رواية حصاد المر بقلم ډفنا عمر الفصل الرابع عشر

موقع أيام نيوز

الأقل في حد تروحله أمها أو اختها.. لكن عايدة مراتك مالهاش أهل وعلاقتها بمرات عمها مقطوعة من زمان وكلنا عارفين إنها بتكرهها.. والدليل على كلامي.. إنها أما خرجت من الحبس مارجعتش لمرات عمها دي! 
فتسائل خالد بتلقائية أمال راحت فين
ابتسم أحمد لأهتمام خالد بالسؤال دون أن يدري! 
وهتف أنا سألت المحامي وعرفت إنها سابت عنوان غير بيتك وأنه نفس عنوان واحدة كانت محپوسة معاها بنفس الوقت.. واضح إنهم اتكلموا سوا وعايدة عارفة إن صعب ترجع عندك فتقريبا سابت عنوان الست دي باتفاق مسبق بينهم.. أكيد يعني في علاقة ما نشأت بينهم تخلي عايدة تروح عندها.. لأني طبعا أتأكدت إنها فعلا عند الست دي وأسمها شاهندة!
ثم أخرج ورقة مطوية من جيبه وده العنوان اللي مراتك فيه.. روح هاتها يا خالد عشان ولادك
وسيبها في بيتك وانت ياسيدي خليك هنا لحد ما ربنا يهدي النفوس! 
وترك جانبه الورفة وغادر.. تاركا له المجال للتفكير.. وهو يعلم طيبة قلب خالد.. الأكثر رقة من الجميع وهو أقرب لطباعه عن أخيه عبد الله.. ويراهن أنه سيلين مع الوقت ويذهب لإحضارها..! 
مضت أيام أخرى على الجميع.. وفريال تعتني بوالدتها بمنتهى الإخلاص والحب وتحاول تعويضها جفائها السابق.. كما لا تكف ابدا عن الإلحاح على خالد بكل فرصة. ليسامح زوجته رغبة بتهيئته ليتقبلها بعد أن قررت أن تذهب إليها بوقت لاحق
أما هند فأصبحت أكثر استقرار مع زوجها وأولادها وتعافت والدة عصام بالتدريج.. وأمتن لها زوجها بشكل أكبر بعد رعايتها لوالدته وأصبح أكثر هدوء وتفهما معها.. وبأي وقت تخبره أنها تريد زيارة والدتها عند فريال لا يمانع ويقوم بتوصيلها أحيانا كثيرة.. أما أحمد فاستطاع التركيز بعمله أكثر والجلوس مع أولاده الذي كان تقريبا لا يراهم في وسط مشاكله ورعايته لوالدته.. بينما يمنى تحاول تعويض أسرتها تلك الفترة بالإهتمام بهم أكثر كما تذهب كلما سمحت ظروفها إلى الأم فاطمة لتشارك برعايتها وأعداد أطعمة خاصة بها وتخفف عن فريال التي لن تساعدها صحتها بالقيام بأمور كثيرة تخص الأم فاطمة..
أما عبد الله فمازال لا يتقبل زوجته ويعاملها بجفاء مع حرصه أن يظهر بعض الود المصطنع أمام أولاده كالسماح لها بمشاركتهم الطعام.. واغلب وقته في البيت يكون جالسا بعيدا حتى لا يحتك بها..ولكن رغما عنه يلاحظ شحوبها ونحولها الذي يزداد ولا يعرف سببه.. ولا يقدر على سؤالها حتى لا تعتقد أنه بهتم بها.. أما هي فتحترم عزوفه وغضبه منها ولا تحاول فرض نفسها عليه وكل هدفها ألا يشعروا أولادهما بشيء وتحافظ جيدا على المسافة بينهما..
بينما خالد لا يكف عقله عن التفكير بها.. وكيف تعيش في بيت غريب عنها.. ورغم معرفته بسوء علاقتها بزوجة العم ولكن تمنى أن تذهب إليها أفضل من مكوثها عند أغراب لا يعرفهم.. ويزداد همه وحزنه كل دقيقة على صغاره اللذين أصبحوا لا يلعبون ولا يأكلون جيدا ويتسألون بإلحاح عن والدتهما وهو يعجز عن التعامل معهم ويترك الأمر لوالدته التي تستغله للحديث دائما أن مصلحة صغاره بعودة والدتهم مرة أخرى.. وهو يكاد لا ينام وأصبح شديد الكئابة ولا يدري ماذا يفعل! 
في منزل عبد الله!
يتصنع تركيزه بالهاتف متصفحا حسابه وهو ېختلس النظرات القلقة عليها بعد إغمائتها التي تكررت.. متذكرا حين عاد من عمله وصدم برؤيتها فاقدة الوعي بمنتصف أرض المطبخ وحولها كوب متهشم يبدو أنها كانت تتناول الماء وهاجمتها تلك الإغماءة وفقدت السيطرة! لما لا تفحص نفسها ربما تشتكي من أنيميا الدم بدا هذا منطقي لشدة نحولها..!
وهاهي تجلس بإعياء وشحوبها واضح! 
انتفض من مكانه وقرر أن يتبين أمرها.. ومهما فسرت سؤاله لا يهم! فالأهم الآن يطمئن ويفهم ما يحدث! 
وقف أمامها عاقدا ذراعيه هاتفا ببرود 
ممكن أفهم مالك ليه كل شوية بتفقدي وعيك لو في مشكلة روحي لدكتور.. بس ماينفعش تكوني بالهزلان ده وتسكتي!
ابتسمت بضعف هاتفة ماتقلقش أنا بخير! 
هتف بضيق أنا مش قلقان لكن افرضي الولاد هما اللي شافوكي واقعة زي ماجيت وشوفتك انهاردة هيكون إحساسهم أيه هتخضيهم وممكن كانوا يتأذوا من الكوباية المکسورة.. يعني أنا يهمني في الأساس الولاد.. لو تعبانة روحي لأمك تراعيكي لأن أكيد معنديش استعداد اقوم بالدور
تم نسخ الرابط