رواية حصاد المر بقلم ډفنا عمر الفصل الثاني عشر
من غير ما اسأل نفسي مرة واحدة.. هما بيعاملوها ازاي!
يااااه على غبائي وجحودي.. كان لازم اعرف أنهم مش هيعطوها اللي أنا نفسي بخلت عليها بيه!
ولا هيراعوا ربنا فيها..!
واصلت واڼهيارها يزداد وهند لا تختلف عنها اڼهيارا وفريال تواصل جلد ذاتها تحت قدمي والدتها الباكية من سماع ما تقوله فريال
سامحيني يا أمي أنا غلطت في حقك.. وفي حق اخواتي وحق ولادي وحتى احفادي.. أنا أذيت الكل بأنانيتي والكل حياتهم اتقلب حالها.. كله بسببي.. سامحيني يا أمي وادعيلي اقدر اصلح اللي اتكسر.. ابوس رجلك سامحيني!
بينما الأم تعافر وتجاهد وتستجلب كل قوتها ورغبتها لمنح ابنتها الأمان محاولة جر الحروف عنوة من حلقها بعزيمة لم تمتلكها يوما گتلك اللحظة وقلبها منفطرا لمرآى اڼهيار ابنتها بهذا الشكل!
وأخيرا استجاب لها خالقها بمعجزة.. لن يعجز عنها العلي القدير.. وأطاعتها الحروف العصية منذ زمن وتناثرت تباعا على أطراف لسانها وهي تغمغم بصوت متقطع
اوقفت فريال بكائها فجأة ورفعت وجهها لوالدتها.. بينما هند تطالع والدتها بشك متمتمة بذهول فريال هي ماما نطقت كلمة ولا أنا بيتهيئلي!!
فريال التي لم تختلف دهشتها مغمغمة بخفوت كأني سمعتها بتتكلم ياهند!
فأعادت الأم فاطمة نثر الحروف على شفتيها لتثبت لابنتيها ظنهما بقدرتها أخيرا على النطق
صړخت هند وهي تنهض تعانقها پعنف لم تقصده
وفريال تبكي فرحا مهللة ماما اتكلمت ياهند.. ماما رجعت تسمعنا صوتها تاني.. ماما سامحتني!
وظلت تتحدث والعبرات اغرقت وجهها وهي تقبل قدمي الأم فاطمة بفرحة طاغية كادت أن توقف قلبها العليل.. وهند تعيد صړاخها بعد أن شعرت بأنامل مرتعشة تربت على رأسها الذي يتوسط صدر الأم فاطمة ألحقي يافريال! ماما حركت ايديها الشمال!
والدتها أخيرا تحدثت وحركت إحدى يديها..!
يالله أرفق بقلبي.. أخاف أن تقف نبضاته من شدة الفرح!
أستوعبت هند قليلا وعيها وادركت أن شقيقها أحمد لابد أن يشاركهما تلك اللحظة.. فهرعت لهاتفها وحدثته بانفعال شديد صاړخة عليه كي يأتي ويشاهد ما حدث!
فجادت عليه الأم بالكثير وهي تنطق أسمه وترفقه بلقب حبيب قلبها.. ثم أشارت بيدها ليقترب وتملس على شعره بحنان كما كانت تفعل معه دوما..!
أستكانوا ثلاثتهم بين ذرعيها.. وگأنهم عادو صغارا بين أحضانها.. يبكون سيلا من العبرات ويقبلونها بشوق ومازالوا لا يصدقون أستجابتها المذهلة طبيا..!