رواية بقلم دعاء عبد الرحمن

موقع أيام نيوز


كثرة البكاء محياها حرك المشاعربداخله نحوها أعتدلت هى فى فراشه وعقدت ذراعيها أمام صدرها بطفولية . وهى تقول بعينين لامعتين من أثر الدموع
طب أعمل ايه .. كنت واحشنى أوى ملقتش غير هدومك قدامى
تماسك إيهاب وهو يحاول أن يرسم ملامح الجدية ولكنه لم ينجح بشكل كبير بل لم ينجح على الإطلاق فأبتسم وفتح ذراعيه لها وهو يقول بحب

وانت كمان وحشتينى أوى
زعلانه منك أوى .. زعلانه .. زعلانه زعلانه...
وهو يضحك 
كان الحاج حسين يقول لأحلام بثقهة فى تلك اللحظة
عارفة لو كنت كلمتينى وقولتيلى على مكانهم وقولتيلى جوزهم لولادى كنت هقولك وانا كمان ناوى على كده من غير ما تتعبى نفسى وتدفعى فلوس لهند وتقعدى تتجسى علينا عن طريقها
أشاحت أحلام بوجهها وقالت
معلش يا حاج تفكيرى كان مختلف ساعتها مكنتش اعرف انك هتستقبلهم كده ولا هتعاملهم المعاملة دى
ضړب حسين الأريكة بجواره بخفة وهو يقول بسخرية
ومخفتيش بقى لما تقوليلى على مكانهم انى أقتلهم .. ولا قلتى الراجل كبر وعجز
قالت فى شرود
لا يا حاج أنا متابعة أخبارك كويس متنساش انى كنت عايشة فى مصر لحد ما ايهاب وإيمان خلصوا ثانوى .. وكنت متابعه كل حاجة من بعيد بس مكنتش عارفة أوصل للى كنت بتفكر فيه من ناحية ولادى.. حتى لما اتأكدت انك مش هتفكر تأذيهم مقدرتش اقولك على مكانهم .. ولما جوزى جاتله سفرية وأضطرينا نسافر والولاد مرضيوش يسافروا معايا كنت مطمنة انك حتى لو لقيتهم مش هتأذيهم .. كل اللى كنت خاېفة منه ساعتها انك تشوه سمعتى قدامهم وتحكيلهم على عصام ..
تابع هو بتهكم 
وكنت عاملة حسابك ساعتها انى حتى لو شوهت صورتك فانت من قبليها وانت مشوها صورتنا وقايله علينا اننا سرقنا ميراث ابوهم .. يعنى شىء طبيعى اننا نفترى عليك .. مش كده يا أحلام
أومأت برأسها وقالت
مش هكدب... الكلام ده حصل لكن دلوقتى الوضع اختلف
حسين 
وأيه اللى خلاه اختلف
قالت فى امتنان
موقفك مع مريم انت وابنك يوسف وشهامتكوا معانا
قال فى شك وحذر
موقف أيه
قالت فى ضعف 
انا عارفة انك مبتحبش تفتح كلام فى الحكايات اللى زى دى ..
علشان كده انا مش هتكلم أكتر من انى اشكرك انت وابنك .. اللى عملتوه مع بنتى محدش يعمله
قاطعهم دخول يوسف وهو يقول حائرا
عبد الرحمن نزل من غير ما يقول لحد.. وبكلمه مبيردش
خطى الحاج حسين خطوات للخارج وهو يبحث بعينيه عن إيمان قائلا
اومال فين إيمان
قالت مريم وهى تستدير 
هشوفها فى المطبخ
دخلت مريم على اختها فوجدتها تبكى وقد أغرورقت عيناها بالدموع فقالت فى قلق
كفاية بقى يا ايمان كفاية.. تعالى عمك عايزك ضرورى
جففت دموعها وخرجت بجوار مريم وقفت أمام عمها وقالت
نعم ياعمى حضرتك عاوزنى
قال فى حنان
انت كنت بتعيطى ..بس خلاص انا كده عرفت
رفعت رأسها إليه بتسائل فقال
عبد الرحمن خلص كلامه معاكى ومشى .. مش كده
أومأت برأسها وهى تمنع نفسها من البكاء مرة أخرى فقال 
خلاص هو تلاقيه روح البيت أصله جاى من سفر وزمانه هلكان عاوز يرتاح
قالت أحلام فى حسم
طيب يالا يا إيمان روحى بيتك مع عمك
والتفتت إلى مريم قائلة 
ولو عاوزه تروحى معاهم يا مريم روحى
حركت رأسها نفيا وقالت
لا يا ماما انا هقعد معاكى شوية .. لو إيمان عاوزه تروح تروح هى
ايمان
لا انا كمان عاوزه اقعد مع ماما شوية .. انا هدخل اشوف ايهاب
