رواية أنت لي بقلم ډفنا عمر الفصل الواحد وثلاثون والثاني وثلاثون
والمبهج
إلى أن وصلوا لوجهتم أخيرا..!
ترى أين ذهبوا .. وماذا ينتطر بيسان ووعد من مفاجأات!!! فلننتظر سويا
صباح الخير يا أنسة!
انتفضت ندى وهي تتبين الصوت قبل رؤيته.. وأستدارت متصنعة التماسك هاتفة ببرود!
أهلا! دي صدفة بردوا ألاقيك واقف قصاد البيت!
معتصم ببرود مماثل
_ والله أنا حر .. اقف مكان مايعجبني!..
فعقدت ذراعيها هاتفة أنت عايز أيه خليك واضح!
أجاب عايزك تبطلي غباء ومكابرة!
أجابت قصدك أيه!
هتف قصدي مفهوم.. كفاية دلال لأن صبري نفذ!
قالت بابتسامة منتصره وأنا اللي كنت فاكرة نفسك طويل وهتتحمل!
فقال بثقة نفسي الطويل ده هتعرفيه ممكن يوصل لحد فين فيما بعد! .. إنما دلوقتي بلاش لف والدوران ياندى. أنتي في الأخر هتوافقي!
قهقه عاليا لو ناوية ترفضي ماكنتيش استنيتي لدوقتي عشان ترفضيني ياقطة!
أستفزها ضحكه فهتفت بضيق كنت بفكر!
قال بنبرة أكثر هدوء ونتيجة تفكيرك الرفض!
وتابع بسؤال أخر أربكها يعني مش بتحبيني ياندى!
فقال بصوت أكثر دفئا وحبا فاض به لسانه
بحبك يا ندى .. بحبك وغلطان .. بحبك وأسف على كلامي اللي زعلك وچرحك بس ده كان غيرة عليكي!
بحبك وبحلم يجمعنا بيت واحد وحياة مشتركة.. عاقبيني لحد ما ترضي بس وانتي معايا وفي حضني .. بحبك ومش هبطل أحبك طول العمر!
أنهاردة هقابل والدك عشان أسمع ردك الأخير لو فعلا ياندى مش بتحبيني بلغيه رفضك واوعدك أنك مش هتشوفيني تاني أبدا!
أنهى حديثه وتركها! .. بعثرها وأربك كيانها وغادرها!
هل حقا سمعت أعترافه الأول بحبه لها بأذنيها أم هي خيالات.. تعيد الكلمات بخلايا عقلها وكل كلمة حب قالها الآن محت أثر أخرى جارحة ومهينة قالها هو بالماضي!
هل قلت لك أحبك أنا أيضا .. حتما سأقولها وتسمعها كثيرا .. أحبك يامعتصم!
_انا كمان يا أروى فرحان أوي عشان معتصم ودكتور معاذ الحمد لله صحيح كلنا قابلنا في حياتنا مشاكل وعقبات ومقاسي .. بس أخيرا جه وقت حصاد خير أعمالنا ونيتنا الطيبة وصبرنا الطويل!
أمسكت أروى كف بلال لتضعها على بطنها قائلة وعيناها تفيض عشقا لعيناه
أحنا كمان ربنا عطانا هدية .. عمرها شهرين .. هتكبر كل يوم بحبنا لبعض .. وأخيرا هيبقي عندنا عيلة يا بلال زي ما كنت بتتمنى!
أرتجف كفه وهو يتحسس مكان جنينهما بذهول غير مصدق أنه ينمو الآن بأحشاء حبيبته! .. أخيرا سيكون لديه دفء العائلة التي حرم منها صغيرا .. سيعيش ما تمناه مع من ملكت فؤاده منذ طفولتها ! .. هل يبكي ! .. نعم! فليبكي.. بكاء شكر وبكاء حمد وبكاء فرح!
أروى بمحاولة منها لتهدئة بكاءه الصامت من شدة سعادته أيه ياحبيبي هتقلبها دراما بقى ولا أيه مش هسيبك تضحك عليا قولي لو جالنا بنت مثلا هتسميها أيه
بلال وهو يصوب إليها نظرة عاشقة
أنا مختاره من زمان!
أسمها مولود من حروف أسمك أنتي هسميها رؤى!
تفاجأت بما قاله حتى أسم طفلتهما سيكون من حروف أسمها هي!
اقتربت وأحاطت وجهه براحتيها هاتفة بحنان
هو أنا قلتلك قبل كده أني بحبك أوي يا بلال !
بلال وهو يضمها ويقبل جبينها ويستند عليه بجبينه مغمضا عيناه
لأ.. ماقولتيش ..قوليها تاني وتالت وعاشر ومليون .. قوليها بلسانك .. وانا هقولهالك بقلبي!!
لم تصدق بيسان نفسها حين تبينت مفاجأة زوجها الذي أتي بهم لمدينة الغردقة!!
وهاهي تقف في إحدي شواطئها وتستنشق باستمتاع جم عبير هوائها المنعش وتشاهد فرحة الصغيرة وهي تلهو بقدميها على الشاطيء بسعادة وضحكات تمتليء بالبراءة!
وتذكرت كيف أخبرته
منذ يومان برغبتها لقضاء عطلة بإحدى المصائف ومعهما وعد.. حين تسمح ظروف عمله!! ولكن لم تصدق انه سيحقق أمنيتها بتلك السرعة!
الټفت إليه فوجدته يطالعها بحنان ويراقب تعابير وجهها.. فالتقطت كفه بين راحتيها وقبلته هاتفة بعين مترقرقة
مش عارفة أقولك أيه على المفاجأة دي وجمالها ربنا مايحرمني أنا ووعد منك ابدا ياحبيبي ويحفظك لينا..! ماتتصورش ازاي حبيت المكان.. وشايف كمان فرحة وعد وهي عمالة تلعب في المية!
دي أول مرة في حياتها تيجي مصيف!
معاذ بحنان وهو يطالع وعد
ومش هتكون أخر مرة بأذن الله .. ربنا يقدرني أصون الأمانة واراعيها وأخليها تعيش كل مراحل حياتها من غير ماتتحرم من حاجة..!
وعد بقيت بنتي اللي مش هقصر في حقها ابدا وكل اللي مفروض تعيشه لو باباها ووالدتها كانوا عايشين .. هنحققهولها أنا وانتي.. مش هينقصها حنان ولا تربية ولا نصيحة مخلصة.. وده وعد وعهد عليا وأنتي شاهدة عليه!!
لم تجد بيسان ما تقوله سوى احتضانه بشدة وهي تدعوا بقلبها له وتشكر ربها أنها عادت لتعيش تحت كنف هذا الملاك لتنهل من بحر عطفه وحنانه وحبه ورحمته.. ويكون لها خير معين على تربية وعد كما عاهدها..!!
ربت على كتفها هاتفا بأذنيها
يلا بقى مش هنضيع الوقت واقفين هنا..!
لأن لسه المفاجأت ما انتهتش!!!
ترى ما هي مفاجأة معاذ التالية لأسرته الصغيرة برحلتهم الأولى !! فلننتظر لنعلم!