رواية تحفة بقلم ډفنا عمر الفصل السابع
المحتويات
الفصل السابع
حسيبك للزمن لا عتاب ولا شجن
تقاسي من الندم وتعرف الألم
تشكي مش ح اسأل عليك
تبكي مش ح ارحم عينيك
يا للي ما رحمتش عينه
لما كان قلبي في ايديك.
حين تجسد الكلمات شعور ما داخلك وتخترق نغمة الصوت الحزين ثقوب روحك المهترئة فتثير الذكرايات البعيضة في نفسك تبحث عن شربة فرح تجرعتها يوما في عمرك الفائت لا تجد شيء يشفي قلبك المكلوم.
هي الأن بين مجتمعها سيدة مطلقة النظرة القاسېة في عيون من حولها تخبرها عن چحيم أخر ينتظر حياتها القادمة.
وهي ضعيفة کسيرة الجناحان.
وبخضم وهنها تدفق لخيالها لمحات لما كانت تقاسية
وهج قوتها الجديدة صارع عتمة وهمها بالضياع الذي أصابها بغتة أي أمان التي تتكلم عنه أي صبر كانت تحتاجه أكثر.
وأي مجتمع هذا الذي تعمل له حساب و وزن!
هل أنقذها مجتمعها من براثن الظلم الذي عاشته وحدها
لقد استباحوا فيها كل شيء ولم يبقا لهم معها رصيد لتتحمل.
ناقوس الندم لا يجب أن يدق إلا بقلوبهم وضميرهم.
العالم لا يخيف القوي المؤمن المتوكل علي ربه.
من الأن فصاعد سوف تكون مؤمنة قوية العزيمة ستعمل علي تقوية صلتها بالله ليعينها ويدعمها ليس لها حجة إن ظلت تاركة للصلاة غافلة عن ذكره وإلا لن ينتظرها سوي الضنك والكرب انسحبت من شرفتها بعد أن اغلقت ضلفتيها بإجكام وذهبت لتتوضأ وتصلي لعل صدرها ينشرح ويهدأ.
بصوت متثائب سألتها سارة التي تشاركها الغرفة لتجيبها الأولى مبتسمة بشجن مجاليش نوم قلت اقف اشم هوا في البلكونة شوية.
اعتدلت قليلا وهي توليها اهتمامها بسؤال حاني لو عايزة تفضفضي في حاجة تعالي وأنا هسمعك خرجي كل حاجة جواكي يا أشرقت.
مفيش حاجة عايزة اقولها يا سارة بالعكس أنا عايزة أنسى.
لتردف الأخيرة النسيان بياخد وقته مفيش
مريض بيخف فجأة غير لما بيحدد الأول وجعه فين ويقرر يعالجه وانتي دلوقت في مرحلة العلاج يا أشرقت يمكن هتألمي بس الأكيد إنك هتتعافي الدنيا لسه قدامك مش وراكي يا بنت خالتي أكيد في خير كتير مستنيكي.
تأملتها أشرقت بامتنان أثر حديثها القصير وجد صداه داخلها أثار بها قدر من الأمل أن الشفاء آتي ويوما ما لن تتألم مثلما هي الأن.
صوت طرقة رقيقة علي الباب جعلت سارة تصيح
بابا بيخبط عليا عشان صلاة الفجر تصلي معانا يا أشرقت
_ ياريت.
قالتها بلهفة و دون تردد كأنها تتمسك بطوق نجاة يعصمها الڠرق ذهبت لتستعد هي وابنة خالتها للصلاة لتجد العم سلامة والخالة يتأهبان بدورهما لذات الأمر تنسمت من حولها عبير راحة وطمأنينة لما تجربهما من قبل هالة السلام التي أحاطتها طغت علي روحها وهي تصلي بينهم صلاة الجماعة وداخلها راحت تتعجب.
أين كانت من تلك الحياة
وكيف تظن أنها تسرعت بكسر قيودها حين تحررت من عزت
كيف تصورت للحظة أنها ضحت بأمانها. الأمان هو ما يغشاها الأن و صوت العم يرتل القرأن بصوت هاديء يجيد تشكيل احروفه بما يليق بكلمات الله جل جلاله.
ختم صلاته ليتبعه النساء الثلاث فتصيح سارة وبقايا النوم لا تزال تختبيء بعيناها أرجع أكمل نومي بقا ساعتين وهقوم عشان أروح الجامعة.
تبسم والديها وتركوها لتنظر الخالة لأشرقت قائلة برفق وانتي يا حبيبتي هتنامي زي بنت خالتك ولا هتفضلي شوية
الحقيقة أن هي الأخري تريد النوم بشدة شعور الراحة الذي يغزوها الأن بعد صلاتها معهم جعلها تتخلص من حالة الأرق التي أصابتها.
_ عايزة أنام يا خالتي.
ربتت علي جانب وجهها بحنان هاتفة نوم العوافي يا قلب خالتك.
تدثرت بغطائها وسريعا ما غطت في النوم
لأول مرة تنام دون أن تدور و ټصارع الأفكار المؤرقة بعقلها.
دون أصوات تخيفها تلومها وذكرايات تعذبها.
ولم تدري أشرقت عن تلك التي تفقدتها بعين الشفقة وهي تحكم عليها الغطاء ثم تقبل رأسها تاركة الغرفة في هدوء.
_ رايحة فين بدري كده يا خالتي
لحقتها قبل أن تغاق الباب لترد الأخيرة هجيب فطار وبالمرة أشتري خضار وفرختين عشان الغدا يا حبيبتي.
جذبتها أشرقت بإصرار هاتفة عيب أوي يا خالتي أكون موجودة و تنزلي بنفسك والله ما حد مقضي طلباتك غيري.
ابتسمت وهي تداعبها لأ ياختي مش ناقصين مشاكل رجالة الحتة هنا عيونهم زايغة هيعاكسوكي وعمك سلامة مش حمل خناق عشانك.
ابتسمت أشرقت لإطرائها المرح لستطردت الخالة بنبرة حنان
متابعة القراءة