رواية صړخة على الطريق بقلم ډفنا عمر
المحتويات
أخيرة قبل أن يغادروا بسيارته دون عزول بينما حضر آدم بسيارة أخرى ليأخذ خطيبته سارة.
داخل قاعة فخمة وقفت عائلتي العروسان يستقبلان الوافدون من الحضور امتلأت الساحة بشخصيات مرموقة وذو شأن من تلا عائلة العروس ومن جهه معارف جد العريس ووالده توفيق..
بدأت الأجواء تستعد لاستقبال العروسان اللذان وصلو لبوابة القاعة بالفعل لتنتبه الأحداق بترقب لهما.. بدأ عبور جسار وعروسه..هتافات ندت من الأفواه وهما يشاهدون طلتهما بينما دمعت عين والدتي شمس وسارة.. أما الجد فلمعت عينه بحب وفرحة طاغية وهو يري السعادة تنضح من وجه حفيده الغالي.. ورائف الذي راح هو وريان وحمزة يطلقون صفيرا مبهج تحية للعروسان.. أما توفيق فكان سعيدا بحق لأجله وتمني داخله أن ينال هذا الشاب ما يعوضه عن فقدان هويته وأهله الحقيقين..وكم أثني علي تلك الخطوة في حياة شاب مثله يبحث عن عائلة تخصه..وها هو يقترب من تحقيقها.
تعددت فقرات الحفل الشيقة وتلقى العروسان التهاني من الجميع.. وبعد وقت كافي انتهى الاحتفال وتوجه جسار وشمس لجناح كبير بذات الفندق بعد توديع الأهل عند باب المصعد..
فاكرة اول مرة قابلتك
أومأت بإيجاب ليستطرد رغم حدتك وقتها بس فيكي حاجة شدتني عجبني نظرة عيونك الشرسة وفي نفس الوقت لمست لحظة ارتجافتها اللي حاولتي تخفيها بس انا فهمتها..
ثم ضمھا إليه أكثر وقال انتي كمان اتأثرتي بيا صح طبعا شوفتيني واد حليوة علي رأي جدي وقولتي في بالك ليهم حق البنات يتلموا حواليا..
همست له هو بجد أنا حلوة
رفع حاجبيه بدهشة انتي مش شايفة نفسك في المراية ترددت قبل ان تخبره بصوت خاڤت أقولك علي
سر أنا عمري ماشوفت نفسي جميلة.. ولأني متربية وسط شباب اخدت منهم الصرامة وقوة الشخصية.. ساعات كنت اقول لنفسي هو ممكن حد يحب التركيبة دي
اغرورقت عيناها وهي تنظر
له عبر مرآتها.. الغريب انها وجدت نفسها في تلك اللحظة بالفعل جميلة كأنها استعارت عيناه هو لتري نفسها بملامح جديدة التفتت إليه وأحاطت وجهه براحتيها ثم قبلت جبينه مطولا بفعل يعد جريء لمثلها ثم همست وهي تغوص بعيناه لو تعرف بتصرفك البسيط ده عملت فيا ايه
ثم فاضت عليه بالكلمة التي انتظرها طويلا وصبر كثيرا لينالها من بين شفتيها التي ارتجفت قبل أن تقولها
لم يعد لديه صبر كي ينالها بعد ما قالته أسرع بإتمام صلاتهما الأولى ثم بدأت مراسم ليلة العمر بعهود و روابط قوية ولدت بينهما ولن ټموت أبدا.
منذ عودته من زفاف جسار وهو مختلي بذاته.. يتصفح ذكراياته عبر ألبومات الصور التي يكتنزها وعيناه تطارد وجه صغيره هنا كان يحبو بين قدميه وهنا حين كبر عدة أعوام وبتلك الصورة كان مراهق نمى شاربه علي استحياء أما هنا صار شاب ممشوق الجسد.. شيء واحد كان مشترك بين كل هذا الصور.. عين جسار أو بالأحري الحزن الذي سكن بها.. كان يعلم انه مهما فعل وقدم له لن يعوضه عن حنان أبويه وأهله..يشهد الله انه فعل كل ما بوسعه ليغنيه عن الجميع.. ويطلب من ربه الغفران لانه تقاعص في البحث عن والديه الحقيقين.. صحيح لم يجد سبيلا حينها لكنه لو اجتهد لوجد وسيلة.. لكن حبه وتعلقه بجسار جعله يسدل أستار فوق عيناه وعقله كي لا يفقده.. أحبه وسيظل يحبه ويتمني له السعادة هو وزوجته.
