رواية تحفة بقلم ډفنا عمر الفصل الخامس عشر

موقع أيام نيوز

بس انا اختارت اكمل طريق والدي وحبيت اسمه يفضل موجود زي ما كان والحمد لله الدنيا ماشية معايا كويس ومرتاح وربنا بيكرمني.
عجبا لقد فاجأها حقا انه خريج جامعي لا تدري لما ظنت تعليمه متواضع گ هيئته ومهنته وحديثه الغير معقد.
واصل رضا استرساله وطبعا عندي اخواتي اللي شوفتيهم دول رحمة ومازن هما كل حياتي وقد ما بقدر بحاول اعوضهم انا اوقات بحس انهم ولادي مش اخواتي خصوصا انهم لسه صغيرين اوي إن شاء الله تحبيهم ويحبوكي. 
ليكرر كلمته الأخيرة بهمس دافيء 
واثق انهم هيحبوكي زي ما ....
توقف عند كلمته الأخيرة عمدا لتفيض عيناه بالكتير والكثير من خبايا خافقه أعترافه لها بحبه لن يهدره الأن سوف يدخره لوقت تكون له حرية التعبير كاملة سيقولها بكل الطرق وهو يزرعها بين ذراعيه ويسكنها فوق صدرها لسمع دقات قلبه التي تتغني بحبها. 
عيناه ترسل لها مشاعره الواضحة لم ينظر لها أحد بتلك الطريقة من قبل هل أحبها حقا لهذا الحد لما أي ميزة يراها بها وهي البائسة زاهدة به وبغيره ماذا يترجي منها مقابل ما يكنه لها لو لها حرية التصرف الأن لركضت بعيدا قدر استطاعتها لتعيش أمنة وحدها دون قيود زواج ترفضه لكن ليس بيدها حيلة إلا أن تستسلم لكل ما يسوقوها إليه ردا لجميل خالتها وزجها لن تخذلهم.
_ أشرقت شوفتي تاريخ اللي مكتوب علي الدبل بتاعتنا 
تعجبت سؤاله بقولها لا ما شوفتش حاجة مش فارق معايا أهو يوم زي بقيت الأيام. 
ابتسم والتقط من جيبه الدبلة كأنه كان يخطط لتراها 
بصي كده في التاريخ ده
حدقت بفضول لتجده أغرب تاريخ يمكن أن تتوقعه. 
_ غريبة! ده تاريخ جواز قمر ورفعت! 
أومأ لها مبتسما بحنان أنا شوفتك أول مرة وقتها رفعت صاحبي كان عازمني علي فرحه. 
ذهولها بمعرفة صداقته هو ورفعت حقا فاجأتها. 
رصد دهشتها الشهية بعيناه مسترسلا 
كنتي واقفة في بلكونة القاعة لوحدك لسه فاكر لون فستانك وحجابك لقيتك غمضتي عيونك وبتبتسمي كأنك بتحلمي حلم جميل شكلك جذبني ووقفت ابص عليكي ڠصب عني لحد ما فجأة حد ندهلك ومشيتي بسرعة وماشوفتكيش تاني بعدها.
شردت وهي تتذكر ذاك اليوم الذي أثار داخلها كل ذكراياتها البغيضة دفعة واحدة مع عزت ومضات ما قاسته مرت بخيالها فأورثتها ألما لا يزول بروحها.
_ ماكنتش اعرف ان الايام مخبيالي معاكي لقا جديد وهتجمعني الايام بيكي من تاني.
عاد صوته ينساب برفق وهو يحدثها وكم بدا لها مستمتعا ببوحه هذا شخصت عيناها منشغلة بتلك الصدفة العجيبة لقد رأها رضا حين كانت زوجة عزت ما معني هذه المصادفة التي حدثت بينهما وكأن كل شيء حدث معها فقط لتصل إليه ليراها من جديد.
عاد يسرد لها بذات النبرة الدافئة لما شوفتك تاني حسيت ان ربنا عايز يجمعنا في طريق واحد يا أشرقت عشان نكمل حياتنا سوا ومفيش أجمل من تدابير ربنا لعباده
هو ده التفسير الوحيد اللي وصلني يا ترى اللي حكيته ده له اي تفسير برضو جواكي ولا انتي !
_ أنا معنديش أي تفسير ولا يهمني اعرف سبب لقانا تاني بس اللي متأكدة منه اني كنت اتمني اعيش لوحدي والامنية دي للاسف هتنتهي وټموت للأبد بجوازي منك جوازنا ده انا مجبورة عليه وانت عارف بس بتخدع نفسك يا رضا وانا كمان بحاول اضحك علي نفسي اني راضية بس انا كل حاجة بتحصل حتي وقفتي في بيتك دلوقت مش راضية عنها.
لم ترى ابتسامته الهادئة هذه المرة ونظرة حزينة مخدولة حلت محلها فعلما أنها نجحت بإيلامه وجرحه بقسۏة ردها. 
استأذنت متجاهلة نظرته هذه وتركته لتعود وتندس بين عائلتها وتبعها بوجه حاول أن يخفي به أي حزن كي لا يلاحظ احدا من عائلتها ما الجديد!
هو يتوقع منها الكثير علي كل حال 
وعليه الصبر قدر استطاعته حتي يصل لمبتغاه.
انتهت الزيارة وأعاد رضا ترتيب البيت واستمع قليلا لثرثرة صغاره اللذان علي ما يبدو لم يتقبلوا أشرقت التي لم تبدي نحوهم أي ود فحاول تعليل تصرفها معهم أنها لا تعرفهم وحين يتزوجها وتعاشرهم ستتغير الأمور بينهما. 
أخيرا اضجع علي فراشه يفكر بكل كلمة قالتها الليلة هو يعلم أنه يواجه إرث ماضي تعيس مازالت أثاره مطبوعة بروحها وبتعهد لنفسه أنه سيحارب رواسب تجربتها السابقة بكل
ما فيها من عقد وآلام وانه سيحمل على عاتقه تغير مفاهيمها عن الحياة سيعلمها ان الدنيا اجمل بكثير مما تظن حبه سيكفيهما معا حتي تنبت زهرة عشقه بقلبها. 
فلن يرضي منها بغير العشق مكافأة لقلبه.
_________
الأرض تهتز قليلا تحت قدميه. 
كل شيء حوله يتزعزع عن موضعه. 
ماذا يحدث!
هل هو دوار عڼيف يكتنف رأسه مثلا!
لتأتيه الإجابة علي شكل صړاخ عڼيف
يملأه الخۏف وزوجته رباب تصرخ مستغيثة 
ألحقنا يا جلال البيت بيقع!

تم نسخ الرابط