حكمت وحسم الأمر بقلم إلهام رفعت
المحتويات
افكار جمة عن ماذا يريد منها تمنت في نفسها بأن يكون ما ترغب في سماعه منه ولجت شيماء الغرفة عليه لتجده جالسا على الأريكة ويرتشف قهوته نظرت له بأعين شغوفة وهي تتأمله بتلهف وعدم تصديق في آن واحد انتبه عمار لولوجها ولكنه لم يتطلع عليها قط بل ظل يرتشف قهوته بهدوء وتعابير الجمود والتجاهل جلية عليه تبدلت معالم وجه شيماء لعدم الفهم والعبوس اخذت تتقدم منه لتفهم أكثر وقفت امامه واستفهمت بجهل شديد
اخذ رشفة اخيرة من
ومبقاش ليكي لازمة.
انجلى الحزن بداخلها ليستفيض على ملامحها ككل مع عقلها الذي لم يستوعب إلى الآن ما نطق به ابتلعت تلك الغصة في حلقها لتبتلع معها كلماته الحاړقة فقد ضاعت آمالها لم تعرف شيماء كيف ترد عليه فنظراته نحوها كلها نفور كأنه لا يرغب في وجودها لبعض الوقت القليل فكرت في امر زوجته وما يحدث لها الآن على يد والدتها طرأ على ذهنها فكرة ماكرة تجعلها تبقى هنا لأكثر وقت ممكن تستفيد من خلاله وتبقى زوجته وتنتهي هي وللأبد متمنية في نفسها مۏتها نظرت له ورسمت التوسل على هيئتها حين ردت عليه
تجهمت تقاسيم عمار وهو يتطلع عليها بتأفف تقبلته منه فليس لديها السبيل كي تنزعج وذلك لتكمل ما سعت إليه رد على مضض
خليكي بس في اليومين دول مش عايز اسمعلك صوت ولا حتى اشوفك .
زيفت شيماء ابتسامة ولكنها كانت منزعجة من الداخل وكبتت ذلك بصعوبة ردت بامتثال
تأفف ليأمرها بنفور وهو يشيح بيده
يلا روحي .
اومأت برأسها واستدارت ليظهر الڠضب المخفي بداخلها على نظراتها وتعابيرها دلفت للخارج وعلامات الإنتقام والفتك بما حولها ملأت قلبها تأنت شيماء في قراراتها لحين
وصول خبر مۏتها المؤكد وانتهاءها وللأبد وسيأتي بعدها دورها هي ....
وصلت الداية برفقة سوسن واستقبلتها فريدة بابتسامة شيطانية وجهت فريدة بصرها لأم اسماء وأمرتها
اومأت سوسن برأسها وتوجهت للمطبخ وعلامات الحيرة عليها عن سبب
وجود هذة المرأة هنا تنهدت لتكمل عملها فاليوم زواج ابنتها ولم تكترث للأمر ..
اخدت فريدة السيدة سعدية للأعلى متوجهة لغرفة ابنتها فهي كما تعلم أنها هناك في الطريق تحدثت فريدة معها بنبرة صلبة وهي تنظر لها بنظرات قاسېة
عايزاكي تعرفيلي هي حامل ولا لأ ولو طلعت حامل عاوزاكي تنزليه .
ردت المرأة بطاعة جلية
تحت امرك يا ست فريدة انا مش هتحرك من هنا .
تركتها فريدة في الغرفة ودلفت للخارج والشړ يتطاير من عينيها ومستطير على طلعتها لعدم وجودها تحركت بخطوات متعجلة تريد معرفة ايه هي الآن ...
كانت برفقة اسماء داخل غرفتها تعاونها في ارتداء ثوب زفافها سعدت اسماء كونها تهتم بأمرها فكم احبتها منذ الصغر لم يتجاوز فارق العمر بينهم الثلاث سنوات وعيت اسماء على نفسها لتجد مارية تلعب معها وتكتنفها كأخت كبيرة لها رغم أنها ابنة خادمتهم ختمت محبتهم لبعض وجودها معها اليوم لتهيأها ليوم زفافها استدارت اسماء ناحيتها بعدما انتهت من ارتداء فستانها المزركش ببعض الورود تأملتها مارية بانبهار وفرحتها بها اليوم لا حدود لها فاليوم ستتزوج اقرب رفيقة لها نظرت لوجهها الصغير وقالت بنبرة متمنية
مبروك يا اسماء انتي ربنا بيحبك قوي انك هتتجوزي فؤاد .
