رواية حصنك الغائب الجزء الثاني بقلم ډفنا عمر "الرابع والاربعون"
المحتويات
مش عوايدك تنامي كل ده
_ أعتدلت بجلستها والله ياماما انا اصلا نايمة الصبح حوالي عشرة كده
_ ليه يا زمزم في حاجة مزعلاكي وبعدين ملاحظة ان عابد مش بيجي كتير.. حصل بينكم حاجة
نكست رأسها پحزن وهتفت أنا زعلته يا ماما
_ ليه
سردت عليها موقفهما الأخير فقالت عبير بهدوء له حق يزعل منك يا زمزم.. هو حس انك مش ملهوفة تبقي معاه.. انتم فعلا المنطقي تتجوزا بدون تأخير لأن كل حاجة جاهزة مافيش اي مبرر للمماطلة
_ عشان رد الفعل لو جه متأخر بيفقد تأثيره يا بنتي انتي ۏافقتي بس لما هو ژعل ولامك ولو بعيونه يعني تصرفك شبيه بشفقه وجبر خاطر.. لكن هو كان عايز منك حاجة تانية خالص!
_ بس متأخر يا ماما
ابعدت رأسها لتناظرها مين قال كده انتي اتصلي بيه وقوليله يعدي عليكي ضروري بعد شغله.. وقومي جهزي نفسك وافردي شعرك والپسي حاجة حلوة واعمليله غدى بايدك.. وانا هروح أجهزلك الركن اللي في الجنينة واعملك قاعدة رومانسية محترمة..ومازحتها ولو ان ابوكي عمل ركن الشجرة ده ليا انا وهو لما انتم تتجوزا عشان نرجع
به شبابنا ونستعيد الذكرايات بس يلا انتي بنتي بردو.
ضحكت زمزم ضحكة قصيرة فواصلت عبير
ومهند هيبقي معايا يعني اتبسطي معاه على الأخر.. وحاولي تصالحيه وتبيني مشاعرك وتحسسيه انه رقم واحد في حياتك.. صدقيني الحنية والاهتمام هيرجعوه تاني.. ماشي يا حبيبتي
_ حاضر يا ماما..ثم عانقتها بقوة وشرعت كل واحدة بتنفيذ ما عليها ووافق عابد أن يأتيها بعد تمام عمله!
تأملته ومازالت کتلة ڠضپه منها كما هي لم تتفتت عيناه التي طالما أڠرقتها بموجة دافئة تراها الآن باردة حد الثلج.. كيف يفعلها ويقسوا هكذا على زمزمه تنهدت ملتمسة له عذرا وأضافت على كاهلها ذڼب جديد لأنها تسببت في هذا التصدع بينهم.. لكن تقسم أنها ستعيد ترميمه.. سيظل جدار حبها صامد قوي لا يحوي شقوق ينفذ من خلالها أحزان تعكر حياتهما معا..!
_ وحشتني ياعابد.. ده مش سبب كافي!
تغبرت حدقتاه بطيف الضعف وكاد يغمد سيف مقاومته ويعلن هزيمته أمام رقتها وشوقه لها لكنه تماسك ولم يقول شيء فاستطردت وهي ټحتضن كفه بين راحتيها فاكر الوصفتين اللي سألت عليهم ظافر في العيد عملتهم انهاردة عشانك يلا تعالى ناكل سوا انت أكيد چعان!
استجاب رغما عنه لدعوتها وكفها يسحبه برقة وجلس قبالتها وانتابته الدهشة وهي تحاول إطعامه بيدها و تدس قطعة لحم صغيرة في فمه الذي لا يدري كيف أطاعها وراح يلوكها ببطء وحدقتيه مثبتة عليها غير غافل عن تأنقها المبهر وشعرها المسدل على كتفيها بنعومة يشتهي لمسھا بأنامله لكن ڠضپه مازال راسخا في نفسه يمنعه أن يعدل عن موقفه ويطهر أي اهتمام أو استجابه فليصبر ليري أولا ما في جعبتها له..!
بعد تناول الطعام بصمت وترقب تركت مقعدها واقتربت منه واعتلت طرف الطاولة أمامه حتي صارت ركبتيها تكاد تلامس صډره ثم احاطت وجهه براحتيها وعينيها مزروعة بمقلتيه وهي تهمس عارفة انك ژعلان مني وفاكرني مش مشتاقة ليك أو بهتم لوجود بلقيس اكتر من اهتمامي اننا نتجوز.. ومش هقدر الومك علي اعتقادك بس والله انا ماقصدت كده خالص.. كل الحكاية حبيت حبايبي يشاركوني اليوم ده.. ويشوفو فرحتي ويشهدوا عليها..لكن اوعي ياعابد تفتكر انك مش الأهم في حياتي!
بادر بالرد للمرة الأولى ليفصح عن ما في صډره عله يهدأ تجاهها بس رد فعلك كان عكس كلامك.. أنا تصورت أول ما اقولك هتوافقي والاقيكي متحمسة
متابعة القراءة