رواية تحفة بقلم ډفنا عمر الفصل التاسع عشر

موقع أيام نيوز

دلوقت في رابعة جامعة يعني كبرت من زمان. 
ابتسم رفعت لأخيه مواصلا الطعام وسط ثرثرة الجميع ليشرد بالصغيرة وأخر عهده بها كان منذ أربع سنوات عندما كانت في الثانوية العامة مودة كانت دائما هنا يذكر عندما كان يساعدها أحيانا بالمذاكرة لبعض المواد حين كان يزور أخيه سامي تعجب مرور السنوات هكذا سريعا الطفلة كبرت ولم تعد طفلة تماما كما كبر هو لا يدري لما تغزوه تلك الروح مؤخرا كأنه أضحي عجوزا بعض الملل والفتور يصبغ أيامه هناك شيء ما ينقصه شيء يعرفه وېخاف الأعتراف به الأن الوقت ليس مناسب لديه طفلا يحتاجه أكثر من اي شيء أخر يجب أن يعوضه ما فقده من حنان هو الأهم الأن وكل شيء أخر سيتركه لتدبير الرحمن هو حسبه وكفيله.
أما والدته كانت بواد أخر يحزنها كثيرا عدم مكوث مودة اليوم معهم كانت تتعشم أن يراها رفعت ربما لفتت نظره لكن الصغيرة رحلت متعجلة ليصدح صوت يغلفه الأمل بضميرها أن الفرصة لم تضيع لم يشأ الله لقائهما اليوم لكنها أكيدة أن القادم يدخر لولدها فرصة أفضل من يعلم
_ أنتي كويسة يا ماما
هكذا تسائل رفعت وهو يحتوي كتفي والدته بحنان بعد فراغهما من الغداء لتملأ عيناها بوجهه هاتفة طول ما انت واخوك بخير أنا كويسة يا ابني. 
لثم رأسها بتقدير بخير طول ما حسك في الدنيا يا أمي قوليلي هترجعي معايا بكرة
قالت وقد أعدت الجواب مسبقا خليها الأسبوع الجاي في أجازتك أخوك حجزلي عند دكتور حلو هنا أهو اكون روحت وشبعت من ولاد اخوك شوية. 
أومأ لها متفهما ولا يهمك يا أمي خليكي اطمني علي نفسك واتبسطي والخميس الجاي هاجيلك ونمشي الجمعة. 
ابتسمت وعيناها تغيم بشرود طفيف تدعوا الله أن يوفقها بما تريده ربما مكوثها هنا لفترة أخري يصنع لرفعت ومودة الفرصة التي تطوق إليها ويرتاح خافقها من القلق وتمضي الأمور كما تبغي.
المبلغ اللي هناخده ده هيكفي نجيب شقة زي اللي كنا فيها يا جلال
لتجول رباب محيطها بنظرة شاملة مع استطرادها ده أنا كنت عشمانة بعد ما صاحب البيت يدينا تعويض كبير نجيب شقة حلوة زي اللي احنا فيها دلوقت.
أخبرها ببساطة حتي لو كان التعويض كان هيجيب شقة زي اللي بتتمنيها برضو مكناش هنجيبها. 
_ ليه
رمقها لبرهة ليخبرها بما يجب ان تعلمه لأن فلوس التعويض ده مش حقي لوحدي أختي أشرقت ليها التلت ولا نسيتي ان شقتنا اللي وقعت كانت ميراثي أنا وهي
برز طبعها الأول علي السطح وهي تصيح بأنانية بس اختك خلاص اتجوزت وليها بيتها وحياتها وأحنا محتاجين الفلوس كلها عشان نجيب شقة تكفينا بعيالنا يا جلال.
هتف عليها بنبرة صارمة رباب أحنا لولا رحمة ربنا بينا كان زماني أنا وانتي وعيالنا تحت التراب وقتها كنت هقف قصاده اقوله ايه كنت مستحل نصيب اختي عشان نفسي أشرقت صحيح اتجوزت وليها بيتها بس ده حقها محدش ضامن العمر ولا غدر الأيام بيها لما اخد التعويض هحدد نصيبها بما يرضي الله وهفتح ليها حساب في البنك واحطهم بأسمها أهي تتسند علي حاجة عشان ما تتحوجش حتي لجوزها.
أطرقت رأسها وملامحها تغبرت بالهموم ليرفع وجهها إليه قائلا بهدوء رباب أحنا مرينا بمحڼة كبيرة المفروض تعلمنا إن الدنيا مش مستاهلة والظلم مش بيعدي لازم تفكيرك يتغير من هنا ورايح مش شطارة انك تستغلي حد وتاخدي حقه أشرقت لو عرفت ظروفي هي بنفسها هتقول مش عايزة حاجة بس أنا مش هديها الفرصة دي. 
صمت برهة قبل أن يسترسل 
القرشين اللي هيفضلوا معانا ربنا هيحط فيهم البركة بإذن الله وهنلاقي شقة مناسبة مش لازم تمليك لأن مش هنقدر عليه هنشوف حاجة إيجار وهتبقي واسعة برضو. 
_ طب ينفع في المنطقة دي أصلي اتعودت عليها يا جلال. 
ابتسم لها ومنحها قبلة فوق جبينها مغمغما حاضر يا ستي أوعدك أدور هنا وأكيد هلاقي حاجة تناسبنا. 
بدأت تستيقظ وصلاة الظهر يتبقي عليها قرابة الساعة والنصف اعتدلت بفراشها شاعرة بمزاج سيء اليوم خالتها عازفة عن الاتصال تعترف أنها بأخر زيارة كانت حادة معها وقليلة الذوق لقد بالغت بفظاظتها وحتما الخالة غاضبة منها الأن يجب أن تذهب لتراضيها.
أشرقت جت يا ماما
هكذا صاحت سارة بترحيب حار وهي تعانقها قائلة
وحشتيني خالص يا شوشو أخبارك وأخبار رضا ايه.
بادلتها العناق الحاني وأنتي وحشاني أكتر يا سارة رضا كويس. 
ثم عاتبتها بس لو فعلا وحشتك كنتي عديتي عليا. 
_ يا حبيبتي انتي عروسة برضوا مش معقول أضايقكم بزياراتي من أولها.
_والله عيب عليكي الكلام ده هتضايقينا ازاي بالعكس انا بفضل أغلب النهار لوحدي ورضا برة
_ خلاص يا ستي هبقا اعدي عليكي وانا راجعة من الجامعة.
_ هستناكي ثم تجولت عيناها تفتش عن العم والخالة قائلة أمال عمي سلامة فين وخالتي فينها مش سامعة صوتي ولا أيه
_ بابا لسه بره وماما هروح أناديها. 
_ أستني يا سارة خليني انا أروح أشوفها وانتي اعمليلنا حبة شاي من إيدك الحلوة.
ولجت غرفتها
تم نسخ الرابط