اكدت اسماء حديثها حين قالت
انا بشكر ربنا وهفضل اشكره علشان هتجوز اللي بحبه وكنت بتمنى ليل ونهار انه يبقى من نصيبي .
دنت مارية منها وحاوطت وجهها بكفيها قالت بنبرة محببة
مش هوصيكي تعملي ايه كل اللي في ايدك تقدميه لجوزك متتأخريش تعمليه انتي بتحبيه واوعي تزعليه منك وكل اما تبقي معاه حلوة حياتكم هتكون احسن ويعمل اللي يفرحك اوعي تخلي أي حاجة تفرق بينكم او تبعدكم عن بعض طول حياتكم .
شاطرة يا مارية انصحيها كمان .
جملة قالتها فريدة عند باب الغرفة پغضب مكبوت ولكن محته بابتسامة زائفة جعت مارية تنظر لها بجسد متصلب وأعين تائهة ولجت فريدة الغرفة وذلك بعدما هداها تفكيرها لتأتي هنا وتبحث عنها صدق
حدسها وها هي هنا تدرجت للداخل ونظراتها عليها ترمقها بغموض في حين جف حلق مارية وهي تنظر لها فحديثها منذ قليل ليس بجيد أن تتفوه به تمنت أن تنشق الأرض وتبتلعها حين نطق لسانها بتلك الكلمات التي ستثير الشك بداخل والدتها تجاهها اخرجتها فريدة من تفكيرها المضطرب حين تفوهت بمدح زائف وهي تنظر لها
بمغزى
ايوة يا مارية انصحيها قوليلها اللي بيحب مش ممكن يكره حبيبه لأي سبب ولازم تعيش وتبسطه كمان .
استمعت لها مارية بتوجس جم وجاهدت على رسم ابتسامة بدت مضطربة ردت مبررة ما قالته بتردد
اصل اسماء يا ماما بتحب فؤاد من زمان وعلشان كدة بنصحها انها تسمع كلامه وكدة .
زيفت فريدة ابتسامة حتى لا تشك في انها كشفت امرها ردت بنبرة عادية حتى تطمئن لها
أيوة يا حبيبتي عارفة دي زي اختك بالظبط ولازم تنصحيها.
ثم وجهت بصرها لاسماء وقالت لها بتردد
مش خلاص يا اسماء لبستي ممكن آخد مارية فوق شوية عايزة اتكلم معاها .
نظرت لها اسماء لم تعرف ماذا تجيب عليها وجهت بصرها لمارية لترى الإستفهام في نظراتها المسلطة على والدتها عاودت اسماء النظر إليها وقالت بنبرة غير ممانعة
عادي يا ست فريدة انا لبست وفؤاد شوية وهيجي ياخدني علشان نكتب الكتاب عنده.
لم تبالي بحديثها بل نظرت لابنتها وقالت بغموض
يلا يا مارية تعالي عاوزاكي في موضوع مهم .
نظرت لها مارية وحركت رأسها بإماءة خفيفة تابعت اسماء الموقف بعدم فهم ولكن هناك ما اقلقها تحركت مارية خلف والدتها التي سارت للخارج وعلامات الجمود مرسومة عليها لتمحي بها قسۏتها التي ستظهر منها اليوم لأقرب ما لديها وهي ابنتها ....
على طاولة الطعام في قصر سلطان اڼصدم سالم حين اعلن سلطان امام الجميع قراره بتزويج ارملة ابنه إلى مكرم امتلأ الحقد في قلبه كونها ستتزوج غير حزينة لفقدان زوجها بل كأنه لم يكن في حياتها بعد لم يعترض وفضل الصمت فابنه في الاساس المخطئ فيما كان يفتعله من تصرفات هوجاء جهولة يمقتها من حوله وهذا هو رد الفعل الطبيعي لهم جلس بملامح مكفهرة
يشاهد علامات الفرحة على وجوههم غير مكترثين لابنه الذي توفى قبل يوم وابتلع كلماته وهو يخشى اخيه نظر له سلطان ليستنبط ما يفكر فيه الآن هيأ نفسه لكسب ثقته وتناسيه لما حدث لتغلق صفحة ابنه للأبد تنهد سلطان
وقال له بنبرة حماسية زائفة
ايه رأيك في مخزن البضايع اللي بتسافر برة يا سالم بفكر امسكهولك .
