رواية هوس لياسمين عزيز
مصيره هيرجعلي بس أنا عاوزاه يلاقيني
تغيرت و بقيت زي ماهو عاوزني... أنا بحبه
أوي يا علي و للأسف إكتشفت داه متأخر
حاسه إني بختنق و مش قادرة أتنفس
كلما إفتكر إني ضيعته بغبائي .
إختنق صوتها بعد أن إنفجرت بالبكاء ثم سمع بعدها
صوت الهاتف يصطدم بالأرض ليغمض هشام
عينيه و هو يشعر بقلبه يتضخم داخل صدره
و أخيرا كتلة الجليد خاصته لانت و إعترفت
هي لم تعد أميرته الصغيرة منذ أن أهانته و طردته
من حياتها بكل قسۏة لذا يجب عليه أن ينساها
فهو الان رجل مرتبط و ما يفعله يعد خېانة..
في فيلا سيف......
خرج سيف من حمام جناحه بعد أن إستحم
و غير ملابسه ليجد غرفة النوم خالية...زفر
بحنق و هو يرمي المنشفة على الأرض
متمتما پغضب..
لابقى دي زودتها أوي...أنا هروح اجيبها من شعرها
عشان تبطل حركات العيال بتاعتها...
نزل الدرج قفزا حتى وصل أمام غرفة عمته هدى
و هو يلهث...طرق الباب عدة مرات قبل أن يدخل
باحثا عنها ليجدها نائمة على الفراش بينما
كانت عمته تقف بقرب السرير و يبدو أنها كانت تنوي
فتح الباب له...
تحدث معتذرا بينما عيناه مثبتتان على زوجته
التي كانت تغط في سبات عميق..
بعد إذنك يا طنط أنا جاي آخذ مراتي و آسف
لو ازعجت حضرتك .
اجابته هدى و قد نجحت في إخفاء ضحكتها..
إتفضل يابني...
تقدم سيف ليحملها بين ذراعيه ثم قال..
تصبحي على خير...
أغلقت هدى باب غرفتها بعد
أن غادر و هي تتمتم
بدعاء متمنية لهما بدوام السعادة و صلاح الحال
بينما صعد سيف الدرج بسرعة نحو جناحه
وضعها على السرير لتفتح سيلين عينيها ببطئ
و تنظر للغرفة حولها و ما إن إكتشفت أنها
ليست غرفة والدتها حتى إنتفضت من مكانها
تتساءل..
أنا فين
رد عليها و هو يغلق باب الغرفة بالمفتاح..
في اوضتك يا حبيبتي...يلا غمضي عنيكي
و كملي نوم .
إلتفتت بسرعة تشيح بوجهها بعيدا عنه
عندما رفع سيف قميصه للأعلى و نزعه
ببطئ حتى كشف عن عضلات بطنه المسطحة
التي تعشقها...صعد على الفراش بجانبها
و هو يبتسم بتسلية مستمتعا بلعبة القط
و الفأر التي يلعبها معها كل ليلة...
راقبها و هي تنزلق بجسدها تحت الغطاء
و توليه ظهرها كعادتها...إنها مصرة على إستفزازه
و لاتريد التراجع عن تمثيليتها السخيفة التي
طالت أكثر من اللازم حتى كاد يصدق أنها
فعلا فقدت ذاكرتها و لم تعد تتذكره...
هتف بخبث محاولا فتح حوار معها عله
يكتشف سبب كذبها عليه..
سولي حبيبتي...جهزي نفسك بكرة هنروح
الجزيرة... عشان عندي شغل ضروري هناك .
و بالفعل نجحت خطته عندما فلتت منها
شهقة مكتومة بعد أن تمالكت نفسها بصعوبة حتى لاتفضح أمرها إلتفتت نحوه و هي تبتلع ريقها
بصعوبة لتسأله بخفوت
جزيرة إيه مش فاكراها
سيف مصطنعا الجدية..
جزيرة ...معقولة مش فاكراها
و على فكرة إنت بتحبي الجزيرة دي
جدا عشان كده فكرت إن إحنا لو رحنا هناك اكيد
ذاكرتك هتتحسن .
شحب لونها و ظهر الهلع جليا في مقلتي عينيها
قبل أن تحرك شفتيها بصعوبة محاولة إستجماع
أفكارها بحثا عن حجة تمنعه من أخذها إلى
ذلك المكان الموحش..
لا أنا.... كويس مش عاوز أروح حتة...
رد عليها ممثلا اللامبالاة..
قلتلك عندي شغل مهم ...يعني لازم نروح.
سيلين محاولة إقناعه دون أن يشك فيها..
أوكي روح لوحدك.
سيف بجدال..
مينفعش أسيبك هنا لوحدك لازم تكوني معايا...
سيلين بعناد..أنا مش لوحدي معايا مامي...
سيف بضيق..
قلتلك مينفعش عشان هنقعد هناك شهرين
وأنا مش هبقى مطمن عليكي غير و إنت معايا...
