رواية تحفة بقلم ډفنا عمر الفصل الثاني والعشرون

موقع أيام نيوز

سيرها حيث رفيقتها مرام تحتاج بشدة الحديث معها الأن.
_ أمال مودة راحت فين يا رفعت 
تسائلت نجوي بعجب ليجيبها قالت وراها حاجات مهمة 
ولازم تمشي.
_ وراها ايه يعني المچنونة دي
لم يعلق رفعت علي حديث زوجة أخيه متغاضيا عن الأمر وهو يلاطف الصغار ويوزع عليهم الحلوي التي ابتاعها لأجلهم بينما والدته تبتسم بخبث وظنها تأكد لديها بعد مغادرة مودة الأمر لا يحتاج لذكاء خارق لتفهم أن الصغيرة تحمل مشاعر لأبنها رفعت وهذا وحده إنجاز وخطوة كبيرة فيما تخطط له نظرت عيناها للسماء بتضرع تدعوا سرا أن تسير الأمور كما تتمناها تلك الفراشة الرقيقة هي عوض الله لابنها طيب القلب.
وقفت أمام الموقد يغلفها الشرود بحالها وكيف تعيد الأمور لنصابها الأول مع زوجها الغاضب الذي صار يعاملها ببرود وجمود انطفأت لهفته وتوقف نبع حنانه المتدفق لتقاسي برودة واقعها المرير دون دفئه كم اشتاقت عناقه همساته وهو يوقظها لتأخذ هديتها من شفتيه كل صباح ضحكته وهو يشاكسها كلما ڠضبت مداعبته لشعرها المفرود علي وسادته الشوق ېقتلها وأطياف ذكرايتها القصيرة معه تعذبها كم كانت معصوبة العين والقلب والعقل.
بخضم شرودها العميق لم تدرك أشرقت البركان الأبيض وهو يفور ويغرق ما حوله أسرعت تغلق شعلة الموقد ناعتة نفسها بالغباء تشتهي مرة إدراك اللبن قبل أن يفور هكذا.. نظرت لساعة الحائط لتطمئن أن الوقت لا يزال معها لقد استيقظت باكرا لتعد هي الإفطار للصغار.. وله. 
انتهت من إعداد كل شيء ولا تنسي صنع الشطائر لرحمة ومازن.. والأن عليها إيقاظهما بهدوء ولجت غرفتهما لتبتسم ورحمة غافية وتعطي ظهرها للصغير الذي يتشبث بضفائرها كنوع من الأمان انها جواره نظرت للفراش الأخر الذي يخص الصغير لتجده خالي خمنت انه خاف من شيء واستغاث بشقيقته 
_رحمة مازن يلا يا حبايبي فوقوا عشان معاد المدرسة قرب.
تململ الصغيران عاجزان عن فتح أعينهما لتربت علي ظهورهما بحنان قائلة يلا بقا بلاش كسل انتم نايمين بدري وشبعتوا نوم.
أستجابت رحمة لها وهي تتمطى بكسل مبتسمة صباح الخير يا طنط هو الساعة كام. 
_ الساعة ستة يا حبيبتي أنا عملت الفطار وغليت اللبن عشان تفطروا تشربوه قبل ما تنزلوا. 
اعتدلت الصغيرة بنصف جلسة ترمقها بصمت كأنها تتعجب مما تفعله أشرقت معهم اهتمامها وحنانها عليهم يربك الصغيرة ولا تفهم سببه لما تغيرت معهم هكذا وصارت تحبهم
_ بتفكري في ايه يا أمورتي. 
قالتها أشرقت وهي تقرص وجنتها برفق لتجيب الرحمة أصلي مستغربة يا طنط.. ليه حضرتك بقيتي كويسة معانا عشان هتجيبي بيبي يعني
تنهدت أشرقت بأسى قائلة بعين غائمة لا مش عشان كده يا رحمة..أنا اتغيرت عشان أنا كنت غلط..مكانش لازم اتعامل معاكم كده.. أنتم مالكوش ذنب في اي حاجة.. وأنا ظلمتكم كتير واهو ربنا بيعاقبني أسوأ عقاپ.
_ بيعاقبك ليه يا طنط.. أنا سامحتك أنا واخويا ومش زعلانين منك خلاص.
لتهتف الصغيرة ببراءة خلاص أنا هقول لربنا لما أصلي اني مش زعلانة منك.. ساعتها أكيد مش هيعاقبك.
غمستها أشرقت بصدرها ملثمة رأسها بحنان وكل يوم يمضي تتعلم من تلك الصغيرة درس جديد.. بل والأكثر من ذلك انها كلما أختبرت أخلاق الصغار تحب رضا أكثر.. هما أخذوا نفحة من روحه.. هما خلاصة رقته وحنانه وطيبته وإنسانيته.
_ يلا يا مازن أصحي بقا هنتأخر. 
هكذا صاحت رحمة لتوقظ شقيقها الذي استجاب بصعوبة وهو يفرك عيناه لتتلقفه أشرقت بعناق مقبلة خده الثمين هاتفة صباح الخير يا ميزو.. يلا صحصح كده عشان تفطر وتستعد لمدرستك.
ثم صاحت بحماس مش انهاردة الخميس ايه رأيكم نعمل كيك وبيتزا سوا لما ترجعوا 
تفاعلوا معها بذات الحماس ومازن يصيح أيوة انا بحبهم.. وعايز الكيك بالشيكولاتة
رحمة لا أنا بحب الكيكة اللي لونها أبيض. 
ضحكت تغمرها السعادة لتفاعلهم معها قائلة ماتقلقوش هنعمل الاتنين والبيتزا هنتعشى بيها كلنا. 
لتنهض وتحفزهم هاتفة يلا بقا قوموا استعدوا وانا هصحي آبيه رضا وبعدين أحط الأكل على السفرة.
ولجت غرفتها لتجده لا يزال نائم أرضا متلحف بغطاء خفيف ظلت تطالعه بحزن مشفقة عليه من نومة متعبة كهذه ربما تؤلمه عظامه أو يصيبه البرد.. دنت إليه وجلست أمامه كالقرفصاء ومدت يدها تربت علي خده هامسة 
رضا.. أصحي الساعة عدت ستة.
بدأ يستجيب قليلا وهو يعتدل وعيناه لا تزال مقفولة ثم ابتسمت وهي تراه يستسلم للنوم ثانيا.. فانحنت تلثم جانب وجهه هامسة بأذنيه رضا.. يلا أصحى الولاد هتتأخر علي مدرستها.
قرب أنفاسها وعبقها مع قبلتها الناعمة أخترق مداركه سريعا ليفتح عيناه بنظرة كاملة شمل بها تفاصيل وجهها القريب تفرسها مليا برمقة مطولة وهي بهذا القرب مما أغراها بالأمل أنه سيفعل شيئا لتتفاجأ به يبتعد عنها ثم راقبته وهو يقف ويرفع طبقات الفراش الذي كان ينام عليه ثم طواها وأقحمها في الخزانة و ألتقط له غيار داخلي ودلف لمرحاض غرفته دون أن يحدثها او يلتفت لها.
تنهدت بخيبة وأدركت أن الأيام القادمة معه لن تكون سهلة هي الأن تختبر غضبه كما أختبرت حبه وحنانه.. وعليها أن تصبر
تم نسخ الرابط