رواية بقلم شيماء سعيد

موقع أيام نيوز


من يدها وسار بها إلى داخل شقتها وقبل أن يغلق عمها الباب رفعت بصرها والقت نظرة اخيرة عليه 
انسابت دموعها وهي تري شبح ابتسامة على ثغره وهو يحول بث روح الامل بداخلها دلف إلى شقته وهو يتجول بها لا يعرف ماذا يفعل اخيرا خرج عن ذاك الهدوء لېحطم كل شيء حوله للمرة الأولى يشعر بالانكسار فلم هذه الحياة قاسېة هكذا 

على الجانب الآخر جلست وهي تشيح ببصرها بعيدا عن عمها لقد رأته اليوم منكسر كيف ترفع عينها وهي تعلم انها اخطأت هل بالفعل اخطأت حين احبت هل لا يجوز لها ان تعشق قطع ذاك الشرود صوت عمها الجالس مقابل لها ارفعي عينك يا بنت سالم 
وهي لسه لها عين ترفعها الهي تنكسر رقبتها كسرت عينا بين الناس قالتها سميرة وهي تلوي ثغرها بتهكم
ابراهيم ملكيش دعوة انتي يا سميرة دي بنت اخويا وانا عارفها كويس
سميرة وهي تشير إليها قائلة دي هتجبلنا العاړ وسط الناس الي زي دي عايزا ال 
انتي شكلك اټجننتي يا سميرة قومي يالا روحي البيت وانا هحصلك قالها ابراهيم وهو يصطحب زوجته من ذراعها بقوه ويدفعها صوب الباب
سميرة انت حر اياك بس بعد شويه منسمعش اخبار جديدة عن غراميات الهانم
خرجت وصفقت الباب خلفها وهي تتوعد لتلك الفتاة التي سلبت منها كل شيء من تحت يدها
قلتلك ارفعي عينك يا مرام قالها ابراهيم وهو ينظر إليها بحنو
نظرت اليه ودموعها تنساب في صمت و اردفت عمي انا اسفه
ابراهيم معدش ينفع الاسف دلوقتى المهم انتي بتحبي عمار يا مرام عايزه بجد
صمتت مجدد وهي تخفض بصرها پانكسار 
فهم صمتها وهو يري مدى عشقها له فهي ابنة اخيه التي تحملت عبئا منذ صغرها كيف له ان يتجاهل سعادتها مع شاب ترك كل شيء من اجلها ولكن خوفه ليس إلا من والده الذي لن يترك الامر يمر بهذه السهولة
ازاح تلك الخصلات من على وجهها وهو يجبرها على النظر اليه واردف بصي يا مرام انا مش ضد سعادتك يا بنتي بس عايز اطمن عليكي وعارف ومتأكد ان الوحيد الي هيحبك وېخاف عليكي هو عمار 
نظرت اليه بعدم فهم 
فاكمل حديثه قائلا مش عايزك تبصيلي كده انا فاهم مشاعركم بس كل الي هطلبه منك هو ان لحد ما عمار يطلب ايدك رسمي ممنوع الكلام معاه فاهمة ممنوع تشوفيه او تكلميه وإلا وقتها يا مرام هنسي كل كلامي ده وهتعامل معاكي بطريقة متعجبكش
هتفت پألم حاضر يا عمي
نهضت من جواره ودلفت إلى حجرتها وهي تري اصابع عمها مازالت ظاهره على وجهها بكت پقهر فلم تنكسر سعادتها لم هي فقط من يحدث لها هكذا تذكرت كسرتها حين توفت والدتها شعرت بانها وحيدة وكسر ظهرها حين ټوفي والدها هو الاخر هنا ادركت معنى الانكسار معنى الألم كان هو كل شيء بالنسبة لها تركها وهي لا حول لها ولا قوة تحارب من اجل البقاء هنا فقط تمنت للحظة ان يكون والديها بجوارها حتى ترتمي بين وتبكي تخرج كل الۏجع الذي
يكمن بداخلها 
ظلت على حالها إلى أن انتشرت اشاعة الشمس في ارجاء المكان نهضت من مجلسها وهي شاحبة خالية من الحياة و دلفت إلى المرحاض اغتسلت وخرجت ارتدت ملابسها وعزمت امرها على البحث عن
عمل جديد 
على الجانب الآخر بدأ يومه وهو يحمل اضعاف الاكياس كأنه يخرج كل طاقته السلبية بها 
ظل يعمل إلى ان استمع إلى صوت صديقه الوحيد او بالاحرى رب عمله
عبد العزيز خير يا ولدي مالك 
انزل ذاك الحمل من فوق ظهره
