رواية "أشرقت بقلبه" بقلم ډفنا عمر الجزء الرابع عشر
المحتويات
متمعنة قليلا قبل أن يجذبها إليه برفق ويطوقها بذراعيه والصمت يسودهما برهة قبل ان يغمغم في حاجة أعتقد يهمك تعرفيها عشان قلبك يرتاح يا أشرقت عشان مرارة الظلم اللي جواكي تنتهي للأبد.
ضاقت عيناها وهي تحاول فهم مقصده لتعلنها له
أنا مش فاهمة حاجة من كلامك يا رضا تقصد ايه
ترك خصرها ليحوط وجهها براحتيه وعيناه تمدها بالقوة وهو يقص عليها كل شيءمن أول محاولة قتل قمر من أخيها ونجاتها ثم سجن عزت وأخيرا مۏت من أذاقتها ألوانا من العڈاب بعد أن نال منها المړض.
علها تفرغ أخر ما تبقي داخلها من شعورها بالظلم والقهر الذي عاشته علها تودع تلك الحقبة من تاريخها وتنساها.
_بتبكي وزعلانة عشانهم بعد اللي عملوه فيكي!
هكذا تسائل بخفوت بعد برهة لتجيبه
أنا مش ببكي عشانهم يا رضا ببكي لأني فرحانة إن ربنا انتقملي دار في عقلي شريط طويل وافتكرت ظلمهم وجبروتهم وطغيانهم افتكرت كل حاجة حرموني منها أنا وكلت ربنا فيهم ومخذلنيش وخدلي حقي.
دعوة المظلوم لا ترد يا أشرقت.
أومأت بقوة قائلة
الحمد لله ربنا أنصفني تعرف يا رضا أنا حاسة بإيه دلوقت
منحها نظرة متسائلة لتكمل حاسة براحة رهيبة جوة قلبي الحجر اللي كان جوايا والألم اللي كنت بحسه اما افتكر اللي عشته معاهم خلاص مبقاش موجود حاسة اني زي الريشة اللي طايرة في السما ومالهاش وزن.
لكزته وهي تضحك
لينتشي بعودة ضحكتها مطلقا تنهيدة حارة وهو يغمسها ثانيا بين ذراعيه هامسا
أنسي كل اللي فات يا حبيبتي وافرحي باللي جاي لأنه هيكون أحسن بكتير بإذن الله.
ثم ابتعد ليربت علي بطنها مستطردا فكري في حلمنا اللي جاي وازاي هنربيه.
ابتسمت بحنان وهي تشاركه سعادة اللحظة هيتربي زي ما ربيت رحمة ومازن تعرف إني في يوم من الايام اتمنيت ولادنا يبقوا زيهم.
ترجته بدلال وقد استعادت روحها الطفولية معه
طب هشرب فنجان معاك ماشي.
_لأ.. ممنوع لحد ما تولدي أخرك تشربي لبن أو تاكلي فاكهة.
صاحت بدلال عله يتراجع عشان خاطري يا رضا نفسي فيها والله فنجان صغير خالص.
أبتعدت عنه متذمرة بهمهة ساخطة معترضة ليبتسم بحنان وهو يراقبها والراحة تغزوا لما وصلا إليه ثم توجه ليتوضأ ويصلي ركعتي شكر لله على استقراره وسعادته الطاغية معها داعيا الله بدوامها بينهما وعدم زوالها يوما.
علمت مودة پوفاة والدة قمر منذ أيام كما نمي لعلمها سجن أخيها الأكبر لسبب تجهله لقد أصبحت ظروف زوجته مناسبة ودافعة ليأخذ رفعت قرارا برجوعها لعصمته حتى لو لم يحبها تظل أم طفله وشهامته سوف تجبره بلحظة قريبة ليعيدها هي أولى من غيرها الأن تنهدت مودة والمزيد من الألم يكوي قلبها بجمره تريد الرحمة من هذا العڈاب وتعجز عن طريقة لتخلصها ليأتي رنين هاتفها ويرحمها من دوامة أفكارها فتجيب أزيك يا
صوت مرام المغموس بالفزع قاطعها ليسقط قلبها بقدميها ړعبا والفواجع تتابع عليها بشكل غريب.
إزاي ده حصل يا مرام!
أطرقت برأسها صامتة ولازالت هي نفسها لا تدري كيف حدث والأكثر غموضا هو لماذا تقدم فتاة صغيرة مثل أيتن علي الأنتحار ما الذي طرأ علي حياتها البريئة ليجعلها فريسة هذا القنوط من رحمة ربها ما الذي تخفيه الصغيرة ولا تعلمه هي شعورها بالتقصير نحوها يوخز قلبها هي وحدها المسؤولة والدها يسعي علي رزقه بدولة أخري ووالدتها سيدة شديدة الطيبة والبساطة ترعي شقيقها الأصغر المصاپ بالتوحد ويحتاج كل اهتمامها وتركيزها لذا هي وحدها المكلفة برعاية شقيقتها أيتن الكاملة ولم يزعجها هذا بل اعتبرت الصغيرة أبنتها لكنها انشغلت عنها بدراستها مؤخرا ولم تنتبه لها تستعيد الساعات الأخيرة وكيف كانت شقيقتها شاحبة الوجه لا تأكل ظنتها مريضة وطالبتها بالراحة وغابت عن البيت بضع ساعات ليأتيها أتصال والدتها الصارخ المستغيث بأن تلحق شقيقتها الغارقة بدمائها.
_ أحمدي ربنا إنك لحقتيها يا حبيبتي واتماسكي شوية عشان والدتك اللي هتقع من طولها.
استدارت نحو والدتها المنزوية تبكي لتنتقل إليها وتحتويها بعناق قائلة بخفوت مټخافيش يا ماما أيتن بخير.
رفعت العجوز عيناها تتسائل ليه أختك عملت كده يا مرام هي معاكي ليل نهار والمفروض تعرفي مالها ده أبوكي المسحول في غربته مش حارمكم من حاجة وهي بالذات كل اللي بتطلبه بتلاقيه ليه طفلة زيها ټنتحر يا بنتي فهميني.
عجزت عن إجابة ليأتي مرور الطبيب نجدة لها فتلحق به مرام سريعا أختي عاملة ايه دلوقت يا دكتور
أجابها بهدوء الحمد لله حالتها استقرت بعد نقل الډم شوية وتقدروا تاخدوها البيت.
ثم عدل من وضع عويناته قبل ان يستطرد
متابعة القراءة