رواية چريمة من الماضي بقلم ډفنا عمر الفصل الخامس عشر والسادس عشر

موقع أيام نيوز

وستعود علاقتهما گ السابق.. لن تستسلم مهما ابتعد ستظل منتظرة عفوه وصفحه!
بينما هو يتأمل وجهها بشوق ولوعة ونهم متشربا تفاصيله شاعرا بشيئا ما تغير بها لا يدري تحديدا ماهو.. ولن ينشغل به كثيرا.. حتى إن اشتاقها الأمر لديه محسوم.. ترك هاتفه ثم أضاء شاشة اللاب توب وتواصل مع أحد موظفيه لمتابعة أعماله كما اعتاد منذ فترة! 
مابين رقصات وتصفيق وفقرات أثرت الأحتفال.. انتهى حفل الزفاف وتوجه فارس بصحبة زوجته سمر إلي جناحهما الخاص بالفندق الملحق به القاعة.. لتكون ليلتهما الأولى
وأثناء وقوفها أمام المصعد قبل أن دلوفهما داخله هرول إليهم حاتم مناديا
عمو فارس.. ابلة سمر!
الټفتا إليه وهتف شقيقته بلهفة  مالك يا حاتم في حاجة ياحبيبي.. عايز تقولي حاجة
تأملها حاتم بنظرة حزينة لفراقها ولو مؤقتا
فالأمر ليس بيسير عليه لم يفارقها لحظة واحدة منذ ولادته هي بالنسبة له شقيقة بنكهة أم.. ورفيقته الوحيدة وكل أهله.. ولكنه قادرا على استيعاب أنها ستبدأ حياة جديدة ولم يعد هو محور حياتها الأوحد كما كان! هذا ما أدركه جيدا رغم صغر سنه!
اقترب وعلى عكس توقعات سمر لم يتوجه إليها بينما اقترب الصغير حيث يقف فارس.. وأمسك بكفه متمتما
عمو فارس.. انا بوصيك على اختي سمر.. أوعى تزعلها في يوم.. عاملها كويس.. اختي احسن بنت في الدنيا.. لو زعلتها مرة واحدة اما اكبر هعرف اخد حقها منك.. انا مش هفضل صغير على طول! في يوم هكبر وهبقى قادر احميها من أي حد يأذيها..!
أنهارت بالبكاء لما تفوه صغيرها غير عابئة بمظهرها ومساحيق وجهها التي تلطخت بدموعها.. وتقدمت لأخيها واحتضنته بشدة!  تأثرا برجولته المبكرة حاتم رغم صغره وقامته القصيرة لكنه بدا في عينيها تلك اللحظة ندا قويا أمام فارس من قوة كلماته الغير متوقعة!
أما فارس فازداد اعجابا بذاك الغلام.. وتمنى داخله أن يحظى يوما بأبن مثله يمتلك عزته ورجولته ورقة مشاعره تجاه شقيقته!
انحنى فارس وجثى على ركبتيه وجذب حاتم من احضان سمر واحتضنه بقوة
متخافش ياحاتم عمري ما هأذي سمر ولا ازعلها.. ولو زعلتها ياسيدي اديك هتكبر زي ما قولت.. ابقي خد حقها مني براحتك.. اتفقنا..!
سحب حاتم جسده بعيدا وطالع فارس هاتفا بابتسامة  بس انا متأكد ياعمو أنك بتحبها ومش هتزعلها..! لكن حبيت اقولك إني موجود! وماتزعلش مني وتقول عني ولد مش كويس.. أنا بحبك انت كمان.. بس بحب أختي أكتر!
ابتسمت سمر من بين بكائها بينما ربت فارس على كتف الصغير  وأنا كمان بحبك ياتيمو وفاهمك ومش زعلان ابدا.. ولما نرجع من شهر العسل أنا وسمر.. ليك عندي انت وأياد خروجات جامدة! 
ووقف ثانيا وضم إليه سمر  وأي وقت عايز تتصل بسمر اتصل ومايهمكش كلمها كل اما توحشك!
ودعهم الصغير مبتسما وأتت مريم التي تابعت الموقف بأكمله من بعيد وهي تبكي انبهارا من كلمات الصغير وكم اشفقت عليه واحترمته واخذت على نفسها وعدا ألا يشعر بالغربة بينهما لحين عودة شقيقته! 
بعد صعودهما للجناح الخاص..
راح فارس يزيل عنها حجابها وأصابعه تداعبها ولأن خجلها يكاد ېقتلها أستأذنت منه لتبدل فستانها وتستعد بالوضوء حتى يصلي بها فارس گ بداية لليلتهما الأولى.. فخرجت بعد برهة ليست بقصيرة ومازالت بفستان زفافها.. فتمتم فارس الذي ابدل بدلته بثياب مناسبة  أنتي معرفتيش تغيري فستانك ثم هتف بخبث  ماقلنا اساعدك مارتضتيش!
ظلت صامتة تنظر أرضا كأنها مذنبة بشيء فاقترب رافعا ذقنها فوجدها تبكي فاحتضنها وهو يهدئها  ايه ياحبيبتي بټعيطي ليه بس
لم تجيبه فقال مصرا عليها  سمر فهميني حصل ايه.. في حاجة تعباكي اطلب دكتور
هزت رأسها نفيا ومازالت تبكي بصمت 
فعاد لضمھا مربتا عليها  حبيبتي مټخافيش مني ابدا. والله فاهمك ومش عايزك ټعيطي وتشيلي هم.. اهم حاجة بقينا سوا..!
تمتمت بخفوت وهي تختبيء بصدره  أصل.. في حاجة خاېفة اقول عليها..! 
حاجة أيه قولي مټخافيش!
فشبت قليلا على قدميها وقالت كلمات قليلة بجوار اذنه ثم عادت تتوسد صدره وكأنها تحمتي به من ثورة وشيكة منه فضحك بخفوت وضمھا إليه أكثر
هو ده اللي مخوفك كده! وفاكراني هضربك مثلا ده نصيب والأيام جاية وكله هيتعوض.. بس عرفيني كده هستنى كام يوم
هتفت بخجل  5 أيام تقريبا..!
قال بمكر  ماشي ياستي هستنى وعموما في حاجات تانية هصبر نفسي بيها بس تعالي نصلي
الأول و ..
ثم أدرك عدم إيجازة الصلاة لها بتلك الظروف. فتمتم  نسيت مش هينفع تصلي.. خلاص هصلي أنا وبعدين نتعشى سوا ..وهم بتركها بعد أن عاد لتقاسيم وجهها الراحة من ذاك العبء فتوجس منها فجأة!
واقترب موشوسا بأذنيها قلبي بيقولي إنك كنتي قاصدة كده اما طلبت منك تحددي معاد فرحنا وانه مش صدفة ياسمر صح
صمتت تحاول كتم ضحكتها فعلم بمكيدتها المدبرة مسبقا فمال عليها ثانيا بټهديد لذيذ محبب  وحياة أمي ماهعديهالك ياخبيثة!
اطلقت العنان لضحكتها تلك المرة  فأسكتها . ولن ينمحي أثره من ذاكرة كليهما..!
 

تم نسخ الرابط