باستلام أغراضه التى كانت معه بالسيارة و من ثم استطاعوا التعرف عليه من هويته الشخصيه و قاموا بالاتصال على عمه راشد فأسرع فورا و معه سهيلة بالذهاب الى المشفى و هما فى حالة شديدة من الهلع و القلق عليه. 
وصلا أمام غرفة العمليات و انتظروا قرابة الساعتين حتى خرج يوسف و نقل لغرفة العناية المركزة. 
استوقف راشد الطبيب لكى يطمئن على حالته فقال له الطبيب الحقيقة فى چرح عميق ف الراس و فى ارتجاج فى المخ مأثر طبعا على درجة وعيه و احنا هنسيبة تحت الملاحظة فى العناية المركزة و لو لقينا مفيش أضرار تانية حصلت بسبب الارتجاج هيخرج لغرفة عادية.. المسألة مسألة وقت مش أكتر و بالمناسبة فى دراع مكسور تقريبا اتكسر و الناس بتخاول تخرجه من العربية. 
بدت علامات الصدمة و الألم علو وجهيهما فشكر راشد الطبيب و جلسا على مقعد أمام غرفة العناية لأن الدخول ممنوع. أخذو يتضرعوا الى الله أن ينجيه و أن تمر الساعات القادمة على خير.
أخيرا وطئت قدماه أرض الوطن بعد غياب أكثر من عام لم يحاول فيه النزول حتى يتجنب رؤية من كان يظن أنه يعشقها و لكن قلبه الأن ينبض لديما ليس غيرها و كإنه لم ينبض لإخرى من قبل. 
كان يجر حقيبته خلفه و عينيه تحوب أنحاء المطار مشتاقا لوطنه الغالى ينتظر رؤية أخيه و عمه بفارغ الصبر. 
خرج من المطار و استقل سيارة أجرة أوصلته الى الفيلا و كان الليل قد حل بذلك الوقت. 
عبر البوابة الكبيرة و سار بالحديقة حتى وصل للباب و قام بقرع الجرس. 
فتحت له سعاد الباب و تفاجأت من وجوده فرحبت به ترحيبا حارا و بعد السلامات قال لها اومال فين يوسف و عمى! ... هو البيت فاضى كدا ليه! 
أجابته سعاد بحزن بالغ للاسف يا أستاذ يحيى يوسف بيه عمل حاډثة بالعربية النهاردة و محجوز ف المستشفى دلوقتى. 
صدم يحيى و انتابته حالة شديدة من القلق على أخيه و قال لها بصوت فزع قوليلى بسرعة مستشفى ايه! 
انطلق مسرعا
الى المشفى بعدما ترك حقيبته على الباب و أخذ سيارة أجرة. 
وصل يحيى الى المشفى و سأل على غرفة أخيه و
صعد له بسرعة البرق فوجد عمه و سهيلة جالسين على المقاعد أمام غرفة العناية المركزة منكسين الرأس فى حزن شديد فوقف أمام عمه قائلا عمى ايه اللى حصل ليوسف. 
انتفض عمه من المفاجأة و سهيلة أيضا فاحتضنه قائلا يحيى حبيبى حمد الله على سلامتك يا ابنى.. جيت امتى! .. و مقولتش انك جاى ليه! 
يحيى انا آسف يا عمى.. قلقى على يوسف نسانى انى اسلم عليكو.. ازيك يا سهيلة!! 
سهيلة
الله يسلمك يا يحيى .. حمد الله ع السلامة. 
راشد انت ازاى لحقت
توصل بعد ما عرفت.. دى الحاډثة مافاتش عليها خمس ست ساعات!! 
يحيى انا حاجز بقالى اسبوع تقريبا و عرفت بالحاډثة لما وصلت البيت... انا كنت كدا كدا
جاى بس كنت حابب اعملها مفاجأة ليوسف.. قالها ببالغ الحزن و الأسف. 
راشد حمدالله على سلامتك يا حبيبى.. ان شاء الله يوسف هيبقى كويس و هيقوم بالسلامة. 
يحيى بقلق احكيلى يا عمى اللى حصل. 
حكى له عمه تفاصيل
تم نسخ الرابط