رواية تحفة بقلم ډفنا عمر الفصل الأول الثاني عشر
مع همسه أنا شاريكي يا أشرقت وعايزك في الحلال.
لمعت عيناها بدموع متحجرة وقالت وانا بعت الدنيا كلها ومش هشتري غير نفسي بلاش تخسر وقتك معايا
دموعه العنيدة أبت ان تسقط وهو يبتلعها ببن جفناه سريعا لتظل عيناه جامدة امامها وهو يرمقها بحزن.
لكنها رأت دمعته الخفية هذه.
لا تدري هل شعرت بها ام رأتها حقا
لكن ما هي أكيدة منه أن قلبه يبكي الأن
فلن تنجرف معه لعاطفة تسرق حريتها وتمحو غنائمها.
سوف ينساها ويعيش حياة اجمل دونها
أما هي راضية كل الرضا بما تعيشه بعيدا عن عالم لرجال.
عادت تسير أمامه بخطي هادئة شاردة الفكر حتي اقتربت لمسكنها ودون كلمة واحدة ابتعد رضا سريعا دون أن يلتفت خلفه كأنه مثلها يحارب ذاته يحارب قلبه كي يلفظها منه ويتخلص من ۏجع الأسر بعشقها.
لكن جميعهم لا يدرون أنه ليس بمقدورها أن تلبي ما يطلبون.
ولجت بيتها ولم تلحظ ذاك الغامض الذي كان يراقبها من بعيد.
________
وافقت تبيع ضناها
الذهول ومعالم الألم تتجلي بكامل صورها علي وجه والدة رفعت ليجيبها الأخير بهدوء من لم يفاجئه الأمر طبعا وافقت قمر مستحيل ترفض عرض زي ده.
لا تزال الدهشة تكسوا صوتها فيغمغم لها لأنها إنسانة مادية ومعندهاش قلب ولا مشاعر يا أمي صدقيني انا ندمان علي إنها شالت اسمي في يوم من الأيام وبقيت أم ابني الوحيد غلطة هعيش عمري كله أكفر عنها للمسكين اللي مالوش ذنب.
تدفقت دموعها حسرة هامسة يا خسارة ياقمر كل مرة اراهن عليكي تخذليني يا خسارة.
أومأت وهي تجفف دموعها بظهر كفها هاتفة طب منين هتجيب الفلوس دي كلها يا ابني
_ اطمني يا أمي هتصرف.
_ هتتصرف ازاي لازم اعرف.
تنهد مع تمتمته ممكن ابيع العربية أو حتي الشقة وارجع اقعد معاكي شقتي لوحدها تساوي مليون جنيه دلوقت غير عفشها.
دبت علي صدرها باستنكار هتبيع شقتك يارفعت
رمقته بشفقة وحزن شديد قبل ان تربت علي جانب وجهه بحنان عندك حق يا ابني مفيش حاجة تساوي وجود ابنك في حضنك.
واستطردت بنظرة خاصة عموما ماتبعش حاجة.
_ أمال اعمل ايه
سألها بتوجس لتهتف بغموض أنا اللي هعمل شقتك هتفضل ليك انت وابنك.
شردت عيناه بعيدا والدعوة الأخيرة تبدو له بعيدة بعد السماء فمن الأن وصاعد لن يفكر إلا في مصلحة صغيره وحسب وكل شيء اخر سيتركه بيد الله يدبره كيفما شاء.
____________
لسه زعلانة ياعبيطة
رمقت والدتها بتيه وهي تخبرها خاېفة اكون اتسرعت ياما معقول اسيب ابني لرفعت كده ببساطة أنا افتكرت اني هقدر ألوي دراعه زي ما قولتي مكنتش اعرف إن الأمور هتوصل لكده.
صاحت وعيناها تبرق بخبث ياهبلة وانتي فاكراه هيقدر هو وامه علي الواد شوية وهايجي يرجعك تاني لما ابنه نفسه يعيط عشانك ويطلبك هو في طفل يستغني عن أمه.
لتهمس قمر بأصدق ما قالته دون ان تشعر
وفي أم تستغني عن ضناها
لم يصل مسامعها همس ابنتها وهي تواصل بث القوة والجبروت في نفسها بالباطل انتي هتاخدي مبلغ مكنتيش تحلمي به خديه واصرفي وعيش وأمني مستقبلك واصبري وشوفي هيحصل ايه أقطع دراعي إن ما كان رفعت يرجعك تاني وهو مجبور عشان الواد أسمعي كلامي تكسبي.
ظلت نظرتها حائرة لحظات قبل ان يعود لها وميض الثقة والانتصار وهي تتذكر غنيمتها بعد الطلاق والتنازل.
غنيمة تستحق الټضحية المؤقتة.
حتي لو تنازلت عن طفلها ستظل أمه رغم كل شيء.
ويوما ما ستعيده لها من جديد.
____________