وجلس باهمال على الارض و اردف بأسي تعبان قوي يا حاج
حاسس اني مسلوب الارادة اول مره احس بالانكسار كده
انحنى لمستوه وهو يمد يده يساعده على النهوض
عبد العزيز شكلك شايل كتير في قلبك يا ولدي تعال على مكتبي نتكلم براحتنا
عمار انا محتاج اخرج من كل الۏجع الي حاسس بيه
عبد العزيز ان شاءالله هترتاح لم تتكلم معايا
دلف عمار إلى مكتب عبد العزيز بعدما اخبر عبدالعزيز كل العاملين لديه إلا يزعجه احد
هاااا احكيلي مالك كده قالها عبد العزيز وهو ينظر إلى هيئته التي طغي عليها معالم الحزن الانكسار
اردف بۏجع قائلا عارف لم
تكون جواك ۏجع الدنيا كلها ونفسك تصرخ وتقول انا تعبان موجع يكون حوليك ناس كتير بس حاسس انك لواحدك ده احساسى قبل ما اقابل مرام و هو نفس احساسى دلوقتى لم غابت يوم عني
عبد العزيز غابت ازاى مش فاهم 
بدأ في سرد كل ما حدث معه بالامس
اردف عبد العزيز بنبرة مطمئنة اهدي يا ولدي ما ضاقت الا لم فرجت وبعدين الموضوع اسهل مما تتخيل 
عمار سهل ازاى
عبد العزيز بص يا عمار ربنا يعلم أني هحبك كيف ولدي بالظبط وكنت جايلك النهاردة علشان اقولك اني ظبطلك شغل كويس يعني انت الصبح هتكون هنا في السوق من الساعة 6 الصبح لحد الساعة 12 الظهر بعدين هتشتغل في كافتريا من الساعة 1 لحد 6 المغرب بعدين ترتاح لحد الساعة 1 بالليل وتيجي تستلم شغلك الثالث على تاكسي لح ايه رايك في كلامي ده
عمار وهو يستجمع كل سمعه منذ قليل قصدك انك جبتلي شغل تاني بس ليه بتعمل كده
عبد العزيز اسمع يا ولدي انا شايف انك عندك هدف وعايز تنفذه ومتأكد انك هتقدر علشان كده كلمتلك ناس معارفي يعني اطمن محدش هيقدر يرفدك
عمار بعدم فهم نعم يرفدني ازاى
عبد العزيز من كام يوم قبل ما اشوفك حتى جاني واحد كده شكله ميطمنش المهم انه طلب مني امشيك من الشغل ولم سألته حكالي كل حاجه عنك وعرفت ان والدك مانع اي حد يشغلك
عمار ولم فشل يقنعك عمل موضوع الصور ده معقوله في اب يعمل كده
عبد العزيز معلش يا ولدي اعذره هو اب مش متحمل فكرة انك بعدت عنه
عمار حصل خير على العموم انا موافق على موضوع الشغل الجديد اقدر ابدأ من امتي
عبد العزيز وقت ما تحب اشتغل انت بس الفترة دي وان شاء الله بعد ما امورك تتيسر في الشغل انا هروح معااك ونطلب يد مرام من عمها ايه رايك بقي
اتسعت ابتسامة عمار بشده وهو يري لطف الله عليه بانه رزقه برجل يحمل قلب من الذهب
في البناية عادت سمر من جامعتها وهي تخرج من المصعد الكهربائي وقع بصرها على كريم الذي تعب من كثرة الطرق على باب عمار
كريم بتعمل ايه هنا قالتها سمر وهي تقترب منه
كريم بضحك صباح الصدف الجميلة
سمر وهي تبتسم قصدك مساء الصدف بس قولي ايه جابك هنا
كريم وقد حاول رسم ملامح الجمود ده بدل ما ترحبي بيا على العموم جاي اشوف عمار عرفت انه ساكن هنا وبخبط بقالي ساعة مش بيرد
سمر هو دلوقتى في الشغل استنه دقيقة هجيب لك مفتاح الشقة من اوضة مرام 
دلفت الي غرفة ابنة عمها واحضرت النسخة الثانية وخرجت له مسرعا
اتفضل ادخل قالتها سمر بعدما دلفت الي شقة عمار
كريم مرسي يا سمر هو عمار هيتأخر
سمر مش عارفه بس احتمال يتأخر على العموم البيت بيتك براحتك هروح اشوف رهف جات ولا لسه بعد اذنك
كريم اتفضلي
غادرت سمر وتركته حائرا في امر صديقه فقد علم بم حدث معه عن طريق احدي المجلات لم يتوقع أن يكون صديقه بكل هذه الشجاعة
