رواية "أشرقت بقلبه" بقلم ډفنا عمر الجزء الاول
المحتويات
يا بنتي مفيش حد مرتاح في عيشته ولا في راجل ملاك وجوزك مسيره يرجعك بس انتي اصبري واحتسبي أمرك للي خلقك هو قادر ينصفك ويجبر خاطرك.
هتفت بمرارة و أنا حيلتي ايه غير الصبر اديني صابرة ومستحملة لحد ما ربنا يفرجها عليا وارجع لبيتي تاني.
واستطردت على عجلة من أمرها طيب هسيبك بقي عشان انا اصلا كنت نازلة اشتري عيش بس الفرن كان زحمة وقلت اكلمك على ما يخف شوية يلا سلام وابقي سلمي على سارة وجوز خالتي !
ضحكت رغم ما بها وربنا ياخالتي انتي عسل مش عارفة دي دعوة في صالحي ولا لأ بس شكرا و ربنا يستجيب منك الدعوة الأخيرة دي بالذات ويخلصني من حماتي.
ابتاعت بعض الأرغفة الساخنة وعادت تصعد درج البناية المتهالك وعقلها شارد بحالها فاصطدم كتفها بأحدهم ليصدح صوت الجارة متأخذنيش يا أشرقت خبطت فيكي ڠصب عني يا حبيبتي!
استطردت الجارة بفضول واضح هو عزت جوزك لسه ماسألش عليكي ولا حتى حماتك حاولت ترجعك يا أشرقت
أكثر ما يحنقها الفضول والتطفل الزائد فأجابتها بفظاظة بقولك ايه خليكي في حالك يا ام شيماء دي أمور شخصية محبش الكلام فيها لو سمحتي عن إذنك بقا.
وعادت تصعد الدرج المتهالك وتركت الجارة تمصمص شفتيها بهمهمة تعلم طبيعتها لكنها تغاضت عنها وأكملت الصعود للدور الأخير حتى انقطعت أنفاسها ودخلت منزل شقيقها تلهث !
يادي الورطة اللي احنا فيها هو ده وقته! شوفتي يا أشرقت الأنبوبة خلصت فجأة گالعادة مين هينزل يجيب غيرها وعزت في الشغل و اخوكي بيجي جعان مابيصبرش علي الجوع
تعلم أن لا غيرها سيفعلها لتهتف دون ضغينة
_متحمليش هم أنا اللي هنزل اجيبها يا رباب.
الټفت الأخيرة إليها متصطنعة الاعتراض
لا يا أشرقت بلاش اخوكى يعملى حكاية ويقولى نزلتى اختى تشيل أنبوبة.
صورة أخرى من استغلالها تتأكد لها كل لحظة ثمنا لإقامتها بينهم ولقمتها الزهيدة حسنا ستتحمل هم في النهاية شقيقها وأطفاله قطعة قلبها و نقطة العسل الوحيدة التي تبتلع لأجلها علقم عيشتها و ذلها الذي تتغاضى عنه لأجلهم!
_إن كان كده ماشي وانا اجيبلك الفلوس
_انا معايا لما اطلع نبقى نتحاسب!
وحملت اسطوانة الغاز الفارغة وهبطت على الدرج وبحثت عن أخرى ممتلئة وبمجهود جبار صعدت بها لشقة شقيقها مرة أخرى بقوى منهكة وهى تلهث بشدة و أنفاس متقطعة وجدت رباب غافية و الصغار علي وشك المجيء ولا مفر من بذل مجهود أخر لإعداد وجبة غداء لأجل الجميع.
يشعر بضجر شديد وكلما عاد وجد غرفته فارغة من زوجته لولا تحكمات والدته لأعادها للمنزل منذ زمن طال عقابها وتجاهلها و هو يتركها في منزل شقيقها الوحيد دون سؤال لم يرسل لها حتي نقود خاصة لها قرر ان يتحايل علي والدته بأي سبب كي يعيدها ثانيا فقد اشتاق لها ليس حبا فقلبه لا يفهم أو يعي هذا المعني هي بالنسبة له فقط وسيلة لإفراغ طاقته الرجولية وسيلة لا تكلفه شيء. توجه لوالدته الجالسة تتجرع أرجيلتها والأدخنة تعبئ محيطها برائحة كريهة لكنه يعتادها فهو يشاركها عادتها الكريهة هذه.
_ صباح الخير ياما عاملة ايه
تركت فم الأرجيلة وقالت صباحك عنب يا عزت.
تنحنح قبل ان يبادر بقوله كنت عايز اقول يعني مش كفاية بقى كده ع البت أشرقت مراتي أنا بقول اروح أجيبها من عند أخوها واهي كده اتربت واتعلمت الأدب ومش هتطول لسانها على حد تاني ولا تعمل مشاكل!
نفثت دخان الأرجيلة من جديد وهتفت بتهكم
_ أنت ضعفت وحنيت لها ولا ايه يا واد
بمراوغة أجابها مش قصة ضعفت وحنيت ياما بس دي بقالها تلات شهور سايبة البيت و انا بردو راجل وليا مطالب ومحتاج أرجع من شغلي ألاقي مراتي مستنياني زي أي راجل متجوز وانتى تفهميها
متابعة القراءة