بابا.. ممكن اقعد معاك شوية
قالها توفيق الذي اقتحم غرفته بعد طرقتين لم ينتبه لهما الأخر أثناء شروده تعالي يا ابني
شملت نظرة فاحصة من عين توفيق الصور التي يفترشها و يشاهدها أبيه فغمغم اشتاقت لحفيدك بالسرعة دي
تمتم بعين غائمة من يوم ما ساب البيت ده وانا مابطلتش لحظة واحدة اشتاقله يا توفيق.
مسحة من تأنيب الضمير وخزة توفيق فقال أنا أسف يا بابا ان انا وإلهام مقدرناش ندي جسار اللي احتاجه صدقني انا كنت بحبه بس حاجة جوايا كانت بتمنعي اقرب منه اكتر.
هز الرجل رأسه وعيناه لا تحيد عن صور حفيده وقال في حاجات مابتجيش بالعافية يا توفيق وخلاص اهو ربنا كرمه بزوجة محترمة واهلها يشرفوا وهيكونوا عزوة جديدة تعوضوا اللي خسره.
يا رب..واستأنف بقوله بابا هو جسار يعرف اللي كتبته له في وصيتك من أملاكك
أخبره بنفي مايعرفش كل مرة حاولت اساعده ماديا كان بيرفض بقوة خۏفت اقوله يصمم اني اغير الوصية أو يرفض بعزة نفس فقلت اسيبها لوقتها جسار مش طماع زي ما مراتك كانت
فاكرة يا ابني كان ممكن يستغل حبي له وياخد كتير بس هو رفض يا رب مراتك تكون فهمت ده كويس.
إلهام فهمت يا بابا والله وندمانة ونفسها تصلح علاقتها معاك بس حضرتك اديها فرصة..
قال باقتضاب ربنا يسامح الجميع..
اللهم امين هو بكرة هيسافر لشهر العسل
أيوة عم مراته السيد أمين حاجزلهم اسبوعين في فندق معروف في باريس هدية لفرحهم..وانا حجزتلهم في فندق كبير في الغردقة اسبوعين بعد مايرجعوا.. ثم ابتسم لابنه وقال عقبال ما افرح برائف ومراته واطمن عليه هو كمان..
والله شكله قريب يا بابا.. الولد كلمني عن أخت أشرف صاحب جسار اللي حضرتك عارفه..لفتت نظره لما كان بيزور اخوه في سكنه القديم.. شافها كام مرة واتعلق بيها.
انعكس علي وجهه الجد استحسان واضح وهو يقول طب والله ياريت يا توفيق.. أشرف شخص محترم جدا واكيد اخته متربية كويس.
انا بصراحة شوفتها في الفرح الليلة ولقيتها مناسبة جدا وجميلة فعلا وطبعا الفرق المادي مش مشكلة ابدا.. كده كده لو هتتجوز ابني هتعيش حياتنا احنا..
طب ومراتك رأيها ايه
أهي دي المشكلة يا بابا.. إلهام كانت راسمة تجوزه بنت اختها بس طبعا رائف عمره ما فكر فيها غير اخت.. اكيد هتعصلج شوية بس ما تقلقش انا هخليها توافق أنا أهم حاجة عندي ان رائف عايزها وهيكون سعيد معاها.. الباقي مش مهم.
أومأ له عندك حق طيب
شوف هتوصلوا لايه وانا جاهز اي وقت نروح نخطبها لرائف.
إن شاء الله يا
بابا و ربنا يديك الصحة و يخليك لينا.
تسلم يا حبيبي..
تحسس جانب الفراش بكفه فوجده فارغ أشرع عيناه بصعوبه ليجدها تصلي جواره ابتسم وانتظر وهو يتأملها حتى ختمت الصلاة ونزعت إسدالها مقتربه منه فغمغم بحب صباح العسل ياشمسي.
صباح الخير ياحبيبي صحيت من شوية كلمت ماما وبابا وقلت اصلي واصحيك..
تشمم عبقها وقال ريحتك حلوة اوي.