تحركت ايمان ودخلت إلى غرفة أخيها ونسيت أمر فرحة تماما فتحت الباب فجأة ثم أشاحت بوجهها وهى تبتسم فى خجل فدفع إيهاب فرحة بعيدا عنه وهو يقول بمرح
يا دى الڤضيحة من دى وأيه اللى جابها  يا إيمان
أبتسمت إيمان رغم ما تعانيه وقالت بمكر
ها هتروح مع عمى وفرحة ولا هتقعد  انا هنا
تصنع ايهاب التفكير وهو يقول
بصى يا ايمان أنت اختى وكل حاجة بس بصراحة يعنى.. هروح طبعا..
أوقفته فرحة وهى تضحك وتقول
طب استنى لما اقلع الهدوم دى بدل ما انا عاملة زى البلياتشو كده
بعد دقائق خرج إليهم إيهاب وفرحة ويظهر على وجوهيهما البهجة نظر حسين إلى أحلام قائلا
خلاص يا ام ايهاب زى ما اتفقنا الفرح فى معاده يوم الخميس ان شاء الله
تدخلت مريم قائلة
عمى .. يمكن بس يوسف ملحقش يجهز نفسه فمحتاج يأجل شوية
قاطعها يوسف بوضوح
انا مش محتاج أأجل حاجة .. أحنا شقتنا هناك جاهزة من كله
أرتبكت وهى تنظر إليه قائلة
مش أحنا كنا بنتكلم من شوية وقلتلى ان الفرح ممكن يتأجل
قاطعها بثقة
لا يا مريم تلاقيكى فهمتى غلط ...
ونظر لها بعمق مؤكدا على كلماته وهو يقول
الفرح فى معاده ان شاء الله
قالت أحلام 
طالما كل حاجة جاهزة يبقى خليها معايا اليومين دول
أنهى حسين الحوار قائلا
خلاص يا مريم خليكى مع والدتك بس ليلة الفرح لازم تباتيها هناك على الأقل.. أتقفنا
قالت أحلام بتردد 
تسمحلى يا حاج احضر فرح مريم
قال على الفور 
طبعا يا ام ايهاب ده فرح بنتك
والټفت إلى ايمان 
ها يا ايمان لسه مصممة متروحيش بيتك
أطرقت برأسها وقالت
معلش ياعمى سبنى على راحتى .. انا عاوزه اقعد مع ماما اليومين دول قبل ما تسافر
كان عبد الرحمن يدور فى غرفته حول الأريكة مرة وحول المقعد مرة حتى سمع صوت رنين باب المنزل خرج فى سرعة على أمل أن يجدها قد عادت معهم ولكنه أطرق فى حزن ..لم تعد
ما الذى يشقيها مني .. لماذا كلما تبتعد ..لماذا كلما غصت فى عالمها تنسلخ هى من عالمى.. لماذا أنت كتومة إلى هذه الدرجة.. ليس من السهل أن تبيح بمكنون قلبها ..لماذا يا عذابى
أقبلت عفاف على ايهاب وفرحة فى سعادة لم تكن تتوقع أن يعود ايهاب ولكنه عاد .
أخذ ايهاب زوجته وصعدا إلى شقتهم الخاصة ودخل يوسف غرفة أخيه ليطمئن عليه
ايه يا عبد الرحمن اللى خلاك تسيبنا وتمشى ومكنتش بترد ليه على مكالماتى.. أنت عارف كلمتك كام مرة
أستقبله عبد الرحمن بابتسامة باهتة وقال
خلاص يا يوسف معلش سبنى لو سمحت دلوقتى
جلس بجوار أخيه قائلا
مالك يا عبد الرحمن فى ايه
واستدرك قائلا
مراتك كان شكلها مضايق أوى ايه اللى حصل بينكوا
قال عبد الرحمن پألم
مقالتش حاجة بس شكلها مضايق من اللى حصل ومن اللى قالته مرات عمى ..هى حساسة زى ايهاب وبتحب تحافظ على كرامتها
قال يوسف
بس ايهاب رجع مع فرحة .. يبقى أكيد بقى عاوزه تقعد مع والدتها زى ما قالت لبابا
ألتفت له عبد الرحمن قائلا
هى قالت كده
أومأ برأسه قائلا
ايوه بابا قالها تعالى معانا قالتلوا عاوزه اقعد مع ماما يومين قبل ما تسافر
خرج يوسف من غرفة عبد الرحمن متوجها إلى غرفته فسمع والده يناديه 
يوسف
ألتفت اليه وأقبل عليه فى اهتمام ولهفة وهو غير مصدق أنه سمع أسمه من فم والده اخيرا فقال
نعم يا بابا
وقف حسين ينظر إليه وقد لانت ملامحه كثيرا وقال
مريم كانت عاوزه تأجل الفرح ليه
نظر له بدهشة قائلا
وحضرتك عرفت ازاى
أعاد حسين سؤاله وكأنه لم يسمع تعليقه 
مريم كانت عاوزه تأجل ليه
يوسف
كانت بتقولى أنا بعفيك من الجواز مني .. وكانت مصممة ومش عاوزه
 

تم نسخ الرابط