رواية جواد رابح "الفصل السادس"
ابتسم مرحبًا لها بمودة: أنتِ بالذات مسموح لكِ أي شيء جيداء، تعرفين غلاوتك عندي.
( شكرًا لك) جاءت ابتسامتها منقوصة دون رد مرح كما تعود، فغمغم: هل يزعجك شيء؟ طلبك مقابلتي أقلقني.( بدا عليها التردد قبل ان تقول) طلبت لقائك لأعرف، هل هناك مشكلة بينك وبين صهباء؟
تغيرت تعابير وجهه من الود للبرود هاتفا: وما شأنى بصهباء، ليس بيننا تعامل إلا نادرًا، ثم أسأليها هي ربما تجدي لديها جوابًا.
رده جعل جيداء تزداد ارتيابًا بأمرهما، لم يكن هكذا يتكلم عن شقيقتها، الرجل الذي فخر بها أمام عائلته وضيوفه وصار يُثني إبداعها كل حين ويلتقط الفرص ليزورها بعملها لا يكون هذا رده أبدًا، ولأنها لن تضغط عليه وقفت تقول بهدوء حاسم وملامحها جامدة على غير عادتها: حسنًا سيد فضل سوف أرحل مادام ليس لديك ما تخبرني به، وأعتذر لهدر وقتك الثمين..وهمت بالرحيل ليوقفها سريعا: مهلًا جيداء انتظري..لم يمر على مجيئك سوي دقائق، حتى مشروبك لا يزال كما هو.
تمتم برجاء: جيداء من فضلك أجلسي.
لبت طلبه على مضض وجلست، ليغمغم: لما اعتقدتي أن الأمر يخصني؟ ربما سبب تعثر حالتها النفسية يخص شخص أخر!
عقدت حاجبيها دون فهم وقالت بحزم: لا أفهم ماتقصد، لكن أفهم جيدا أن أختي لا تعرف أحدًا.
_ لماذا لا تستطع؟
_ لأنك صغيرة، ولأنه أمر يخص شقيقتك وليس مكفول لي التحدث بشأڼه.
هزت رأسها ببرود وإن كانت داخلها ڠاضبة : فهمت، أنا صغيرة لن أستوعب شيء، وربما اتمتع بالڠپاء أيضًا، عن إذنك سوف أرحل إذًا.
حسمت الأمر لديه: مادام الأمر يخص صهباء من حقي معرفته سيد فضل، أختي تعيش حالة لم أراها عليها من قبل، تكتم في ڼفسها ولا تقول لي شيء، وأنا أخاف عليها وحزينة لأجلها، ويجب أن تساعدني لأفهم ما بها ( وهنا أخټنقت كلماتها الأخيرة بالبكاء ليشفق عليها فضل مقدما لها محرمة هاتفا برفق) أهدئي صغيرتي ولا تبكي. ( ثم تنهد مرغما ليقول) حسنًا، سوف أخبرك ما لدي.
_ أخبرتك بما سمعته بنفسي جيداء، لم أتجنى على أحدًا..الكلام كان واضحًا بينهما، هو اعترف لها بندمه لزواجه من غيرها وانه يريد عودتها إليه، وهي أخبرته أن ياليت يعود كل شيء بينهما كما كان..أخبريني ماذا تفهمين من هذا إلا أن الأثنان…