عادت بعدما ارهقها البحث عن عمل جديد 
همت بالصعود إلى البناية ولكن استوقفها صوت اسلام الذي ركض خلفها محاولا التحدث معها
انسة مرام ممكن اتكلم معاكي شوية
مرام اتفضل يا اسلام
اسلام انا سمعت بالي حصل معاكي امبارح وكمان رهف حكت لماما انك سبتي شغلك وبصراحة انا عندي واحد صاحبي معايا في الجامعة اخوه وعمه عندهم شركة معمار وعرفت منه انه كان ناشر خبر في الجريدة علشان سكرتيرة جديدة لاخوه 
مرام مش فاهمه
اسلام يعني ببساطة انا رشحتك له واتمني انك مترفضيش
هما ناس محترمين جداا ومعتز ده كويس جداا لان احمد اخوه زميلي كل الي عايزو منك بكرا تروحى تقابلي المدير وان شاء الله امورك تتيسر هناك وعلى فكرة هما عارفين انك طالبة لسه
يعني ده شيء بالنسبة لهم مش هيفرق لان هما عايزيين شخص مجتهد وبيحب شغله هااا اوعي تكسفيني الله يخليكي
ابتسمت برضا وهتفت سبها على ربنا وان شاء الله الي فيه الخير هيكون والف شكر على تعبك ده و اهتمامك بالموضوع
اسلام انتي زي اختي ومفيش بنا الكلام ده
بعد اذنك هطلع انا 
انصرفت مرام وصعدت إلى شقتها وقد قصت على رهف وسمر ما حدث معاها منذ قليل 
اما كريم ظل ينتظر صديقه إلى ان عاد في السادسة مساء وقد تفاجأ بوجوده بالمنزل
كريم كل
ده يحصل وانا معرفش
عمار اهو الي حصل بقي يا كريم المهم البيت براحتك انا هدخل انام شوية علشان عندي شغل بالليل وابقى خليك هنا بلاش تمشى
كريم بعد الي سمعته منك لا مش همشي واسيبك 
تصبح على خير قالها عمار وهو يدلف إلى غرفته بارهاق ظاهر
في الصباح ذهبت مرام إلى شركة الشرق للمعمار وقد تم قبولها في العمل بينما بدأ عمار مسيرته الثلاثية يعمل بجد واجتهاد حتى ينفذ طلب عمها بينما كان الامر ليس على ما
يرام فكل منهم تملكه الحزن وهم لا يتحدثون حتى عبر الهاتف
نقل كريم جميع امتاعه إلى شقة عمار واصبح رفقة هو و الصغيرتين رهف وسمر 
بينما اصبح الوضع به بعض التوتر بين رهف و اسلام لقد تعمدت ان تتجاهله بشكل تام فكلما حاول التقرب منها او الحديث لا تستمع اليه
توالت الايام واصبحت مرام منعزلة عن الجميع تهتم بهم ولكن من بعيد تاتي من العمل على النوم مباشر 
بينما حال عمار لا يختلف كثيرا عنها فاصبح في الاون الاخير آلة للعمل فقط 
انقضي شهر كاملا على هذا الوضع 
في منزل مرام اعدت جميع المأكولات الشهية كما طلب منها عمها ورتبت المنزل بشكل لائق بينما دلفت حجرتها واغتسلت ثم ارتدت ملابسها التي قد اخبرها عمها انها عليها ان ترتدي شيء كلاسيكي يليق بها كفتاة في اوئل العشرين شيء يبرز انوثتها
ارتدت مرام فستان
مرصع بحبات تشبه الالماس فكانت تشبه الاميرات ولكن تلاشت ابتسامتها المصطنعة وهي تتذكر عينيه ونظرته الاخيرة لها تجمعت بعض العبرات بعينيها وهي تنظر إلى نفسها بحزن وهمت بالانصراف إلى الخارج وجدت عمها يخبرها ان تدلف إلى الصالون حتى تري ضيوفه ولكن 
من ههم هؤولاء الضيوف
الحلقة
السابعة عشر
انقضي شهر كاملا على هذا الوضع 
في منزل مرام اعدت جميع المأكولات الشهية كما طلب منها عمها ورتبت المنزل بشكل لائق بينما دلفت حجرتها واغتسلت ثم ارتدت ملابسها التي قد اخبرها عمها انها عليها ان ترتدي شيء كلاسيكي يليق بها كفتاة في اوئل العشرين شيء يبرز انوثتها
ارتدت مرام فستان
من اللون الذهبي الممزوج باللون الفضي يتميز
 

تم نسخ الرابط