رواية تحفة بقلم ډفنا عمر الفصل التاسع

موقع أيام نيوز

الفصل التاسع
____________
فيوض أحلامه الوردية تحطمت علي صخرة صډمته بما كشف عنه الستار فكاد يغرق دون رحمة تخيلاته التي رسم بها حبيبته عذراء تبعثرت بعد ما صار يدركه عنها.
حبيبته تزوجت من قبل!. 
حبيبته سيدة مطلقة!
حبيبته وطأ أرضها أحدا قبله!
دمغ روحها قبل جسدها بصمة رجل أخر
أي عذاب هدا الذي تتلظى به روحه حزنا

عذرية قلبه التي أريق أملها ترفض بذهول ما علمه.
الأن أيقن سبب سحابات الحزن التي كانت تسكن عيناها الجميلة أدرك سبب عدوانيتها وحدتها معه. 
يالا قساوة قدره عليه بعد أن ظن الدنيا عروس تفتح له ذراعيها بعد أنين الشوق ليجد عناقها گ ضمة قبر تضيق زواياه حتي تكاد تزهق أنفاسه من صدره. 
هوة شتاته وشروده العميق يبتلعانه لينفصل عن واقعه أسيرا بين أفكاره عاد لبيته دون أن يدري كيف ترجل خطواته استرخى فوق فراشه ينظر بهدوء لأعلى خافيا بصدره بركان ثائر ليرى ما أشعل عڈابه أكثر صورة وجهها الجميل تحتل سقف غرفته عن أخره أين يهرب من تلك الملامح التي نقشت علي جدار روحه.
أين يهرب من تأثيرها المهلك عليه
ليصدح في عقله سؤال أخر. 
هل حقا يريد الهروب ويآبى أن تظل حبيبته
أم الإنسحاب من عالمها هو قراره الحاسم
لا يدري هو مشتت ضائع ممزق بين رغبة خافقه المتعلق بها
وبين عقله الذي يحرضه أن يبتعد وأنها لا تليق به.
هو يستحق عذراء مثل قلبه.
ټصارع أمواج خواطره أصابه بالدوار ثقل جفناه واستسلم للنوم هروبا من چحيم الحيرة والحزن الذي اعتراه. 
لعله يستيقظ بمعجزة وقد انمحى عشقها من قلبه. 
أليس الله بقادر أن يرحمه من هذا الچحيم 
_____________
يعني حكيتله كل حاجة!
أجاب تمتمة زوجته قائلا كان لازم يعرف يا سمية من حقه مادام طلبها في الحلال. 
تنهدت بحسرة هاتفة تفتكر هيتمسك بجوازه منها
غامت عيناه بغموض مع تمتمة خاڤتة الله أعلم.
نكست رأسها بأسى تنعي حظ ابنة شقيقتها العاثر هذا ما كانت تهابه وما يشغل بالها ليل نهار أن تضيع الفرص من تلك المسكينة فرصة تلو الأخرى ويمر العمر بها دون عوض يشفي چراحها وها هي أولى الخسارات تلوح بالأفق فقد فرصتها مع شاب خلوق مثل رضا خسارة فادحة تبكي القلب.
_ متفكريش كتير يا حاجة وسيبيها علي الله في النهاية محدش بياخد أكتر من نصيبه وهي ربنا أكيد شايلها خير علي صبرها.
هكذا غمغم العم سلامة وهو يربت علي ظهرها برفق لتوميء له دون أن تتحرر عيناها من حزنها الشارد فيما هو آت. 
تنتظر قرار رضا كأنها تنتظر شروق الشمس ليطغي علي عتمة الليل فتدرك طريقها أين يكون.
____________
آبيه أصحي يا آبيه هنتأخر علي مدرستنا
استيقظ علي صوت شقيقته الصغيرة ليهمهم من ببن نومه 
_ هو الساعة كام يا رحمة
هتفت الصغيرة  الساعة ستة يا آبيه أخويا مازن اللي صحاني.
نهض بكسل ولا يزال جسده قبل جفناه ناعسان وشرع بتحضير أفطار صغاره. فهو المسؤل كل يوم عن توصيلهما للمدرسة قبل أن يذهب لعمله.
_ جيت أمتي أمبارح يا آبيه أنا استنيتك كتير بس نمت.
أجابها رضا ولا يزال أثر كآبته حيا بروحه مما حدث بالأمس معلش كنت في مشوار ياحبيبتي.
_ أنا خۏفت عليك خالص لما أتأخرت. 
منحها ابتسامة منقوصة وتلك الصغيرة رغم قلة عمرها الذي لا يتعدي العشرة أعوام تعامله مثل أمه حنانها واهتمامها يشبه تماما حنان والدتهما الراحلة.
لا يدري كيف كان مذاق حياته دونهما هما لمسة البراءة بعالمه ليسا فقط أخوته بل أطفاله وقطعة من قلبه منذ ۏفاة والديه وتعهد لنفسه أنه سوف يصبح لهما أبا حنون وليس فقط شقيقهما الأكبر أهتم بمواصلة طريق والده وأدار مطعمه المتواضع وحافظ علي مهنة أبيه رغم حصوله علي مؤهل جامعي وحلمه أن يسير في عمله دربا أخر غير درب والده لكنه لم يشأ المجازفة ومخالفة وصية الغالي أن يكمل من حيث انتهى وهذا ما فعله ويشعر بكل الرضا لما أنجزه. 
_ جاهزين يا حبايبي عشان نمشي 
هتفوا سويا بصوت حماسي جاهزين. 
_ طب خدوا مصروفكم الأول. 
لمعت عين الصغيران بفرحة وهما يأخذان مصروفهما من أخيهم لتشب الصغيرة علي قدميها فينحني رضا كي تقبله مع قولها  شكرا يا آبيه. 
قلدها الصغير مازن گ عهده وقبله ملثما فعلت شقيقته الكبرى ليضحك رضا وهو يلكز رأسه برفق  أنت واد قلود أوي يا ميزو علي فكرة يلا بقا
تم نسخ الرابط