بالفعل نجح سلطان بحذاقته امتصاص حزنه لترتسم على وجه اخيه الفرحة الممزوجة بعدم التصديق هتف سالم بشغف
بتتكلم جد يا سلطان .
رد سلطان بثقة وبمكر داخلي
وأنا من امتى بهزر يا سالم في أي كلمة بقولها .
هتف سالم بموافقة دون تردد
موافق يا سلطان ربنا ما يحرمنا منك .
جلس عمار بجانب والده يتابع الحوار الدارج بينهم
مبروك يا عمار يعني مخبي علينا ان مراتك حامل خاېف من الحسد ولا أيه .
كان عمار يريد الا ينكشف الأمر ولكن هم ليس بغرباء عنهم ليخشى احدهم رد عمار بابتسامة فرحة وهو يغمز بجراءة
انت فاكر ايه يا حاج هو انا بهزر .
ضحك سلطان بعلو صوته ليضحك الجميع على حديثه قال سلطان بمغزى وسط ضحكه
طيب شد حيلك عايز كل سنة عيل .
اكمل عمار بجراءته المعتادة
انا عن نفسي والله ما عندي مانع .
ضحك سلطان بأن لا فائدة منه تذكر تغيب زوجته وسأله بمعنى
ومراتك فين على كدة .
تنحنح عمار ورد بتردد
عند والدتها يا حاج اصل فؤاد هيتجوز النهاردة وانا مقدرتش امنعها تروح .
زم سلطان شفتيه ولكنه عبس فجأة سأله بفضول
وامها تعرف انها حامل لتكون ...
قاطعه عمار بنفي شديد
محدش يعرف انتوا حتى لسة عارفين دلوقتي هيوصلهم الخبر من مين يعني ..
كانت اسماء بالأعلى تستمع لحديثهم پغضب بائن توقفت عند جملته الأخيرة وردت عليه بصوت خفيض مريب
خلاص عرفوا مني يا عمار وكمان شوية هيجيلك خبرها..
في وسط جلستهم على طاولة الطعام كان مكرم في عالم آخر يتطلع على منى التي لم تفارق نظراتها طبق طعامها وتتلاعب فيه مدعية تناولها إياه فهي مدركة لنظراته نحوها وهذا ما اربكها بشدة فمن الآن لم تتحمل نظراته لم تفكر فيه منى من قبل ولم يلفت
انتباهها ليستحوذ اليوم على كافة تفكيرها اضطربت من حديثه الجرئ معها كونه يحبها ولم تدرك ذلك رغم وجودهم في مكان واحد شعرت بفرحة داخلية لوجود من يحبها بهذا الشكل فقد انساها زوجها الإحساس بتلك المشاعر بل محت كل ذلك لينغلق قلبها من تلك الأحاسيس ولكن اليوم احياها مكرم لتكسو هيئتها وتأجج مشاعرها المكنونة بداخلها وجدت نفسها ترفع رأسها لتنظر إليه ادركت نظرات الحب في عينية لتبتسم له برقة اتسعت ابتسامة مكرم لمبادلتها قبوله في حياتها حرك شفتيه بكلمة
بحبك .
اتسعت مقلتيها من عدم حياءه غير مبالي بوجود الجميع من حوله نظرت له بمعنى أن يلتزم الحدود تجاهلها واكمل مغازلته لها بنظراته نحوها التي جعلتها تبتسم باستحياء كان سلطان يتابع ما يحدث بابتسامة خفيفة ولكن لم يعجبه الأمر بينهم كون زوجها لم يمر على مۏته سوى يوم واحد انتبه عمار هو الآخر وخشي تعنيفه لمكرم تدخل على الفور وقال لمكرم وهو ينهض
تعالى يا مكرم عاوزك شوية برة .
تنبه له مكرم لتكفهر ملامحه رد بانزعاج
عاوز ايه يا عمار انا لسة باكل .
اشار له بنظرة من عينيه ذات مغزي ناحية والدة وقال وهو يضغط على كلماته
بقول تعالى عاوزك يا مكرم
متابعة القراءة