يلا نامي دلوقتي عشان هنسافر بدري
تصبحي على خير....
سيلين باندفاع بعد أن نجح في إستفزازها
مستحيل أنا مش هروح جزيرة الأسود دي
ثاني...
إتسعت إبتسامته المنتصرة بعد أن نجح أخيرا
في جعلها تعترف...و هاهي جاءت اللحظة
المنتظرة لحظة الحقيقة...
الفصل السابع عشر من رواية هوس من أول نظرة الجزء الثاني
أقبل صباح اليوم التالي الذي كان يحمل في جعبته
مفاجآت لم يكن يتوقعها سكان قصر عزالدين..في
المطبخ كانت الخادمات تعملن بجد منذ الصباح
الباكر من أجل تحضير طعام الإفطار لتدمدم فاطمة
كعادتها متذمرة..
يوه بقى متخفي علينا شوية يا ست صفاء.. أنا بني آدمة مش رجل آلي قدامك هلحق أعمل كل داه
إمتى إن شاء الله و بعدين الباهوات لسه نايمين
و مش هيصحوا دلوقتي تلاقيهم تعبانين من السهرة إمبارح .
تجاهلت صفاء صوتها المزعج و هي تضغط على
أزرار آلة القهوة العملاقة موجهة حديثها نحو سعدية..
أنا مش فاهمة بنتك دي بجد و إلا لقيناها قدام باب جامع...على طول بتشتكي و مش عاجبها حاجة
هي فاكرة نفسها جاية هنا تتفسح بصراحة أنا إبتديت أزهق منها....
تخصرت فاطمة و حركت شفتيها للجهتين بحركة
شعبية ثم تحدثت بردح..
إسم الله عليكي ياختي مكنتش عارفة إن
عندك مشاعر و بتتعبي و بتزهقي زينا...إبقي
إشتكيني لسناء هانم أو إلهام هانم .
عضت سعدية شفتيها بخجل من وقاحة
فاطمة و هي تشير نحو صفاء بعينيها حتى
لاتنخرط معها اكثر في جدالها العقيم و أن
تهتم بالعمل.. وضعت عدة اطباق على حاملة
الطعام ثم دفعتها نحو فاطمة قائلة..
خذي الفطار بتاع صالح بيه قبل ما يبرد... و متنسيش تسألي الممرضة بتاعته لو محتاجة حاجة .
نفخت فاطمة بضيق لكنها لم تعلق ثم دفعت
الطاولة أمامها و خرجت بها من المطبخ متجهة
نحو غرفة الجد التي تقع في الطابق السفلى
حتي يتناول إفطاره الصحي حتى تتمكن ممرضته
من إعطاءه أدويته...
توققت عند باب غرفته و طرقت الباب لتفتح
لها الممرضة منى التي أخذت منها الطاولة
و دلفت دون أن تحدثها حتى ثم عادت لتغلق
الباب في وجهها بعد أن خصتها بنظرات دونية
كعادتها كما تفعل دائما منذ اول يوم أتت فيها
إلى هنا...عندما طلبت منها بكل أدب أن تحضر لها
كوبا من القهوة لأنها لا تستطيع ترك السيد
صالح لوحده لكن فاطمة رفضت و أخبرتها أنها
هنا لتخدم أهل المنزل مثلها و ليس من صلاحيتها
التمتع حتى بكوب قهوة....
كورت يدها على شكل لكمة من شدة الڠضب
و رفعتها حتى ټضرب بها الباب لكنها تراجعت
في آخر لحظة و هي تتوعد بداخلها لتلك
الممرضة المغرورة..
مش ناقصني غير الأشكال دي تعكر مزاجي
عالصبح...
إلفتت لتتفاجئ بوجود هانيا التي كانت تبحث
عنها...
كملت.... خير عاوزة إيه إنت كمان شايفاني
في الحلم إمبارح
جذبتها هانيا من
يدها نحو الخارج و توقفت
بها عند ركن خال من كاميرات المراقبة.. نظرت
حولها تتفحص المكان بحذر قبل أن تهمس لها..
مش معايا وقت كثير لازم ارجع لفوق قبل
ما لجين تصحى....
خلصت فاطمة معصمها منها و هي ترفع حاجبها
بمكر فصديقتها تبدو متوترة جدا لكنها تعلم
السبب جيدا.. تحدثت
مدعية الجهل..
أنا كمان مستعجلة خلصيني....
عجزت هانيا عن الحديث بعد أن شعرت بأن
لسانها قد شل بينما كان قلبها يطرق داخل قفصها
الصدري بقوة...فالموضوع كان خطېرا لدرجة
أنها كانت مړعوپة من ذكره حتى بينها و بين نفسها
و لم تجد سوى فاطمة التي لم تنفك تستهزء من
خۏفها الغير مبرر...و تشجعها على إتباع المثل القائل
بأن كل شيئ مباح في الحب و الحړب....
إنتفضت بفزع عندما نكزتها فاطمة من ذراعها
حتى كادت تقع مستمعة لسخرية الأخرى..