ابتسمت له ميرسي يا حبيبي ماماتي سألتني عنك كانت قلقانة جدا.
وطمنتيها
طبعا.. قولتلها اني مع أحن زوج في الدنيا..
همهم لها بكلمات غزل رقيقة وهو يضمها لتعود وتهتف احنا هنسافر بعد الضهر
أومأ لها لتستطرد مشتاقة جدا هشوف باريس لأول مرة معاك يا جسار.
تذكر مفاجأة السيد أمين لهما بتلك الرحلة فقال
بصراحة يا شمس ماكنتش حابب حد يتكفل بشهر عسلنا سواء جدي أو عمك..كنت هقضيه في مصر في مكان مناسب حسب ظروفي انا..
ياحبيبي دي هدية من أهلنا اللي بيحبونا وحقهم يفرحوا بينا بطريقتهم.. مالهاش علاقة بظروفك أنا والله لو كنا هنقضي شهر عسلنا كله في شقتنا كنت هكون مبسوطة برضو مادام معاك..
حاصرها بنظرة أشعلها عشقه وقال يسلملي عقلك يا شمسي ويخليكي ليا..أنا كل دقيقة بحبك أكتر.
وانا كمان..
ثم داعبت أنفه بمرح ممكن بقي حبيبي يقوم يجهز عشان ننزل نفطر تحت ونطلع على المطار
شاكسها طب ممكن اقولك كلمة سر الأول.
قالت بدلال كلمة ايه يا جسورتي..
لأ مادام دخلنا في level جسورتك الكلام هياخد منحنى تاني خالص.
قهقهت ليبتلع باقي ضحكتها بموجة عاطفته من جديد.
يتبع
الفصل الثاني عشر
أشرعة القلوب لا تقودها أيدينا
بل تجرفها رياح الأقدار كيفما شاءت
فلا تكن يا صغيري أحمقا فقير الطموح
وأختر من ترتقي بك دون انبطاح
ربما ينقص قدرك وتخسر عالمك المخملي.
بطلت حجته التي كان يراها من خلالها تحت مظلة الصدفة فوق الدرج أو عند مدخل البناية فقد تزوج شقيقه جسار وأصبح له مسكن أخر كيف سيقابل فتاته وهو من كان يقتات على تلك اللحظات العابرة التي تجمعه بها وابتسامتها الخجول خين تبصره تخبره أن هناك إشارة ما تجمع أرواحهما رغم شح حديثهما سويا يا حبذا لو ألقي تحيته فترد بمثلها وليس أكثر وذاك ما يتعجبه رائف لما جذبته أريج دون غيرها لكن أحيانا لا جواب بين رغبات القلوب هي وحده من تملك زمام أمره وأمرها فكر كثيرا أن يحاول لقائها منفردا لكن ضميره يحذره أن يخون ثقة أشرف لو فعل فهو بمثابة شقيق أخر له لا طريقة أخرى أمامه سوي ما اقتحم ذهنه الأن نعم.. مادام يشعر أن قولبهما متصلة بحبل واحد فليفعلها مثلما يفعل الرجال بتلك الظروف ويعلم أن هناك حرب صغيرة سيقودها لإقناع والدته هي للأسف تطمح لتزويجة إبنة خالته وهذا لن يحدث.
تلون وجهها بأصباغ الڠضب وهي تهتف باستنكار أنت بتقول ايه يا رائف عايز تتجوز من بنت لا هيمن مستواك ولا عيلتها ليها تاريخ عيلتك أنت مش عارف انت عيلة مين
ولأنه توقع تلك العاصفة من والدته تمتم لها رائف مستعطفا ماما مش انتي بتحبيني
رمقته إلهام بحنق متحاولش تأثر عليا مش موافقة علي البنت اللي عايز تخطبها دي مستحيل.
يا ماما معترضة ليه طيب دي بنت محترمة جدا وجميلة واخوها صاحب اخويا جسار وانا عارفه كويس.
تفاقم استنكارها بصياح حاد يعني اخوك ياخد بنت حسب ونسب وعيلة كبيرة تشرفه وانت رايح تاخد بنت ناس فقرة ليه يعني! محدش أحسن منك.
بذات الهدوء عادت يخبرها يا أمي ده نصيب وانا عاجبني أريج ومرتاح ليها وحاسس انها نصي التاني
متابعة القراءة