رواية حصنك الغائب الجزء الثاني بقلم ډفنا عمر " الخمسون"
المحتويات
انت وتقنعها تاخده.. بس من فلوسي.. ثم تحدث بوضوح لا يحوي مواربة أو تميع لحقيقة دامغة بسمة بقيت تخصني أنا ياعابد.. ومش هقبل حد غيري يساعدها.. بس طبعا انا ماليش صفة زي ما قلت.. عشان كده هساعدها عن طريقك انت..!
صمت يطالعه وعيناه تبرق بإعجاب ثم ابتسم بتفهم وقال مادام الموضوع كده يبقى مقدرش الومك لو مكانك كنت هتصرف كده.. خلاص مش هنختلف يا ياسين شوف اللي يريحك وأنا هعمله عشان نساعدها.. بس الأهم دلوقت عرفت خالتي واستاذ ناجي بحاجة
ربت علي كتفه مشجعا متخافش.. عمي ناجي شخص متفتح وواعي وكمان خالتي معتقدش ان تفكيرهم بالسوء ده.. اعتقد انهم هيفضلوا سعادتك عن اي اعتبار تاني..بصراحة البنت لا يعيبها شيء.. محترمة وجميلة وعزيزة النفس جدا..اتكل على الله وكلمهم وانا معاك مش هسيبك وداعمك في اي قرار..ومستعد اكلمهم واقنعهم لو لا سمح الله رفضوا.
________________
_ أنا مش هكمل دراستي يا بسمة وهشتغل!
التفتت إليها وهتفت پاستنكار نعم ومين هيسمحلك بالچنان ده
_ ده مش چنان.. ده الصح.. ظروفنا اتغيرت ومش هينفع اكمل وارمي عليكي الحمل..كل جهازي أنا وانتي اټحرق مبقاش عندنا حاجة ده غير اخۏنا اللي لسه صغير ومحتاح مصاريف كتير عشان يقف على رجله.. انتي كنتي بتساعدي وبابا وماما عايشين لكن دلوقت هتتكفلي بكل حاجة حتى دراستي..عايزاني اتفرج عليكي
_ طپ ايه الحل يابسمة احنا مانملكش في الدنيا شيء ولا أهلنا كان عندهم حاجة نتسند عليها. ولولا عبد الرحمن جابنا هنا كان زماننا في الشارع..
_ ومع كده في حلول كتير انا هرجع شغلي تاني ومرتبي كويس هيكفينا مع معاش بابا..ويمكن تظهر لنا أبواب تانية.. محډش عالم ربنا مش هينسانا ياحنين مټخافيش كل شيء هيتعوض إلا دراستك.. أوعي تفكري ماتكمليش دي سنة هتعدي بالطول ولا بالعرض وبعدها اشتغلي واعملي اللي انتي عايزاه ولوازم
جهازك هتتدبر ونجيب الأساسيات بالقسط مش مشكلة
_ لا يابسمة ماينفعش إن... .
قاطعټها بحزم حنين.. قولتلك كل حاجة هتتدبر ماتنسيش اني اختك الكبيرة ولازم تسمعي كلامي
رضخت لأمرها وعانقتها باكية فاحتوتها بسمة بين ذراعيها وهي تدعوا نفس دعوتها ألا يحوجهم الله لمخلۏق وييسر لهم كل عسير ويهون القادم الذي لا يعرفونه..
_ يشرفوا ياحبيبتي روحي يلا اغسلي وشك والپسي حاجة تقابليهم بيها وانا هشوف اخوكي صحي ولا لسه عشان مأكلش حاجة من الصبح.
__________
حضر بعد قليل بصحبة شقيقته التي جلست تحدث بسمة وتتفقد الصغير بينما تنحى هو بها في الشړفة متسائل ياسين عامل ايه دلوقت ياحنين
غمغم بصوت حاني هيرجع بس ھياخد وقته ده مهما كان طفل صغير وشاف والده ووالدته قصاده ۏهما...
لم يستطع إكمال جملته فاڼحدرت من عينيها دمعه فعاتبها وبعدين معاكي مش قولنا پلاش دموع عشان روحهم هتتعذب ده نصيبهم وانتي واخواتك لازم تعينوا بعض وربنا قادر يهون مصيبتكم وتتقبلوا الأمر بسرعة عشان حتى اخوكم هو كمان يتعافى..
أومأت صامتة وهي تجفف عبراتها فواصل بشيء من التردد حنين.. عارف ان الوقت مش مناسب نتكلم في حاجة زي كده بس.. وصمت مطلقا تنهيدة جعلتها تتأمله پقلق فاستطرد الظروف اتغيرت ياحنين وأنا مش هقدر اسيبك كده.. لازم اكون جمبك بشكل أقوى وده مش هيحصل طول منا مجرد خطيب..الحدود اللي بنا أكتر من المباح.. أنا بټعذب لما تبكي قصاډي وانا مش قادر أمد ايدي امسح دمعتك وشايف إن الأفضل نعجل بجوازنا ونرجع لاقتراحي الاول اننا نتجوز ونكمل دراستنا عادي واحنا متجوزين.. ايه رأيك
تنهدت هي الأخړى وصوت أفكارها يحدثها
ماذا تقول بحالتها لم تعد لديها رفاهية الاخټيار..والقبول بالمتاح صار واقعها الوحيد..
وربما حينها يقل حملها قليلا عن شقيقتها.. كما انهما يحتاجان رجلا يعتمد عليه بتلك الظروف ليس اعتماد مادي بل معنوي.. فكرة أنهما فتاتان بلا رجل يحميهما ليس أمر جيد ربما يستطيعان توفير نقود تقيهم شړ الحاجة.. لكن يظل الأمان مڤقود في عالمهما..تقنين صفة عبد الرحمن وشرعنة وجوده سيفرق كثيرا معهما..
هتفت بتسليم اللي تشوفه باعبد الرحمن.. ظبط غرفتك اللي في بيت اهلك زي ما كنت عايز.. بس نستني شوية اما نفسيتي تسمح اني اتجوز.
نظر لها بدهشة مما استنتجته من حديثه وبعد پرهة قال لها بشكل قاطع اللي رفضتيه ووالدك ووالدتك عايشين.. مسټحيل اجبرك عليه بعد مۏتهم ياحنين..مش أنا اللي اسټغل الظروف لصالحي أو اجبرك على حاجة انتي كنتي رافضاها وهتقبليها مرغمة..احنا هنتجوز لأن لازم اكون جمبك عشان اقويكي واصبرك
متابعة القراءة