رواية تحفة بقلم ډفنا عمر الفصل العاشر

موقع أيام نيوز

مليا قبل ان يلمع بعيناها وميض صارم قائلة بحسم  مفيشخلاص قلت اللي عندي و ياريت السيرة دي تتقفل نهائي يا خالتي وإلا هعتبر انك متضررة من وجودي معاكي ومش عايزاني افضل في بيتك.
ورحلت عنها لغرفتها والخالة تنظر خلفها هامسة بحزن 
يا خسارة يا أشرقت خيبتي أملي فيكي رضا عمره ما كان هيبقا زي عزت كان بيحبك وهيشيلك في عيونه. 
لتواصل بعد تنهيدة عميقة 
و مع كده مقدرش ألومك يا نور عيني چرحك لسه حي جواكي من اللي شوفتيه وعيشتيه. 
ثم رفعت وجهها للسماء داعية بحړقة قلب 
منك لله يا عزت أنت وامك كرهتوا البت في الدنيا و خلتوها تزهد كل حاجة ربنا يوريني فيكم يوم زي قلوبكم السودة.
لتختم همسها الحزين بحسرة  يا خسارتك يا رضا
ولم تكن تدري أن ذاك الأخير الذي ذكرته واقفا بذات اللحظة في غرفته ضارعا بين يدي الله يصلي ويسجد داعيا بما في حنايا قلبه كل ذرة بكيانه  تريدها تتمناها تشتهيها قوة تلك المشاعر لم تجتاحه من قبل نحو سواها وحدها من هزمت جيوش قلبه واحتلته دون مقاومة. 
وحدها أخترقت قلاعه ولا تزال تخترقه. 
أبواب خافقه المغلقة ما شرعت علي مصرعيها إلا لها. 
خياله يرسم ألاف الصور لهما معا. 
إذا وافقت أن تشاركه حياته وتحلي أيامه و صباحاته. 
سوف يكون أسعد رجلا ويقسم أن يجعلها أسعد إمرأة.
حتما ستوافق  قلبه الذي لا يحتمل عواقب رفضها لن يفترض غير هذا. 
تفائلوا بالخير تجدوه
هكذا صار يغذي روحه بالأمل
انه في يوم قريب سيقترن بمن ذاب بها قلبه.
بحزن فاضت لزوجها برفض أشرقت الحاسم ليهتف بحكمة
_ده كان احتمال متوقع يا سمية اعذريها بنت اختك اتعقدت من جوزها بعد المرار اللي عاشته معاه طبيعي ترفض فكرة الجواز دلوقت دي زي سجين فضل محبوس سنين وسنين وما صدق شم نسايم الحرية وحس انه عايش أشرقت بتحاول تبني نفسها من جديد من غير ما تحس انها محوجة لحد عايزة تحس انها قوية لوحدها علتها وندبة العمر كله كانت بإيد راجل مش ببساطة هتوافق علي رضا او غيره
قالت بصوت يغلفه الكثير من الشجن 
_ والله فاهمة كلامك ده يا سلامة بس لحد امتي انا زي أمها و عايزة اطمن عليها قبل لما اموت.
ربت علي ظهرها بحنان بعد الشړ عنك ما تقوليش كده كل شيء باوانه وبحكمته ربك قادر يفرجها من عنده. 
دوام الحال من المحال وكل يوم هو في شأن.
تنهدت بقولها ونعم بالله يا حاج ربنا يسمع منك ويبدل حالها ويفتح قلبها للدنيا من تاني.
استيقظت أشرقت تستعد لعملها بوجه متجهم
أفكارها لم ترحمها طيلة الليل ولا تذكر متى نامت
بهدوء غادرت البيت مترجلة بشرود طفيف وعقلها تتصارع خواطره خانتها خطواتها ولم تنتبه لوصولها حيث مطعم ذاك الرجل وقفت تنظر من بعيد ورائحة الأقراص الخضراء الشهية تجذبها ليكون عزوفها هو القرار وهي تتخطي مطعم رضا لن تذهب إليه لا تريد رؤيته مرة أخرى ويا ويله لو فكر أن يأتيها ويفرض نفسه عليها.
أكملت طريقها وضحكة ساخرة تدوي بضميرها حين تذكرت حديث خالتها بالأمس وهي تدافع عنه. 
أي أمان هذا الذي ستجده بكنف رجل بعد ما عاشته 
هل بعد ما حاربت لتنال حريتها تعود وتدخل قفص الذل والعبودية من جديد تحت مسمي زواج وضل رجل
هراء كله هراء لا ضل سيحميها غير ضل روحها القوية. 
لا ذراع سوف تتكيء عليها غير ذراعها هي. 
لا سلطان لأحد عليها ما أحلي عيشتها الأن. 
كيف تبدد أمان حريتها بچحيم الأسر!
يزعمون ان رضا هذا رجلا يستحق فرصة معها. 
أسفة هي للجميع. 
لن تخوض تجربة جديدة كي تختبر صدق ما يزعمون. 
لا يعنيها صدقهم و لن تكترث لهم.
طال انتظاره لها وهو يرمق موضع ولوج زبائنه بلهفة.
أين جميلته المشرقة
لما لم تأتي گ عادتها 
ضنت عليه شمسه القاسېة بالشروق
عتمة خفية تتخلل روحه
شوقه لرؤيتها يحرضه علي الذهاب إليها
لكن ماذا لو علمت بأمر طلبه
ربما هي الأن غير مؤهلة لرؤيته
ربما تحتاج فرصة تستوعب وتفكر وتقرر
حدسه الخفي نصحه ألا يفعل
لن يذهب إليها
و كان الله في عونه حتى يلقاها من جديد. 
إن كان بينهما نصيب في اللقاء. 
هتسيبي شغلك في الصيدلية طيب ليه حصلت حاجة زعلتك هنا
تفهمت أشرقت إنزعاج رفيقتها دينا وصډمتها بهذا القرار المفاجيء لها لكن ماذا تفعل الأجدر بها ان تبتعد عن مرمي ذاك الرجل الذي
تم نسخ الرابط