رواية تحفة بقلم ډفنا عمر الفصل الحادي عشر

موقع أيام نيوز

عليكي بكرة ټندمي علي الجدع ده انتي بتتبطري علي النعمة يا بنتي الراجل مش شايلك من دماغه بدليل اهو ماشي وراكي في كل حتة ولولاه بعد ربنا يا عالم كان جرالك ايه من طليقك العرة ده.
صاحت بضجر وبعدين يا خالتي مش هنخلص بقا إن كان لسه عنده أمل فيا دي حاجة تخصه أنا ماليش فيه وكونه أنقذني مش معناه اني أتراجع عن قراري.
تنهدت باستسلام مدركة أن محاولة إقناعها صار ضړبا من الخيال فقالت بما شغل بالها تلك اللحظة  
طيب هتعملي ايه دلوقت أنا كده هخاف عليكي تخرجي لشغلك أحسن يتعرضلك عزت تاني. 
ضاقت عين أشرقت باستنكار والحل في رأيك ايه أحبس نفسي من تاني وأوصله لغرضه
لتنتصب وعيناها تبرق بقوة وكبرياء لا يا خالتي انا مش هستخبي واعيش في الخۏف احنا مش في غابة وانا اعرف احمي نفسي كويس من ألف زي عزت. 
قالتها لتغادر والخالة ترمق أثرها بشخوص قبل ان تغمغم ياريتك تقدري تحمي نفسك من كل حاجة يا أشرقت. 
لأننا فعلا يا بنتي في غابة. 
____________
الفوضي تعم كل زوايا منزله بشكل فج لم يعد يحتمله
كلما عاد لا يجد طعاما يناسب رجلا يكد ويتعب في عمله المعلبات او الأوردرات الجاهزة تكون الحل الأمثل الذي تقترحه زوجته قمر دائما متعللة أن الوقت داهمها دون ان تطهو شيء كل يوم حجة مختلفة وسخيفة. 
يتعجب داخله! فيما تهدر وقتها إذا وكل مهامها مؤجلة دائما! كومة الأثواب الغير نظيفة تكاد تصل للسقف رائحة كريهة تفوح من المرحاض حتي انه يكتم أنفاسه حين يلجه طبقات التراب تظلل أسطح الأثاث من حوله وكأنه بيت مهجور من أصحابه الأواني المتسخة تملأ حوض المطبخ وتفيض عنه رغم انه ابتاع لها غسالة أطباق كما طلبت منه ماذا يفعل أكثر
ما أثار حفيظته وغضبه أن يد الإهمال طالت طفله الصغير وجده يبكي في غرفته بعيدا أسرع إليه وبفحصه تبين احمرار فخذيه الشديد وحفاضته تكاد ټنفجر من كثرة إمتلائها كل هذا نم عن تقصير زوجته بحق نظافة طفلهما الشخصية وتعقيم جلده الرقيق كما يجب أصابه حزن شديد وهو يتأمل طفله الذي كف بكائه حين عانقه بحنان هامسا له بصوت حاني ألا ېخاف.
العجيب أن كل هذه الخلل لم تظهر إلا بعد ذهاب والدته لتقيم عند شقيقه بضعة أشهر تحليل سريع وعقلاني أوصله لإجابة أكثر منطقية أيقن رفعت أن والدته هي من كانت تتولي كل شئون بيته بدلا عنها دون علمه.
انتفخت عروقه بالڠضب لما صار يدركه وذهب حيث تمكث زوجته الغبية الغافلة عن كل شيء.
_السلام عليكم يا قمر هانم. 
بنبرة ساخرة ألقي تحيته لتتفاجأ بحضوره باكرا على غير عادته والصغير التي ظنته نائم قابع بين ذراعيه قالت بدهشة لا تخلو من ضيق أنت ايه جابك بدري يا رفعت مش كنت تقولي
حدجها بضيق وطافت عيناه سريعا حولها وقشور اللب تملأ الأرض وألعاب الصغير منثورة دون اهتمام هنا وهناك وعلي ما يبدو انها كانت تتابع إحدي الحلقات الدرامية باهتمام وهي تعود وتنظر للشاشة قائلة دون اكتراث معلش بقا يا رفعت مالحقتش اطبخ أنزل هاتلنا أكل من برة قبل ما تغير هدوم.
ظل واقفا يرمقها بنظرة غامضة قبل أن يلتقط جهاز التحكم الصغير ويغلق الشاشة لتلتفت إليه پحده جري ايه يا رفعت بتطفي التليفزيون ليه. ده أحسن مشهد في المسلسل.
_ بس أسوأ مشهد في حياتي أنا يا مدام.
ثم أشار حولها ساخرا بذمتك في أجمل من تفاصيل المشهد اللي حواليكي ده النضافة بتشف وترف في البيت وريحته زي المسک وابنك ما شاء الله من كتر النضافة والأهتمام هينطق و يقولك شكرا علي رعايتك يا ماما.
زفرت بضجر بقولك ايه يا رفعت بلاش نكد علي المسا أنا قولتلك ترجع تجيب شغالة تنضف البيت زي ما كنت بتعمل وأنا حامل وانت رفضت. 
_ الشغالة دي لما كان عندك عذر انما دلوقت عذرك ايه وراكي ايه أهم من بيتك وجوزك وابنك لما تهملي كل ده يبقا لازمتك ايه في حياتنا. 
ثارت لقوله صائحة لا بقولك ايه أنا مش خدامة عندك مش حكم عليا انضف وامسح واكنس واطبخ ريح دماغك وهاتلي واحدة تساعدني أنت مرتبك حلو ومش فقير وتقدر تعيشني مرتاحة.
_
تم نسخ الرابط