لما إنت خرعة كده و خاېفة من خيالك
بتبصي لفوق ليه متشوفيلك صبي ميكانيكي
و إلا قهوجي من الحارة بتاعتكوا و تجوزيه
أريحلك .
ضغطت هانيا على أسنانها بانزعاج من كلامها قبل أن
ترد عليها بوقاحة مماثلة
نفس السبب اللي خلاكي تبصي لصالح بيه.
غمزتها بعينيها ثم رفعت إصبعيها السبابة و الابهام
لتجسد تلك الحركة المشهورة التي تعني المال...
قبل أن تهمس لها..الفلوس ياعنيا..كل حاجة
بنعملها أنا و إنت عشان الفلوس....
تفاجأت فاطمة بردها الغير متوقع فهي لطالما
عهدتها غبية و جبانة لا تستطيع قول كلمتين مفيدتين همهمت لها و هي تحرك رأسها بإعجاب..
إتطورنا و بقينا نعرف نتكلم على العموم أنا
عارفة إنت عاوزة إيه بس للأسف أنا مش
هقدر أساعدك عشان أنا خلاص مهمتي
إنتهت معاكي و من هنا و رايح مليش دعوة بيكي
وبأي حاجة تعمليها...أنا عملت اللي عليا و فهمتك
هتعملي إيه بالتفصيل باقي بس التنفيذ .
بللت هانيا شفتيها الجافتين ثم حركت جيب
سترتها الشتوية التي كانت ترتديها تتحسس
زجاجة الدواء التي كانت بداخله قائلة..
ماشي بس فاضل حاجة واحدة لازم تساعديني
فيها...لما تبدأو تحضروا الفطار قوليلي عشان
أحطلها الدواء ..
إبتسمت لها فاطمة باتساع قبل أن تجيبها
بتلاعب
ماشي... موبايلات بقى تشاو .
سارت عدة خطوات بعيدا عن
هانيا ثم إنفجرت
ضاحكة و هي تتمتم بداخلها..
يا سلام على دماغك يا فيفي...ألماظ يلا
خلينا نتسلى شوية قبل ما أخلص منها
هي الأخرى... .
تنهدت و هي تدلف من الباب الخلفي للمطبخ
حتى تنهي بقية أعمالها على مضض.
في الأعلى.....
فتحت أروى عينيها المتورمتين بړعب
و هي تشعر بثقل فظيع في رأسها...إستندت
على ذراعيها حتى تتمكن من رفع ثقل جسدها
الذي كان يرتجف پعنف رغم أن جبينها كان
يتصبب عرقا من شدة الحرارة....
أعادت رأسها إلى الوراء تلهث پعنف
بسبب ذلك الحلم المخيف الذي أرق منامها ثم
رفعت يديها تتحسس بطنها بحماية و تحمد
الله على سلامة صغيرها الذي رأتهم يسلبونها
إياه في حلمها
القصر تلك الكذبة اللذيذة التي عاشتها مع زوجها طوال الاشهر الماضية قبل أن يسقط القناع
و يظهر وجهه الحقيقي...لازالت لا تصدق حتى
الان كيف إنقلب حالهما هكذا و تحول حبيبها
و مصدر أمانها إلى ألد الأعداء...
أزاحت تلك الذكريات من عقلها مقررة التركيز على حاضرها و الذي يمثل مستقبل صغيرها الذي لم يرى النور بعد...جعدت أنفها بانزعاج بعد أن تسللت
إليها رائحة السچائر الكريهة التي جعلتها ترغب
في التقيأ متذكرة على الفور ذلك اليوم عندما سړقت
علبة سجائر فريد حتى تعطيها ليارا بعد
أن أخبرتها برغبتها الشديدة في تدخين سېجارة
تلك الذكريات جعلتها تبتسم رغما عنها كما تفعل دائما كلما تذكرت أي حدث جمعها به .....
إلتفتت ناحية باب الشرفة حيث دلف فريد
للتو و أغلقه وراءه كان يرتدي ملابسه الرسمية
و تفوح منه رائحة السچائر يبدو أنه كان
ېدخن منذ وقت طويل..
في البداية لم تهتم به و قررت مواصلة طريقها
و كأنه غير موجود لكن وجهه المتعب و الهالات السوداء التي كانت تحيط بعينيه الحادتين بشكل واضح جلبا إنتباهها...لتتساءل بداخلها عن سبب
تعبه ألم تكن هذه رغبته منذ البداية إذن لما يبدو و كأنه لم ينم منذ شهر...
تأملته بشرود دون أن تدرك أنه هو أيضا كان ينظر إليها بتمعن من رأسها حتى أخمص قدميها.....
تردد قليلا قبل أن يتقدم نحوها بخطوات بطيئة لترتبك أروى هي الأخرى و تلوم نفسها على
شرودها المفاجئ إستعدت للرحيل لكن صوته الحزين أوقفها..
إستني شوية... عاوز