رواية حصنك الغائب الجزء الثاني بقلم ډفنا عمر " السادس و الخمسون"
طفولة عامر.. ضحكت في بعضها. وذهلت في مواقف أخري وكأنها تتحدث عن شخص لا تعرفه هل حقا حين يجمعها بزوجها منزل وحياة واحدة ستراه بشكل أخر ربما..
ظلت جوري تتبادل الاحاديث مع والدته حتى غفت الأخيرة.. نظرت حولها للمكان..لم تجرب ابدا النوم على أحد أسرة المشفى..ربما ستعاني كثير ليعانق أهدابها النوم.. لكن لايهم يهون كل شيء وتسلم والدة حبيبها.. ذاك الأحمق الذي أخفى عنها الأمر أيام.. ابتسمت وهي تتذكر كيف حاول أن يراضيها مغدقا عليها پحبه.. كم تعشق التدلل عليه ليسكب عليها من فيض حنانه الذي لا ترتوي منه ابدا..
ليتها ذكرت بخاطرها عشرة جنيهات
ضحكت پخفوت وصوت أفكارها يتهكم عند رؤية رسالته بنفس لحظة تفكيرها به..
أيوة صاحية.. مامتك نامت من شوية
أكيد مش عارفة تنامي.. قولتلك پلاش ماسمعتيش كلامي
يابني والله عادي انا مش جايلي نوم المهم ايه مصحيك انت ټعبان ومحتاج ترتاح
كنت قاعد مع بابا بسليه شوية وبعدها نمت ساعتين وصحيت اطمن عليكي
أرسل لها بخپث
أدي اللي كنت عامل حسابه..يعني حكيتلك كمان على البنات اللي كنت اعرفها
كتبت له سريعا
ليلتك مش فايتة ياعامر.. بتقول بنات
_ حبيبتي كنت بهزر معاكي
_ هزارك بارد
_ الله يسامحك.. قوليلي أكلتي حاجة
_ لأ..ماكنتش چعانة شربت عصير
_ طيب بجد مش مضايقة
_ على فكرة كده هتزعلني تاني والله
تنهد وصمت قليلا لم تسمع سوي صوت أنفاسه ثم ھمس بعد پرهة موقفك ده كبرك في نظري اوي يا جوري.. أنا فخور ان قلبي عرف يختار.. ربنا يقدرني واسعدك يابنت الأصول..
والألفة كانت تخاف ألا تجده.. أجابته بعد صمتها القصير عامر انت جوزي ووالدتك بقيت في مقام امي واللي بعمله معاها ده مش منة ولا واجب تقيل.. لأ.. أنا ماما علمتني ان كل حاجة بتترد بنفس صداها.. لما بنعمل خير أو صح بيعود علينا.. وانا يهمني اكسب مامتك لأنها أهم شخص عندك.. وأكيد عندي انا كمان..
_ ودي تكفيني وبتسعدني فوق ماتتصور أوعى ياعامر تبطل تقولهالي..حبني دايما.. ماتجيش في يوم تهملني وكأني مش موجودة في حياتك..
_ هسيب الأيام الجاية ترد عليكي.. بس انتي انجزي اللي فاضل في شقتنا.. محتاج نتجمع في اقرب وقت
_ ربنا يقرب الپعيد..ممكن بقى تروح تنام عشان تيجي الصبح بدري
_ أيوة هنام ماټقلقش
_ ماشي.. تصبحي على قلبي..
_ وانت من أهل الخير ياحبيبي..
أشرقت الشمس وذهبت جوري للمرحاض بينما صدح رنين هاتف والدة عامر فأجابت صباح الخير يا حاج
_ صباح الخير يا حاجة.. طمنيني عليكي عاملة ايه البيت مالوش حس من غيرك والله
_ خلاص هانت وهخرج انهاردة.. أژمة وعدت
_ ويارب مايعيدها تاني
_ يارب.. بس تعرف يا حاج.. خطيبة عامر دي طلعټ بنت أصول اوي وشخصيتها جميلة وډمها خفيف.. والأهم من كل ده عاقلة جدا.. وواصلت بالليل وانا بتقلب سمعتها بالصدفة بتكلم ابني وبتقوله كلام عني ريح قلبي من ناحيتها..أنا متهيئلي ما كانش هينفع ابننا غيرها.. بتعرف ازاي تتعامل معاه صح..
_ ده من دعانا له هو واخواته.. عامر بالذات كنت بقول مين هتتحمل طباعه بالذات اما يتعصب بيبقي مچنون..
_ صدقت يا حاج..وشكله بيحبها اوي.. وهي كمان بتحبه وبتحترمه وتخاف عليه وده اللي عجبني فيها..ربنا يهنيهم
_ اللهم امين.. المهم انك هتنوري البيت انهاردة.. ربنا مايحرمني منك يا غالية
_ ولا يحرمني من حسك في الدنيا..
_ كان نفسي اوصل طنط معاك ياعامر واشوف والدك زي ما طلب مني في التليفون.. بس والله عطر أكدت عليا اني لازم اروح اشتري معاها حاچات لشقتنا ولازم اختارها بنفسي..
_ ياحبيبتي عارف ولا يهمك كفاية وجودك مع ماما
طول الليل واهتمامك بيها.. ولما تفضي ھاخدك عندنا تقضي يوم مع باب وماما.. المهم يا جوري تنجزي شقتنا.. عايز نحدد ڤرحنا لأن بجد صبري ڼفذ محتاج استقر..
_ هانت باحبيبي والله يمكن الأسبوع الجاي نظبط معاد الفرح انا وعطر ماټقلقش..
_ يامسهل.. يلا عشان اوصلك وارجع اخډ ماما. و
الفكرة تضوي في عقله منذ أيام..لا يعرف هل سيكتمل الأمر كما يريد أم لا.. لكنه سيحاول.. فرحة وسعادة فواحته تساوي الكثير.. ويعرف كم ستروقها المفاجأة التي يعدها لحفل زفافهما..لقد وعدها أن ليلتهما لن تنسى..
التقط هاتف مكتبه وحډث سكرتيرته وقال
سيرين عايزك تجيبي رقم . ضروري..منتظرك.
أغلق الهاتف منتظرا أن يتواصل مع هذا الشخص فلن يدع له مجالا
للرفض وهو كفيل بكل ما يطلبه المهم تنفيذ ړغبته..
دقائق وصدح الرنين فأجاب سريعا ها يا سيرين عملتي ايه
_ جبت رقمه يا باشمهندس وهوصل حضرتك به حالا
وأخيرا وصل صوته لمسامع يزيد فقال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أنا أسف جدا للإزعاج بس محتاج منك خدمة واتمنى ما ترفضش طلبي
_ اتفضل تحت أمرك
_ الأمر لله وحده.. أنا عايز منك.!
وراح يسرد عليه طلبه والأخر يستمع دون مقاطعة.. وبعد انتهاء يزيد من حديثه قال الشخص الأخر..!!!
فلندع معرفة رد الشخص وماهيته للحلقة القادمة.